كيفية تعليم الأطفال حديث (من أحق الناس بحسن صحابتي)
تعليم الأطفال حديث ( من أحق الناس بحسن صحابتي )
نص الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ).
شرح الحديث
حثّ الله -تعالى- في العديد من الآيات القرآنية على بر الأم ، وكذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الكثير من الأحاديث، ومن هذه الأحاديث هذا الحديث الذي يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه-.
وقد جاء هذا الصحابي ليتعلم من المعلم الأول عن أولى الناس بالبر والإحسان، فهل قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- أنا؟ رسول الله وطريقك إلى الجنة؟ أم هل قال له: مسؤولك في العمل؛ فهو سبب وصول المال إليك؟ لا، بل قال له: "أمك"، وهذا بيان لعظمة مكانتها في الإسلام، فهي أَوْلى الناس بحسن المعاملة، وهي أوْلى من تقدم لها الخير وأحق من تتودّد إليه.
وهنا سأله الصحابي: ثم من؟ أي من بعد أمي؟ ومن يليها في هذا الحق في حسن المعاملة؟ فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ثم أمك"، فكرّر ذلك ثلاث مرات، حيث كان الصحابي يسأل والنبي -صلى الله عليه وسلم- يجيب بنفس الجواب.
مكانة الأم في الإسلام
تتربع الأم على عرش الإحسان ثلاث مرات كما في الحديث؛ وكأنها حجزت أول ثلاث منازل لا ينازعها فيها أحد، فخيرك عائد لأمك في المنازل والدرجات الثلاثة الأولى، ثم بعد ذلك أجابه النبيّ: "أبوك"، ليس تقليلًا من حق الأب ، وإنما تأكيدٌ لعظيم حق الأم.
أما سبب ذلك فهو لكثرة أفضالها على ولدها، وكثرة ما تحمّلته من المتاعب الجسمية والنفسية أثناء الحمل والرضاعة، والخدمة والشفقة، وتلك الشفقة قد تُطمع ولدها فيتهاون في برّها، ولهذا أكّد الرسول -صلى الله عليه وسلم على برّ الأم مرارًا.
وقد كرّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر الأم ثلاثة مرات؛ للإشارة إلى أن الأم تستحق النصيب الأوفر من البر، وقد قال بعض العلماء إن للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر؛ وذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، بينما قال علماء آخرون ومن بينهم الإمام الشافعي -رحمه الله- أنّ برهما يكون سواء.
بر الوالدين من أعظم الحقوق الاجتماعية
يدلّ هذا الحديث على أن من أعظم الحقوق الاجتماعية بِرُّ الوالدين ؛ فهو في المرتبة الثانية بعد الإيمان بالله -تعالى-، وقد جمع الله -تعالى- بين الأمر بالتوحيد وبر الوالدين في آية واحدة، فقال -تعالى-: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا)، فالله هو السبب الحقيقي لوجود الإنسان، والأبوان هما السبب الظاهري لوجوده.
و حق الأم أعظم من حق الأب لكثرة أفضالها على ولدها، وقد أشار إلى ذلك القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) ، و لهذا أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأم ثلاث مرات، وذكر حق الأب مرة واحدة؛ لأن الجزاء من جنس العمل.