كيفية الصبر على ابتلاء المرض
كيفية الصبر على ابتلاء المرض
حسن الظن بالله تعالى
حُسن الظّن بالله عبادة الصادقين، وعلى المسلم أن يُحسن ظنّه بربّه، ويُوقن أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأنّ الله لا يكلّفه بما أصابه فوق طاقته، وأنّ ما أصابه قد يكون دفعًا لشرٍّ أعظم عنه، أخرج البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: "قالَ اللَّهُ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي"؛ فمن ظنّ بربّه خيرًا وجده، وإنّ حُسن الظّن بالله يدفع المصائب والابتلاءات، ويجلب السكينة والطمأنينة للنفس، وقد نبّه الشرع إلى ضرورة تجنّب التسخّط والشكوى؛ لأنّ ذلك منافٍ لتوكّل العبد وحسن ظنّه بالله تعالى.
اللجوء إلى الله بالدعاء
الدعاء خير ما يلجأ إليه المريض لدفع ما أصابه؛ فالله -سبحانه وتعالى- هو الشافي المعافي، ويحبّ العبد اللحوح في الدعاء، وقد يختبر الله عباده بأنواعٍ من المصائب والابتلاءات؛ ليردّ عبده إليه، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "الدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله".
عدم التعلّق بالأسباب الدنيويّة في الشفاء
يجدر بالمريض التوكّل على ربّه بعد الأخذ بالأسباب، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، ولا يصحّ من المسلم أن يركن إلى الأسباب الدنيوية ويتعلّق بها طلباً للشفاء؛ ذلك أنّ الشفاء بيد الله وحده، وإنّ التعلّق بالأسباب الدنيويّة حصرًا، والاعتماد عليها وحدها، منافٍ للتوكّل على الله تعالى.
الاستشفاء بالرقية الشرعيّة
ندب الشرع الاستشفاء ب الرقية الشرعيّة إلى جانب التداوي بالأدوية وأخذ العلاجات؛ رحمةً من الله بعباده، قال النبيّ عليه الصلاة والسلام: "ما أنْزَلَ اللَّهُ داءً إلَّا أنْزَلَ له شِفاءً"، وقد وردت الرقية الشرعيّة وكيفيّتها في نصوصٍ عدَّةٍ من القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ومنها:
- قراءة سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، والمعوّذتين: الفلق والناس.
- قراءة بعض آيات الشفاء، والقرآن كلّه شفاءٌ، ومن الآيات:
- قوله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا).
- قوله تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ).
- قوله تعالى: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
- أخرج الإمام مسلم عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "كانَ إذَا اشْتَكَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قالَ: باسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ".
- أخرج الإمام مسلم عن نافع بن جبير -رضي الله عنه-: "عَنْ عُثْمَانَ بنِ أَبِي العَاصِ الثَّقَفِيِّ، أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ".