كيف يشعر الإنسان بالحب
كيف يشعر الإنسان بالحبّ
يشعر المرء بمشاعر الحب من خلال الطرق الآتية:
سيكولوجيّة الشعور الداخليّة للحب
حيث إنّ عقل الإنسان بطبيعته الفطريّة يُحاول الوصول بصاحبه للسعادة والمتعة والراحة، وهي مشاعر ترتبط بشدّةٍ بالوقوع في الحب، والذي بدوره ينشأ وينمو أثناء الارتباط العاطفي العميق مع الحبيب، مما يفرز هرمون الدوبامين نتيجةً لذلك، والذي يعد ناقل عصبي في الدماغ يرتكز على مشاعر التعلّق والإدمان والرغبة في بناء العلاقة التي تنتاب الشخص المُحب، وتُهيّئ له شعوراً عظيماً بالمُتعة والنشوة واللذّة، الأمر الذي يجعله مسروراً في علاقته وراغباً بالاستمرار بها، إضافةً للعديد من الهرمونات الأخرى التي تؤدي عملاً قريباً لعمل الدوبامين، فتُعزز المودّة وتزيد الثقة والولاء والارتباط العاطفي بين الأشخاص، وتُشجعّهم على الإنخراط في العلاقة بحيث يجد المرء الحب شعوراً مريحاً يُستقبله دماغه بترحيبٍ وبهجة.
خطوات الوقوع في الحب
يمر الشخص بعدّة خطواتٍ تُهيئه للدخول في علاقة حبٍّ مع شريكه، ومنها ما يأتي:
- حبّ النفس: يواجه البعض صعوبةً في تقبّل مشاعر الحب الصادقة التي تُهدى وتُقدّم لهم، وقد يرجع السبب في ذلك لعدم حب المرء لنفسه بشكلٍ صحيح، نتيجة مشاكل داخليّة أبرزها عدم احترامه لذاته، أو عدم ثقته بنفسه بشكلٍ كافٍ، وشعوره بأنه غير مميّز ولا يستحق تلك المشاعر، فلا يجرؤ على الاعتراف بها وتقبّلها، وهنا تكون الخطوة الأولى للحب هي حب المرء وقبوله وتصالحه مع نفسه.
- فهم وإدراك معاني الحب: يجب على المرء أن يُدرك ويعي معنى الحب الحقيقي الصادق، وبالتالي لا يشعر بالخوف والقلق من هذه المشاعر التي قد تكون مُعقّدة وعظيمة إلا أنها في النهاية سبب لسعادته واستقراره، كما يجب التحقق من مشاعر الشخص المُحب، وتقييم العلاقة جيّداً قبل الخوض بها، وعدم التسرّع والدخول في العلاقات لمجرد الرغبة بوجود حبيبٍ في حياته.
- العثور على الحبيب الحقيقي: يُمكن العثور على الحبيب الحقيقي والدخول في علاقة حبٍ ناجحة بعد تقييمها جيّداً، من خلال الطرق الآتية:
- الانفتاح على الآخرين، والتعامل بشكلٍ صريحٍ ومُريحٍ وواضحٍ، وتجنّب إخفاء المشاعر والتكتّم عليها.
- تقبّل فكرة دخول حبيبٍ جديد وشخصٍ مميز في حياة المرء، والنظر للأمر ببساطةٍ، وتجنّب تضخيمه، ووضع شروطٍ أو مُتطلّباتٍ لقبوله.
- البحث عن الأشخاص والخوض في صداقاتٍ تُناسب شخصيّة المرء ولا تختلف عنها فتُجبره على التصنّع والكذب.
أسباب الوقوع في الحب
هُنالك عدّة أسبابٍ للوقوع في الحب والدخول في علاقات مع الآخرين، أبرزها ما يأتي: وآخرون 1989):
- التشابه بالفكر والاعتقاد والسمات والمُعتقدات الشخصيّة التي تعمل كعامل جذبٍ قويّ يُقرّب الأطرف من بعضهم.
- اقتراب الشريكان من بعضهم بشكلٍ كبير، والذي يمكن أن يحدث بسبب قضاء الكثير من الوقت معاً أثناء الدراسة، أو تحت ظروف العمل، أو نتيجة العيش بالقرب من بعضهما والتفاعل معاً بشكلٍ مُنتظم.
- الجاذبيّة الشخصيّة التي يتمتع بها الحبيب، والتي قد تركز على المظهر الخارجي الأنيق الذي يُعجب الشريك، أو امتلاكه سماتٍ شخصية مميّزة ومرغوبة لديه.
- الإعجاب المتبادل بين الحبيبين، والذي قد يتطور مع الوقت وينمو للشعور بالحب بعد التعرّف أكثر على بعضهما.
- التأثيرات الاجتماعية التي تُبنى على اتفاق أفراد الأسرة أو الأقارب، وتجمع شخصين بالنظر لاتفاق المعايير والمبادئ الاجتماعيّة بينهما، ثم تتطور العلاقة بينهما من مجرد تعارفٍ اجتماعي لشعورٍ بالانجذاب، ثم الوقوع في الحب؛ لكنها طريقة قد لا تكون ناجحة دائماً وتبوء بالفشل عند اختلاف الأطراف وعدم اتفاقهم.
مراحل الوقوع في الحب
يتضمن الوقوع في الحب مراحل عدّةٍ أبرزها ما يأتي:
- الإفتتان والانجذاب للمحبوب: وهي مرحلة الابتهاج والانجذاب والشعور باللذّة والسعادة الغامرة التي تنتاب المرء عند التواجد برفقة حبيبه، الأمرالذي ينعكس على تصرّفاته أو حتى إحساسه الداخلي، وبالتالي قد يشعر بالحيويّة، والدهشة، أو الأرق، وعدم القدرة على النوم جيّداً من شدّة حماسه وبهجته وسروره.
- الواقعيّة في المشاعر والتصرّفات: ينضج الحب مع الوقت ويبدأ الشخص المُحب بالالتزام أكثر اتجاه العلاقة، ويشعر بالحاجة للقبول والدعم العاطفيّ من شريكه ويُبادله الاحترام والهدوء والعطف والرعاية، وهنا تبدأ العلاقة بالاستقرار أكثر.
- الاستقرار العاطفي: وهي مرحلة الإخلاص والنضج طويلة الأمد، التي لا تعني نقص المشاعر وبرودها وإنما تعني التحقق من الرغبة في الاستمرار في العلاقة والبقاء معاً بكامل الوعيّ، وليس تحت تأثير مشاعر مؤقتة شبيهة بالانجذاب والإعجاب والتي يُمكن أن تتغير مع مرور الوقت، فالمشاعر في هذه المرحلة تكون أكثر صدقاً ووعياً، وهي حقيقيّة جدأ وتنبع من العقل والقلب والحاجة التامة لوجود الحبيب في حياة المرء.
علامات الوقوع في الحب
تظهر مشاعر الحب بشكلٍ واضح ويصعب السيطرة عليها وإخفاؤها، فتُترجم على شكل علامات واضحة أبرزها ما يأتي:
- السعادة برفقة المحبوب والرغبة بإرضائه وجعله مسروراً دائماً، ومُشاركته المشاعر في السرّاء والضرّاء والتأثر بأحاسيسه باستمرار.
- الاشتياق للمحبوب وفقدانه بين الحين والآخر والرغبة برؤيته والالتقاء به متى ما سمحت الفرصة.
- الرغبة في التعرّف على الحبيب أكثر، وعدم الاكتفاء بالمعلومات القليلة عنه، بل الشعور بالشغف والاهتمام الكبير به.
- الاستعداديّة التامة، وقبول فعل أي شيءٍ من أجل الحبيب، وتحمّل المسؤوليّة وتقديم التنازلات من أجل إسعاده.
- الشعور بالرضا والثقة بالنفس أكثر، واحترام الذات، وحب الحياة والنظر لها بشكلٍ أجمل من السابق؛ نظرأ لوجود شخصٍ مميّزٍ في حياة المرء.
الشعور بالحب
يمرّ المرء بسلسلةٍ من التغيّرات الداخليّة المُعقّدة عند المرور بتجربة الحب والذي يتصف بالعمق والجمال في نفس الوقت، حيث إنّه يرفع من حسّ المرء وسعادته الداخليّة لدرجةٍ تجعله وكأنّه يُحلّق فوق السحاب من شدّة الفرح، ناهيك عن إحساسه بضربات قلبه التي تنبض وتُهيمن بشدّةٍ عند الالتقاء بمعشوقه، وذلك تحت تأثير الهرومونات العصبيّة الناقلة التي تجعله مُتحمّساً وراغباً في الارتباط والتعمّق في علاقته أكثر للوصول إلى لذّة الحب والغوص في أعماقه وينعم بالسعادة والاستقرار في حياته.