كيفية تحقيق راحة البال في الإسلام
كيفية تحقيق راحة البال في الإسلام
ما معنى راحة البال
البال، هو الحال والشأن، يقال فلَان رخيِّ البال وناعم البال، أي موفور الْعَيْش، وهادئ النَّفس والخاطر، والبال، الذهن والخاطر والقلب، وجرى على باله، أي تذكروفكرفيه، وخالي البال أي لا يشغله شاغل، ومطمئن القلب، وراحة البال، هي طمأنينة النفس، والخلو من الهم، وطويل البال هو الصبور، وكثير الاحتمال.
كيفية تحقيق راحة البال
حتى يحصل المسلم على راحة باله، ويهنأ في الدنيا والآخرة، عليه أن يتوكل على الله -تعالى- حق التوكل، ويعلم علم اليقين أنَّه لا يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله عليه، ويُعمِّق إيمانه بالقضاء والقدر، ويطرح عن نفسه وساوس الشيطان، وأنَّ راحة البال وطمأنينة النفس، هي من ثمرات الإيمان بقضاء الله وقدره.
والمسلم أكثر حاجةً في هذا العصر لراحة البال، والطمأنينة وسكينة النفس، وأكثر الأمور التي يحتاجها المسلم ليحقق هذه الراحة، ما يأتي:
- أن يعمق الإيمان بالله -تعالى-
ويكون ذلك بكثرة ذكر الله -تعالى- وقراءة القرآن وتدبر معانيه، والقيام بالأعمال الصالحة، والقيام بالعبادات على أكمل وجه، والتفكر في خلق الله وملكوته، يقول -تعالى-: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) .
- الاتصاف بالأخلاق الحسنة
مثل حسن الظن والصبر وإدخال السعادة في قلوب الآخرين وغيرها، فلها الفضيلة العظيمة في الدنيا والآخرة وعلى الفرد والمجتمع، بحيث تُبقي صاحبها بقلب مطمئن ونفس ساكنة وعيش طيب والراحة في الدنيا وفي الآخرة، بعكس صاحب الخلق السيئ فإنَّه في شقاء دائم ولا يجد الراحة ولا الاطمئنان في حياته، ويسكن الخوف الدائم قلبه.
- كثرة الدعاء واللجوء إلى الله -سبحانه-
بطلب تفريج الهم والكرب، وسؤاله -سبحانه- سكينة النفس وغيرها، عَنِ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قَالَ: (دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ).
ذكر راحة البال في القرآن الكريم
تضمن القرآن الكريم عدد من الآيات التي ذُكر فيها البال، أو مشتقاته في عدة مواضع، ومما يلي بيانها:
- قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)، أصلح بالهم، قيل في معناها أصلح شأنهم وحالهم وأمورهم وأعمالهم ومصالح دينهم ودنياهم وآخرتهم وتوجيههم إلى الخير، وقيل إنَّه أصلح نواياهم، ونيَّاتهم.
- قال -سبحانه-: (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ)، قيل الأحياء المجاهدين ما داموا على قيد الحياة، فالله -تعالى- سيصلح شأنهم وعملهم، وأما الذين قتلوا فسيصلح بالهم في السؤال في القبر، وعند الله -عز وجل- وفي التثبيت يوم القيامة، وعند المرور على الصراط.
- في قوله -عز وجل-: (ارْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ۚ)، ما بال النسوة، أي ما حقيقة أمرهنَّ، والبال الأمر الذي يهتم به ويبحث عنه، ويسأله عن حال النُّسوة.
- قال -جل وعلا-: (قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ)، أي ما شأن الأمم السابقة، والبال هنا تعني الفكر، نقول "خطر في بالي" يعني فكري، ولا يأتي في الفكر وبُؤْرة الشعور إلا الأمر المهم.
وقيل فيها: ما استفهام، والبال الحال التي يكترث بها، يقال ما باليت بكذا، أي ما اكترثت به، ويعبر به عن الحال الذي يكون عليه الإنسان، فيقال ما خطر ببالي كذا.