كيف تم اكتشاف أمريكا
اكتشاف أمريكا
تُعتبر قصة رحلة الرحّالة الإسباني كريستوفر كولومبس إلى القارة الأمريكيّة من أغرب القصص وأدهشها على الإطلاق، فما يُدهش فيها أنّها كانت نتيجةً لخَطأ في حساب الاتجاه، لتحيد بذلك السفن عن مسارها الصحيح، وتحطّ مراسيها في عالمٍ جديٍد كان ينتظر أن يُكتشف.
دوافع رحلة كولومبس
تعود القصّة إلى عام ألفٍ وأربعمئةٍ واثنين وتسعين للميلاد؛ حيث لم تكن تُعرف الثلاّجات بعد، ولا حتّى طريقة حفظ اللحوم عن طريق التجميد، ولذلك كان يُستعمل البهار لحفظها لأيّامٍ طويلة، ونظراً لأنّ مصدر البهار هو بلاد الهند، فإنّ الرحلات التجاريّة كانت تستغرق وقتاً طويلاً، عن طريقٍ وحيدٍ للإبحار، وهو من البحر الأبيض المتوسط عابراً إلى البحر الأحمر، ومن ثمّ متجهاً إلى بلاد الهند عن طريق المحيط الهندي، ليجد كريستوفر كولومبس بأنّ الطريق طويلٌ جداً، ويستغرق الكثير من الزمن ذهاباً وعودةً.
أقنع كريستوفر كولومبس الملك الإسباني فرناندو وأيضاً الملكة إيزابيلا زوجته بأنّه سوف ينجح في الوصول إلى الهند عن طريق الإبحار عبر المحيط الأطلسي ، مارّاً من رأس الرجاء الصّالح؛ حيث يدور إلى أسفل القارّة الأفريقيّة عوضاً عمّا هو معروف بالعبور من أعلى القارة الأفريقيّة، فكان أن أعطي له الموافقة بذلك، لتكون هذه أوّل مرّة يخوض هذا المحيط.
بداية الرحلة
كان ذلك في الثالث من شهر آب لعام ألف وأربعمئة واثنين وتسعين للميلاد، ومن البلدة الإسبانيّة بالوس، انطلقت السفن الثلاثة الإسبانيّة والتي يقودها كريستوفر كولومبس، ويرافقه على متنها مئةٌ وعشرون بحّاراً، ويرفرف في أعلى سارية كلّ منها علم المملكة الإسبانيّة لتصل في اليوم العاشر من شهر تشرين الأول من العام نفسه إلى القارة الأميركيّة، وتحديداً إلى جزر الأنتيل الواقعة في أميركا الوسطى، وكلّ ظنّه بأنّه قد وصل للجزر الآسيويّة، والتي هي على مقربةٍ من دولة الهند، فما كان منه إلاَّ أن أطلق على هذه الجزر اسم (الهند الغربيّة).
تمضي الأيام والسنين وبعدها يُبحر إلى هذه المنطقة من العالم أمريكوفسبوشي؛ وهو بحّارٌ من فلورنسا ، فيُعلن لأوروبا بأنّ كريستوفر كولومبس قد أخطأ في وجهته التي أرادها، وبأنّه قد اكتشف عالماً جديداً مختلفاً، وقد أطلق أمريكو على هذا العالم الجديد اسم أمريكا تيمّناً باسمه، وكان ذلك في عام ألفٍ وخمسمئة وسبعة للميلاد. ما يؤلم حقّاً أنّ مُكتشف القارة الأمريكية كريستوفر كولومبس تُوفّي قبل أن يعرف بأنّه هو أوّل من اكتشفها، وأوّل أوروبيّ وحتّى أولّ غريبٍ تطأ قدماه هذه القارة.