كيف يتم التلقيح الصناعي
التحضير للتلقيح الصناعي
التلقيح الصناعيّ (بالإنجليزية: Artificial insemination) أو التلقيح داخل الرحم (بالإنجليزية: Intrauterine insemination) واختصارًا IUI هو إحدى العمليّات المساعدة على الحمل، وتتمّ بإدخال أنبوب أو قسطرة دقيقة وطويلة عبر عنق الرحم إلى داخل الرحم لإيصال الحيوانات المنويّة بشكلٍ مباشر إلى الرحم، ممّا قد يساعد على رفع فرصة حدوث الإخصاب والحمل، ويُشارإلى أنّ هذه الطريقة تتطلّب تنسيقًا دقيقًا مع الطبيب في الفترة السابقة لإجرائها، وفيما يأتي بيان لخطوات وإجراءات عمليّة التلقيح الصناعيّ:
التقييم والاختبارات
تهدف استشارة وزيارة الطبيب عند اللجوء لخيار التلقيح الصناعي لتحديد علاج الخصوبة الأفضل تبعًا للحالة الصحية، ويكون ذلك بناءً على تقييم الوضع الصحيّ للمرأة المعنية، وذلك بمعرفة تاريخها الطبيّ، وإجراء مجموعة من الاختبارات التي يُعتمد عليها للتأكد من سلامة الرحم وسلامة قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube) من أيّ انسداد، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:
- تصوير الرحم بالصبغة أو ما يُعرف بتصوير الرحم والبوق (بالإنجليزية: Hysterosalpingogram) واختصارًا HSG.
- الفحص بالموجات الصوتيّة للتسريب الملحيّ (بالإنجليزية: Saline infusion sonogram) واختصارًا SIS.
تحريض الإباضة
قبل إجراء التلقيح الصناعيّ يقيّم الطبيب عملية الإباضة لدى المرأة، وعليه فقد يعتمد مراقبة الإباضة الطبيعيّة لإجراء التلقيح أو قد يصف أحد الأدوية المحرّضة للإباضة، وتكون هذه الأدوية على هيئة حقنٍ تُعطى يوميًا ابتداءً من اليوم الثالث للحيض حتى يوم الإباضة، أو أدوية فمويّة مثل دواء كلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene) تُستخدم خلال الأيام 3-7 من الحيض، وقد توصف هذه الأدوية أيضًا في بعض الحالات لدورها في زيادة عدد البويضات التي يُنتجها المبيض خلال الإباضة، على ألّا يتجاوز عدد البويضات المطلقة أكثر من ثلاث لما لذلك من تأثير في رفع فرصة الحمل بتوأم ثنائيّ أو ثلاثيّ أو أكثر وهو ما قد يشكّل خطورة على الأجنّة وعلى الأم الحامل، وخلال هذه الفترة سيراقب الطبيب استجابة المرأة لهذه الأدوية لضمان سلامتها ولتحسين فرصة نجاح التحريض، وذلك من خلال الفحوصات الجسدية وعدد من اختبارات المراقبة المتمثلة بالآتي:
- المراقبة بالموجات فوق الصوتيّة: (بالإنجليزية: Ultrasound Monitoring)، وهو تقنية بسيطة وآمنة تتمّ بإدخال مسبار مهبلي بمدة تستغرق بين 5-10 دقائق تقريبًا، ويهدف لتقييم عدد وحجم جُريبات المبيض (بالإنجليزية: Ovarian follicles).
- مراقبة الهرمونات: وذلك من خلال سحب عينات دم وتحليلها لمراقبة نسبة هرمونات المبايض بهدف تقييم استجابتها للأدوية، ومثال ذلك هرمون إستراديول (بالإنجليزية: Estradiol) الذي يوصي الطبيب بفحص مستوياته في وقت مبكّر من اليوم وعلى فترات مُحدّدة.
تحضير عينة السائل المنوي
يمكن جمع عينة السائل المنوي في عيادة الطبيب أو في المنزل على ألّا تتجاوز مدّة جمع العينة وتقديمها للمختبر ساعة واحدة، ولزيادة عدد الحيوانات المنويّة (بالإنجليزية: Sperm) في عيّنة السائل المنويّ يُنصح بتجنّب ممارسة العلاقة الجنسيّة قبل تقديم الزوج للعينة لمدة تترواح بين 2-5 أيّام، وبعد جمع العينة وتقديمها تُجهّز في المختبر بعدّة خطوات كما يأتي:
- تُغسل العينة، والغسل في هذه الحالة هو فصل الحيوانات المنويّة عن بعض المواد الكيميائيّة الموجودة في السائل المنويّ لإزالة بعض العناصر الذي قد تسهم إزالتها في رفع فرصة الحمل.
- توضع الحيوانات المنويّة في سائل خاص ضمن حرارة الغرفة لمدّة نصف ساعة، وتُضاف مواد آمنة تساهم في فصل الحيوانات المنوية الأكثر نشاطًا.
- يُستخدم جهاز الطرد المركزيّ (بالإنجليزية: Centrifuge) لجمع أفضل الحيوانات المنوية.
- تُحفظ العينة في درجة حرارة قريبة من درجة حرارة الجسم أي بما يعادل 37 درجة مئوية تقريبًا، وبذلك يمكن الحفاظ على العينة لعدة ساعات بعد تجهيزها.
موعد إجراء التلقيح الصناعي
تُجرى عمليّة التلقيح الصناعيّ في يوم الإباضة والذي يمكن معرفته إمّا باستخدام جهاز الكشف عن الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation predictor kit) أو عن طريق تحريض الإباضة في يوم محدّد باستخدام حقنة تحتوي على هرمون موجهة الغدد التناسليّة المشيمائيّة البشريّة أو ما يُعرف بهرمون الحمل (بالإنجليزية: human chorionic gonadotropin) واختصارًا HCG ، ويُلجأ إلى هذه الحقنة عادةً في حال ظهور نتائج إيجابيّة خاطئة على جهاز الكشف عن الإباضة على الرغم من عدم حدوث الإباضة فعليًّا، أو في حال انتظام الدورة الشهريّة للمرأة وموعد الإباضة ولكن عدم ظهور نتائج واضحة تشير إلى حدوث الإباضة في جهاز الكشف عن الإباضة.
آلية إجراء العملية
لا تتجاوز مدّة مراجعة الطبيب لإجراء عمليّة التلقيح الصناعيّ ما يتراوح بين 15-20 دقيقة تقريبًا، وتتطلّب عمليّة التلقيح ما يقارب الدقيقة أو الدقيقتين فقط، ويُجريها الطبيب دون حاجة المرأة لاستخدام أيّ من الأدوية أو مسكنات الألم بعد العمليّة.
أثناء العملية
لإجراء عمليّة التلقيح الصناعيّ تستلقي المرأة على طاولة الفحص مع وضع ساقيها ضمن مكان مخصص، ثمّ يُدخل منظار مهبليّ (بالإنجليزية: Vaginal Speculum) لحقن العيّنة، وفيما يأتي تفصيل لخطوات هذه العملية:
- يُدخل أنبوب طويل ورفيع ومرن يُسمى القسطار (بالإنجليزية: Catheter) عبر المهبل وعنق الرحم وصولًا إلى الرحم، وذلك بعد وصل نهايته بأنبوب يحتوي على عيّنة الحيوانات المنوية السليمة.
- تُدفع عينة الحيوانات المنوية عبر القسطرة إلى الرحم.
- إزالة القسطرة ثمّ إزالة المنظار من المهبل.
ما بعد العملية
بعد الانتهاء من سحب القسطرة والمنظار يُطلب من المرأة البقاء مستلقية على طاولة الاختبار لمدّة تتراوح بين 10-15 دقيقة إذ وُجد أنّ ذلك قد يساعد على رفع فرصة الحمل، ويمكن ممارسة الأنشطة الطبيعيّة بمجرّد مغادرة عيادة الطبيب، وبالنسبة للأعراض التالية للعمليّة فغالبًا لا تظهر أيّ أعراض على المرأة، أو قد تعاني المرأة من مغص ونزيف مهبليّ بسيط جدًا، وفي بعض الحالات النادرة قد تعاني المرأة من ردّة فعل تجاه الحيوانات المنويّة أو من العدوى، لذلك تجدر مراجعة الطبيب في حال المعاناة من القشعريرة، والحمّى، أو ألم أسفل البطن خلال الأيام الخمسة الأولى من إجراء العمليّة، وأخيرًا يُوصى بممارسة العلاقة الجنسيّة مع الزوج خلال 24 ساعة من إجراء العمليّة.
النتائج
من الجدير بالذكر أنّ عمليّة التلقيح الصناعيّ لا تضمن اجتماع الحيوان المنويّ والبويضة وحدوث الإخصاب، إذ يُنتظر وصول الحيوان المنويّ إلى البويضة ليخصبها من تلقاء نفسه دون تدخّل طبيّ مباشر، ويجدر الانتظار لمدّة أسبوعين تقريبًا قبل إجراء فحص الحمل المنزليّ لمعرفة نتيجة الإجراء، إذ قد ينتج عن الفحص المبكّر ما يأتي:
- نتيجة إيجابيّة خاطئة: قد تظهر نتيجة إيجابيّة على الرغم من عدم الحمل في حال استخدام حقن هرمون HCG لتحريض الإباضة، وذلك نتيجة بقاء كميّة من هذا الهرمون في الدم الذي قد يُشير إلى حدوث حمل عند إجراء الفحص في وقت مبكّر.
- نتيجة سلبيّة خاطئة: وذلك لأن مستويات هرمونات الحمل في هذه الحالة قد لا تكون ارتفعت بما فيه الكفاية ليُكشف عنها بواسطة جهاز كشف الحمل المنزليّ، ممّا يُظهر نتيجة سلبيّة على الرغم من حدوث الحمل.
ويُشار إلى أنّ الطبيب يطلب من المرأة مراجعته بعد أسبوعين تقريبًا من إجراء الفحص المنزليّ لإجراء تحليل أدق يعتمد على تحليل الدم للكشف عن الحمل بعد عمليّة الإخصاب من خلال كشفه عن هرمونات الحمل، وفي حال عدم حدوث الحمل يمكن إعطاء فرصة أخرى لهذا النوع من عمليّات الحمل المساعدة، وقد يتمّ اتّباع نفس الطريقة لمدّة قد تصل إلى ستة أشهر لزيادة فرصة حدوث الحمل قبل اللجوء إلى طرق أخرى تساعد على الحمل.
فرصة نجاح التلقيح الصناعي
تعتمد فرصة نجاح عمليّة التلقيح الصناعيّ على العديد من العوامل المختلفة، لذا يجب استشارة الطبيب حول فرصة المرأة المعنيّة في نجاح العمليّة ، ومن العوامل التي يعتمد عليها نجاح العمليّة نذكر الآتي:
- كفاءة الحيوانات المنويّة للزوج وعددها، ويُشار أنّ استخدام الحيوانات المنويّ بشكلٍ مباشر أفضل من استخدامها بعد التجميد.
- استخدام أدوية الخصوبة لتحريض الإباضة قبل إجراء العمليّة لما لها من دور في رفع فرصة نجاح العمليّة.
- سبب عدم القدرة على الحمل بشكلٍ طبيعيّ.
- عمر المرأة.
فيديو كيف يتم التلقيح الصناعي
شاهد هذا الفيديو لتعرف كيف يتم التلقيح الصناعي: