كيف يصنع الحليب البودرة
كيف يصنع حليب البودرة؟
في هذه الأيام، يجفّف الحليب في المصانع، أي تقلل نسبة الماء فيه باتباع إحدى لطرق الآتية:
تقنية التجفيف بالرذاذ
تعد طريقة تجفيف الحليب بالرذاذ أو الرش (بالإنجليزية: Spray Drying) الطريقة الأكثر انتشاراً لصنع حليب البودرة، حيث تعد عمليةً سريعةً تتم من خلال الخطوات الآتية:
- بسترة الحليب لقتل أي بكتيريا فيه.
- تقليل حجم الحليب إلى حوالي 50% من كتلته الأصلية عن طريق تبخيره، وفصل البخار عن المسحوق المركز، ثم تكثيف البخار لسائل.
- يُرش الحليب السائل بواسطة آلات خاصة في حجرة التجفيف، حيث يتعرض للهواء الساخن.
- تتبخر قطرات الحليب السائل بسرعة تاركةً ورائها مسحوقًا جافًا وهو حليب البودرة.
تقنية التجفيف بالأسطوانات
تتضمن هذه الطريقة تمرير الحليب فوق طبقة رقيقة من الأسطوانات الساخنة تحت ظروف مناسبة من الضغط والحرارة، والتي تعمل على تبخير الحليب، وترسيب المواد الصلبة المراد استخلاصها وطحنها إلى مسحوق ناعم، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التقنية تعد سريعةً، ولكنها الأقل استخدامًا؛ لأنّها تتسبب في كرملة الحليب (بالإنجليزية: caramelize the milk) مما يؤدي إلى ظهور طعم مر ومذاق محترق قليلاً في البودرة الناتجة.
تقنية التجفيف بالتجميد
يُصنّع حليب البودرة بهذه التقنية باتباع الخطوات الآتية:
- تجميد الحليب ببطء عند درجات حرارة تتراوح ما بين -50 إلى -80 درجة مئوية، حيث إنّه كلما جُفّف الحليب بشكل أبطأ، زاد حجم بلورات الثلج؛ مما يؤدي إلى الحصول على منتج أفضل.
- تعريض الحليب لحرارة وضغط منخفض، مما يساعد في حدوث عملية التسامي (بالإنجليزية: sublimation)؛ أي تحول الجليد من الحالة الصلبة إلى الغازية دون المرور بالحالة السائلة.
- تكثيف الغاز وتجميعه، حيث يترك الغاز وراءه مسحوقًا جافًا غنيًا بالبروتينات والعناصر الغذائية الموجودة في الحليب السائل.
ملاحظة: هذه الطريقة تعد معقدة، وتحتاج إلى وقت وجهد مقارنةً بالطرق السابقة.
ما هو حليب البودرة؟
يعد الحليب المجفف أو حليب البودرة أحد أشكال الحليب المركز الذي يُصنّع عن طريق إزالة الرطوبة من الحليب، وهناك عدة تقنيات تُتّبع لإزالة الماء من حليب الأبقار الطازج، مما يقلل مستوى الرطوبة إلى 3% فقط، ويمكن إعادة الحليب المجفف إلى حليب طازج عند إضافة الماء إليه.
ومن الجدير بالذكر أنّ العناصر الغذائية الموجودة في الحليب تظل كما هي بعد عمليات التجفيف، ويعد الحليب المجفف بديلاً مناسبًا للحليب السائل، ويمكن استخدامه في مجموعة من التطبيقات،مثل: صناعة الشوكولاتة، والمخبوزات، و اللبن (الزبادي)، والبوظة، والصلصات والشوربات، والحلويات.
فكرة تجفيف الحليب
إنّ أول من توصّل إلى تجفيف الحليب هم المغول، فقد ذكر المستكشف الإيطالي ماركو بولو، أنّ جنود المغول تحت إمرة الإمبراطور قوبلاي خان، وذلك في القرن 13 م، حيث كانوا يتركون الحليب تحت الشمس لفترة طويلة، حتى يجف، فيصبح سميكاً وصلباً، وإذا ما احتاجوه، وضعوا قليلاً منه في الماء، فيذوب ويعود حليباً.
وتلا ذلك اختراع الكيميائي الروسي ديرشوف، حيث قام بتطوير أول منتج تجاري قابل للاستخدام من الحليب المجفف في عام 1832 م، ثم تلا ذلك تطوير فرنسي في عام 1909 م لإنتاج حليب البودرة على شكل أقراص عن طريق تجفيف مواد الحليب الصلبة والمركزة بالهواء، وتتابعت الاختراعات والتطورات بعدها حتى وصل الحليب إلى شكله الذي نستخدمه اليوم.