كيف تكون طاعة الزوج
الزواج
يعرف الزواج على أنه علاقة تجمع بين رجل وامرأة، من أجل بناء أسرة، وهو رباط قوي يساعد على التعاون في مواجهة متاعب الحياة ومشاكلها، وشرع الله الزواج ل إعفاف النفس وإكمال الدين.
ولضمان نجاح العلاقة الزوجية هناك العديد من الحقوق التي نظمها الإسلام لكلٍ منهما، بحيث لو قام بها كل واحد منهما بالشكل الصحيح؛ فإن ذلك يعني ضمان السعادة في الحياة الزوجية.
كيف تكون طاعة الزوج
من حقوق الزوج على زوجته أن تلتزم طاعته؛ فقد رتب الشرع الأجر الكبير على ذلك، كما رتب العقاب على مخالفته؛ وطاعة الزوج تكون بما يأتي:
- الطاعة في غير معصية الله -تعالى-
يتوجب على الزوجة طاعة زوجها ما لم يأمرها بمعصية، فإذا أمرها بما يخالف الشرع؛ فلا يجب عليها أن تطيعه، لأنّ الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله -عزّ وجل-، كأن يأمرها أن تخلع حجابها، أو أن تترك صلاتها، أو أن يجامعها في حيضها؛ فهنا لا طاعة له.
- المبادرة عند طلب الفراش
وذلك لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان، لعنتها الملائكة حتى تصبح).
- التجمل وأخذ الزينة
من مقاصد الشريعة أن تتزين المرأة لزوجها، فلا تدخل عليه عابسة دائماً، أو برائحة تنفره منها، كما يجوز لها التجمّل بكل ما هو مشروع؛ وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل: (أي النساء خيرٌ؟ قال: التي تسُرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره).
- حفظ نفسها
وحفظ مال زوجها وأولاده، وأن تقوم بالرعاية المطلوبة حسب الأصول والعادات؛ وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (والمرأة راعية في بيتها ومسؤولية عن رعيتها).
- تجنب إدخال أيّ أحد في بيته إلا بإذنه
حيث يتوجب عليها ألا تأذن لأحد ممن يكره زوجها بدخول بيته، سواء أكان الضيف رجلاً أم امرأة أم أحداً من محارمها.
- الاستئذان قبل الخروج من المنزل
يتوجب على الزوجة أن تأخذ إذن زوجها قبل الخروج من المنزل، وبعد ذلك يمكنها أن تذهب لقضاء حاجياتها، فإذا منعها زوجها من الخروج يمكنها أن تتحاور معه حول سبب المنع؛ متفهمةً وجهة نظره، فإن رفض فلا يحقّ لها مخالفة أمره.
- استئذان الزوج في صيام التطوع
صوم المرأة بغير إذن زوجها، يوقعه في حرج إن طلب معاشرتها، أو ربما كره عدم وجودها على مائدة الطعام؛ فإنها تأثم لو فعلت ذلك من غير رضاه، لأنّ حق الزوج فرض، فلا يجوز تركه بنفل، ومما يدل على ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لا تصومُ المرأةُ وبعلُها شاهدٌ إلا بإذنِه غيرَ رمضانَ، ولا تأذنْ في بيتِه وهو شاهدٌ إلا بإذنِه).
- المعاشرة بالمعروف
وعدم إيذائه بسوء الخلق أو التصرفات؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تؤذي امرأةٌ زوجَها في الدُّنيا، إلاَّ قالت زوجتُهُ منَ الحورِ العينِ لاَ تؤذيهِ قاتلَكِ اللَّهُ، فإنَّما هوَ عندَكِ دخيلٌ يوشِكُ أن يفارقَكِ إلينا).
وفي الختام لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الإسلام شرع للزوج طرقاً علاجيّة في حال عدم طاعة زوجته له بالمعروف، إذ يحقّ له تأديبها بشكل تدريجي؛ وهذه الطرق هي:
- الوعظ والإرشاد.
- ثمّ الهجر في الفراش والإعراض عنها.
- ثمّ الضرب غير المبرح إن أصرّت على العصيان؛ وذلك لقوله -تعالى-: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ).
متى تجب طاعة الزوجة لزوجها شرعاً
يتوجب على الزوجة طاعة زوجها بمجرد إيفائها عاجل الصداق، وبإعداد البيت الشرعي لها، وطلبها إليه، وعدم وجود مانع آخر، ومتى ثبت أمانة الزوج عليها، وعدم قصده الضرر بها، أمّا إذا كانت الزوجة في بيت أبيها، ولم يسلم لها المهر ، ولم يدخل بها، فالراجح أن طاعتها لأبيها وليست لزوجها.
الحالات التي لا يتوجب على الزوجة طاعة الزوج فيها
هنالك بعض الأحوال التي لا تلزم الزوجة فيها بطاعة زوجها؛ فالشريعة الإسلامية لا ترضى الظلم، ولا تدعو لتقديس الزوج وطاعته في كل الأحوال والظروف، ومن هذه الحالات:
- إذا ثبتت عدم أمانته على مالها، كأن يتصرف بمالها أو جهازها على وجه سواء.
- إذا أضر بالزوجة في أي تصرف يقوم به، كأن ينتقل بها إلى بلد آخر دون ذكر الأسباب، وكذلك إذا ضربها ضرباً مبرحاً الأمر الذي يجعله غير أمين عليها.
- إذا كان لها بقية معجل عنده حتى لو كان درهماً، ففي هذه الحالة لا تجبر على طاعته، ولا تسمع دعوى الطاعة منه إذا أقر بعدم إيفائها عاجل صداقها.
- إذا ثبت عدم توفر الأمان في المسكن، كوجود جيران سيئين لهم.
حدود طاعة الزوجة
الطاعة المفروضة على الزوجة ليست طاعة عمياء، بل جعل الله لها قيوداً وشروطاً؛ بحيث يتوجب أن تكون هذه الطاعة مبنية على الثقة، والإيمان، والصلاح في تصرفات الزوج، بالإضافة إلى أن الطاعة يجب أن تكون مبنية على التفاهم والحوار ، الأمر الذي يزيد قوة الأسرة وترابطها.