كيفية تحسين الإنتاج الحيواني بالتأثير على الغذاء
العلاقة بين الإنتاج الحيواني والغذاء
يعمل مجال زراعة المحاصيل بالتكافؤ مع مجال الثروة الحيوانيّة؛ إذ يأتي نصف غذاء العالم من المزارع التي تنتج كليهما، إذ إنّ السعي إلى التكثيف في تربية الماشية قد مضى إلى الأمام مع القليل من الاهتمام ب الاستدامة ، والكفاءة العامة (الكمية الصافية من الغذاء المنتج من حيثُ المدخلات: مثل الأرض، والمياه).
تُعتبر الثروة الحيوانيّة محركًا قويًّا لتطوير النظم الزراعيّة والغذائيّة، حيثُ تقود التغييرات الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والبيئيّة الرئيسيّة في أنظمة الغذاء العالميّة، وتوفر نقطة دخول لفهم القضايا ذات الصلة بالتنمية الزراعيّة المستدامة في جميع المجالات.
أثر عملية تحسين الإنتاج الحيواني على الغذاء
يُساهم قطاع الثروة الحيوانيّة في الإمداد الغذائيّ عن طريق تحويل المواد الغذائيّة ذات القيمة المنخفضة وغير الصالحة للأكل أو غير المستساغة للناس إلى منتجات حيوانيّة: مثل اللبن، واللحوم، والبيض، إلا أنّها في المقابل تعتمد على المنتجات الزراعيّة بذلك.
تُعتبر الأطعمة ذات المصدر الحيوانيّ واحدة من أفضل مصادر البروتين عالي الجودة والمغذيات الدقيقة الضرورية للنمو الطبيعي والصحة الجيدة، وفي الوقت الحالي توفر الماشية 13% من الطاقة للنظام الغذائيّ العالميّ، ولكنها تستهلك نصف إنتاج العالم من الحبوب للقيام بذلك.
تمتلك الثروة الحيوانيّة القدرة على إحداث التغيير في العديد من المجالات، مثل: تعزيز الأمن الغذائيّ، وتوفير الدخل لدفع تكاليف التعليم، والاحتياجات الأخرى للأسر الفقيرة، إذ تساعد الماشية على تمكين الأطفال الفقراء من التطور ليصبحوا بالغين أصحاء ومتعلمين ومنتجين، لهذا يُعدّ تحسينها باستمرار أمرًا ضروريًّا.
تشكل التنمية الزراعيّة عملية مهمّة للغاية لتحسين الأمن الغذائيّ الذي يُساهم في تحسين الإنتاج الحيوانيّ، وفيما يأتي توضيح دورها بذلك:
- زيادة كمية الغذاء وضمان تنوعه.
- قيادة التحول الاقتصاديّ.
- توفير المصدر الرئيسيّ للدخل للعديد من ذوي الدخل المحدود.
نبذة عن مفهوم تحسين الإنتاج الحيواني
يحتل توافر الموارد الطبيعيّة المحليّة واستخدامها بكفاءة مكانة كبيرة في قطاع الإنتاج الحيوانيّ؛ حيثُ تتطلب الاستراتيجيّة الناجحة لتنمية الثروة الحيوانيّة صياغة خطط إدارة الموارد التي تكمل الأهداف الاقتصاديّة، والبيئيّة، والاجتماعيّة، إذ يجب إعطاء اهتمام خاص لنظم استخدام الأراضي والموارد الطبيعيّة اللازمة لتحسين الإنتاج الحيوانيّ.
تحتاج استراتيجية التنمية الحيوانيّة إلى مراعاة العناصر الاجتماعيّة، والثقافيّة، والسياسيّة، والمؤسسيّة التي تؤثر على إدارة الموارد الطبيعيّة، إذ يجب معالجة القضايا المتعلقة باستخدام الأراضي، والملكية المشتركة، والتشريعات، وسياسات الأسعار، والإعانات، والرسوم، والأولويات الوطنيّة لتنمية الثروة الحيوانيّة والقدرات البحثيّة، وعليه فإنّ تنفيذ برامج العمل يتطلب دعمًا تقنيًّا، ومؤسسيًّا، والتزامًا حكوميًّا.
تسمح الثروة الحيوانيّة على تخفيف التقلبات الغذائيّة الموسميّة من خلال تقنيات بسيطة تسمح للرعاة بالاحتفاظ بمنتجات الألبان لأسابيع أو أشهر على شكل زبدة مصفاة، أو خثارة، أو أنواع مختلفة من الجبن، كما يُمكن استخدام اللحوم المحفوظة بالتجفيف، والتمليح، والمعالجة، والتدخين عندما تكون مصادر الغذاء الأخرى نادرة.
يُعتبر جلب سلالات عالية الجودة من الماشية ذات قدرة إنتاجيّة عالية، وخصائص أخرى مرغوبة من مزرعة أو بلد آخر إلى المزرعة أو البلد أحد طرق تحسين الثروة الحيوانيّة، وفيما يأتي أبرز مزاياها:
- إدخال سلالات لم تكن موجودة أصلاً في البلد الأم.
- تعزيز الإنتاجيّة .
- تقليل وجود الآفات والأمراض.