كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي العاطفي
كَيفيّة تحقيق الاكتفاء الذّاتي العاطفيّ
الشّعور بالرّضا دون الاعتماد عاطِفياً على قُبول الآخرين يعني أنّ الفَرد يتحّكم بِعالمهِ بنفسه، ويَرى قِيَمَه على أنّها مُستقلّة عن إذن الآخرين، ويُمهّد الطّريق لِحياة هادِفة وسليمة وصِحيّة، الاكتفاء الذّاتيّ يعني عدم الاحتياج لأيّ شخص لتحديد معاني الهُويّة الشخصيّة .
ويُعرّف الاكتفاء الذّاتي أيضاً بأنّه الشّعور بالأمان والرّضا عَن النّفس، والإحساس العَميق بِقيمة الذّات، والشّعور بالاكتمال الذّاتي والاستقرار، وفيما يلي بعض الخُطوات والنّصائح التّي يُمكن تتبّعُها لتحقيق الاكتفاء الذّاتي العاطفيّ:
عَدَم الامتثال للآخرين واتّباعِهم
أيّ تجنُّب اتّباع الرّأي العام، وتجنُّب الامتثال لإرادة الأغلبيّة، وأن يثق الفَرد بغرائزه وأفكاره ومبادئه وحِسّه السّليم، فذلك يُساعد في الوُصول إلى استنتاجات شخصيّة جديدة، أيّ عدم الخَجل من عَدم تتبُّع الحشد سيؤدّي بالنّهاية إلى الشّعور بالاستقلال الذّاتيّ العاطفيّ، وبالتّالي الوُصول للقُدرة على التّواصُل مع النّفس، والإرشاد الدّاخليّ، وتحديد القِيَم الحقيقيّة، والتّعبير عنها بِحُريّة عند الحاجة.
أيّ أنّ التّخلي عن التّبَعيّة غير الضّروريّة، وأخذ العَزم في الاعتماد على الذّات ، والبَحث عن أي مواقف غير صحيّة لإيجاد حل، فغالباً ما يكون الحَل في داخل الفَرد، ودون الحاجة للاعتماد على الآخرين، سيُضيف ذلك شُعور بالاستقلاليّة.
الوُقوف والدّفاع عَن المَبَادِىء
إذ يَجب على الفَرد أن يُقاتل مِن أجلِ مبادئهِ التّي يعتقد أنّها نَزيهة وشريفة، فلا شيء يجلب الحُريّة والسّلام والاستقلال أكثر مِن انتصار المَبادِىء وحِمايتها من أيّ مُعارَضة، أيّ أن يُؤمِن الفَرد بِشيءٍ ما حَقّاً يعني أن يُدافِع عَنه.
الإصرار على الأصالة
أيّ أن لا يُزيّف الفَرد نفسه، وأن يُصّر على أن يكون ذاته، بصفاته الطّبيعيّة، ومُميّزاته، ومَواهِبه الخاصّة، حيثُ أنّ الإيمان بأنّ لكل شَخص شَيء فَريد لِيُقدّمه يُنمّي لدى الفَرد الرّغبة في تطوير مهاراته ومواهبه، والتّقدُّم بطريقته الخاصّة.
مُواجهة العَقَبات والتّغلُّب عليها
العالم مَليء بالعَقَبات، إذ يواجه الفَرد مِنّا الكَثير مِن المُشكلات التّي تُولّد لديه الرّغبة في التخلّي عَن تَحقيق أحلامه، وتدفعه عادةً إلى طَلَب المُساعدة، ولكن المُبالغة في طَلَب المُساعدة قد تكون غَير مُفيدة وتُؤدي بالفَرد إلى الاعتماد على الآخرين مَدى حَياته، ولن يستطيع اكتشاف قُدُراتِه الخاصّة واستثمارِها، فَكثرة مُواجهة الفَرد للعَقَبات والتغلُّب عَليها تَرفع ثِقَته بِنفسه، وتُنمّي القُوّة الدّاخِليّة لَديه.
العَمَل والإنجاز
حيثُ أنّ العَمَل والشُّعور بالإنجاز يُولّد لَدى الفَرد احترام وتَقدير الذّات ، إذ يَمتّد الشُّعور بالحُريّة مِن القُدرة على تَحقيق النّتائج، وهذا كُل ما يتعلّق بالاعتماد على الذّات، فالعَمَل بِجِدّ من أجل شَيءٍ مَا يُنمّي الشّعور بالتحسُّن والسّعادة والازدهار والأمان والاستقلاليّة.
التعلُّم باستمرار
مِن الضّروريّ الاستمرار بالتّعلَم وأن يسعى الفَرد لِيكون طالِباً مَدَى الحَياة لِيكونَ مُستقّلّاً مُعتمداً عَلى ذاته، فالاستفادة الكامِلة من الفُرص التّعليميّة واغتِنام الفُرَص الجَديدة، وتوسيع نِطاق المَعرِفة يُساعد الفَرد على الاعتماد على نفسه بشكل أكبر وتوليد قُوّة في داخِله تَقوده ليكون قادِراً على المُنافسة ومُكتَفِياً بِنَفسه.