كيف نتعامل مع من لا نحب
طرق للتعامل مع الأشخاص غير المُحببين للمرء
هُنالك العديد من الطرق التي يُمكن للمرء اتباعها للتعامل مع الأشخاص غير المُحببين له، ومنها ما يأتي:
الاحترام المُتبادل والتعامل بطريقة مُهذّبة
رغم مشاعر المرء المُختلطة والسلبيّة التي قد تؤثّر عليه عندما يُقابل شخصاً غير مُحبب بالنسبة له، فبإمكانه الحد منها، والسيطرة عليها وإبقاء الودّ والاحترام سيّداً للمواقف، من خلال النصائح الآتية:
- تجنّب القضايا المُزعجة والخلافات التي قد تُسبب الصراع مع الشخص، وتجنّب المحادثات الخاصّة التي تدور حول حياة المرء الشخصيّة.
- عدم محاولة المرء فرض رأيه، أو تغيير الطرف الآخر، وتوجيه النقد له، والاكتفاء بالنقاش معه بهدوءٍ ولُطف، وتقبّل شخصيّته أياً كانت وبالمُقابل وضعه ضمن لائحة الأشخاص غير المُهمين له، بالتالي لا يعنيه طبعهم أو يُهمّه سلوكياتهم.
- استخدام مهارات التواصل الصحي والمُهذّب التي تُساعد المرء على التأقلم والتعايش مع من لا يحبهم، وتحد من غضبه أو عدم تقبّله لهم.
- التواصل عند الضرورات، وعدم المُبالغة في ضبط النفس بطريقةٍ تؤذي الشخص داخليّاً وتُرهقه، خاصةً عندما يتمتع هؤلاء الأشخاص بصفاتٍ سلبيّة كالغرور وتعمّد الإهانة والتقليل من شأن من حولهم، بالتالي لا بد من تقليل الاتصال معهم قدر الإمكان، أو قطع العلاقة عندما لا يستطيع الشخص التحمّل أكثر.
وضع الحدود في العلاقات
يُساعد وضع هدف محدد من العلاقة مع الشخص غير المرغوب لدى المرء على تركيزه أكثر على غايته ومصالحه، وعدم التطرق والدخول بتفاصيل قد تُزعجه أو تُغضبه، إضافةً لتسهيل التعامل معه، وتحديد طبيعة وحدود العلاقة التي تربطهما، ويُمكن للمرء الاعتذار بشكلٍ لطيف عن التحدّث بأمور خاصة لا يرغب بالنقاش فيها مع هذا الشخص ، والتعامل بشكلٍ أكثر جدية ورسميّة، أو تبديل المواضيع بطريقةٍ ذكيّة تجعله يتهرّب من الإجابة بدون أن يُزعج نفسه وبالمُقابل يتطرق لشيءٍ آخر لا يُمانع الآخر من الحديث حوله.
التحليّ بالنضج والموضوعيّة والتركيز على الذات
يجب على المرء أن يكون ناضجاً ومُتفهّماً لحقيقة الاختلافات والفوارق التي تُميّز الأشخاص عن بعضهم، وأن توقعاته ونظرته للآخرين لا يُشترط بأن تكون صحيحة، وتنطبق عليهم تماماً، بالتالي النظر للشخص غير المُحبب له على أنه شخص عاديّ لا يشترك معه في الصفات الشخصيّة التي تُسهل انسجامهما وتجعلهما على توافقٍ معاً، وتوقع تصرّفه بشكلٍ لا يُعجبه، وعدم الشعور بالإحباط عندها، بل التكيّف معه وتقبّل سلوكه وعدم الاهتمام والتركيز عليه بطريقةٍ تزعجه أكثر، أو تجعله يرغب بالرد أو التدخّل في شيء لا يخصّه، وبالمُقابل تركيز المرء على نفسه وعلى سلوكه الجيّد وعلى مشاعره، وفهم سبب الانزعاج من هذا الشخص تحديداً، ليسهل عليه الرد والتعامل معه في المرات القادمة.
تلقي الدعم عبر التواجد مع الأصدقاء المُقربين
يُساعد الأصدقاء على التخلص من المواقف المُحرجة والمُزعجة التي قد يتعرّص لها المرء عندما يُقابل الأشخاص غير المُحببين له، خاصةً عند شعوره بعدم الارتياح، أو عدم الرغبة في الجلوس والنقاش معهم، بحيث يُشتت تركيزه وانتباهه، وقد يُساعده على الخروج من بعض المواقف، أو يُِشارك في النقاشات فيحدّ من التوتّر والقلق لديه، خاصةً عندما يكون الصديق مُقرّباً له، ويثق به، إضافةً للهروب من المكان عندما يضطر لذلك بشكلٍ لائق بدون إحراجه.
البحث عن نقاط إيجابيّة أو مُشتركه بينهما تدعم العلاقة معه
قد يكون سبب عدم حب المرء لغيره هو وجود بعض الصفات أو السلوكيات غير المرغوبة فيه، والتي تجعله ينزعج منه بين الحين والآخر، أو يتوتر ويتجنّب الالتقاء به، وبالتالي يُمكنه أن يكون أكثر طيبةً وتسامحاً مع الآخرين ويبحث عن الصفات الإيجابية فيهم، ويتجنّب النظر لعيوبهم وانتهاز الفرص لانتقادها؛ وذلك كي يستطيع تقبّلهم أكثر، ويسهل عليه التعايش معهم خاصةً عندما يكون هذا الشخص زميلاً أو مديراً في العمل سيضطر المرء للتعامل معه، وبالتالي لا يجب أن يسمح لمشاعر البغض أن تسيطر عليه بشكلٍ تامٍ، وتُفقده القدرة على التواصل بأدبٍ، وبالمقابل البحث عن العوامل التي تُسهل التواصل، وتجعله أقل إجهاداً له.
طُرق أخرى للتعامل مع من لا يُحبه المرء
يُمكن للمرء التعامل مع الأشخاص غير المُحببين له من خلال الأساليب الآتية:
- ترك مسافة خاصّة تفصل المرء عمن لا يُحبّهم، ويشكل ذلك تجنب لقائهم بشكلٍ مُتكرر أو المُغادرة وترك المكان عندما يشعر المرء بالانزعاج الشديد.
- مُراقبّة رد فعل الآخرين مع هذا الشخص، فقد يجد الآخرون طريقة مناسبة للتعامل معه بينما يعجز الشخص نفسه عن الوصول لها، بالتالي السير على خطواتهم للوصول للراحة والاستقرار في العلاقات.
- التنفس بعمقٍ من خلال الشهيق والزفير الطويلين؛ للحد من التوتر وضبط النفس والتأكيد على الموقف الإيجابي للمرء مع من لا يُحبّهم.
- تعامل الشخص مع الآخرين يعكس تربيّته وأخلاقه، وبالتالي فإن التعامل الوديّ مع بعض الأشخاص المختلفين لطباعه قد يجعلهم يراجعون أنفسهم ببعض التصرفات، ويُحسّنون من سلوكهم، ويلجؤون لتقويمه للأفضل.
الأسباب وراء عدم حب المرء لشخصٍ مُعيّن
هُنالك بعض الأسباب التي قد تدفع المرء لبغض شخصٍ معين والنفور منه، ومنها ما يأتي:
- وجود مشاعر داخليّة سلبيّة مُعقدة تدفع الشخص للنظر لغيره بطريقةٍ غير صحيحة، بحيث تنبع هذه المشاعر من أعماقه وتتطور مع الوقت فتتحول لكرهٍ، وتشمل: الحقد، والحسد، والغيره، والاحتقار، وغيرها.
- التعرّض للإهانة، أو الانتقاد الحاد، أو سوء المعاملة من هؤلاء الأشخاص بشكلٍ مؤذٍ، مما يدفع المرء للنفور منهم والانتهاء بكرههم وبغضهم بسبب أفعالهم.
- تأثير المُجتمع والبيئة التي نشأ فيها المرء عليه، وتعلم الكره من الأشخاص المُحيطين فيه بسنٍ مُبكّرٍ فتنمو هذه المشاعر معه لاحقاً وتكبر.
- قصور قدرات المرء وشعوره بالعجز والكسل في تحقيق أهدافه، والذي يجعله يغيّر من مشاعره اتجاه الآخرين بدلاً من الاجتهاد للتفوّق عليهم أو النجاح مثلهم.
فن التعامل مع الآخرين
ينعكس تعامل المرء مع الآخرين على مشاعرهم الوديّة اتجاهه، وضرورة التعامل مع دوافعهم وأخذها بعين الاعتبار قبل الحكم على شخصيّاتهم، حيث قد يكون ردّ فعل المرءأحياناً ناتجاً عن سلوكٍ سابقٍ حصل من قبل مع غيره، أو بسبب مشاعر داخليّة، أو مواقف حدثت معه، فالعواطف تؤثّر على البشر وتتحكم في أفعالهم أحياناً، لكنها قد تكون نتيجةً لذلك، وليس مجرد شعورٍ داخليّ فقط، وبالتالي لا بد من الإحسان للغير والتعامل معهم بشكلٍ مُهذب ولطيف، واحترامهم دائماً؛ حتى يحظى المرء بإعجابهم وودّهم، ويكون جذاباً ومحبوباً لهم.