كيف تكون شخصية ناجحة
الشخصيّة الناجحة
قد يربط البعض تميّز المرء وقدرته على تحقيق أهدافه وطموحاته أو نجاحه في مختلف مجالات حياته، سواء أكان طالباً متفوّقاً في دراسته ، أو موظّفاً أو مديراً أو فرداً متميّزاً في المُجتمع بمثاليّته، وباعتباره أنموذجاً وقدوّةً جديرة بالإعجاب والاهتمام، ولكن النجاح لا يعني بالضرورة المثاليّة والكمال، حيث يُمكن للإنسان أن يكون ناجحاً في حياته من خلال السعيّ والاجتهاد، والعمل الدؤوب، والإصرار على الهدف، إضافةً لتحليه بشخصيّة مميزة وإرادة صلبة وتمتعه بالنُضج والمسؤوليّة التي تدعمه وتُساعده بغض النظر عن ظروفه وإمكانياته، إضافةً لاتباعه عدّة طرقٍ ستُذكر بالمقال الآتي.
كيفيّة التمتّع بشخصيّة ناجحة
هُنالك العديد من الطرق التي تُساعد المرء على التحلي ب شخصيّة قوية ناجحة ومميّزة، ومنها ما يأتي:
التفكير بإيجابية وتفاؤل
يجب على المرء أن يكون متفائلاً بشأن مُستقبله، وأن ينظر للغد بشكلٍ إيجابيٍّ وحالم، وأن لا يسمح للأفكار السلبيّة والمُحبطة أن تتسلل إلى داخله وتُعيق مسيرته أو تُربكه وتشتت حواسه وتركيزه على النجاح والتقدّم، وأن يتمتع دائما بالطموح والرغبة في التميّز والاستمرار في العمل الدؤوب والجدي ليصل في النهايّة إلى ما يتمناه، لكن هُنالك أمر لا بد من التنويه له، وهو أن رغبة المرء وإصراره على النجاح أمر يعتمد بشكلٍ كبير على حب عمله وقناعته بما يقوم به؛ لأن السعادة تُبنى على الشعور الداخلي بالراحة والمُتعة والقناعة الحقيقيّة في أداء العمل، الأمر الذي ينعكس على تميّزه ونجاحه في حياته .
تعزيز الثقة بالنفس
يحتاج المرء لإدراك قيمة نفسه، وأن يؤمن بقدرته على تحقيق أهدافه والوصول إلى طموحاته من خلال السعي والمُثابرة، كما عليه أن يعتّز ويفخر بجهوده المبذولة في سبيل العمل والتقدّم والإنجاز مهما كانت نتيجتها، إضافةً للتفكير بطرقٍ أفضل واستخدام عقله بشكلٍ صحيح ومنطقي أكثر بدلاً من الإعتقاد بأنه عالق في مكانه، وأنه لا يستطيع التقدّم أكثر، مع وجوب اجتهاده لضبط نفسه أكثر، والسيطرة على مشاعره والتحكّم بها حتى لا تُصبح نقطة ضعفٍ تُعيق تقدّمه، ولا ننسى تصالحه مع ذاته، وفهمه حقيقة مشاعره وسبب الإحساس بها، وبالتالي التحلّي بالثقة بالنفس والقدرة على ضبطها، وتوظيف الإرادة الداخليّة والعزيمة الصلبة القويّة التي تُشجعه على الإنجاز والنجاح، ولا ننسى ضرورة الاستمرار في المحاولة والنهوض بعد السقوط، والنظر له على أنه سبب لأخذ استراحة، وحثّ نفسه على معاودة العمل بقوّةٍ وعزيمة أكبر لغاية الوصول إلى الهدف.
التحليّ بالصفات القياديّة وتحمّل المسؤولية
حيث إن شخصيّة المرء القياديّة التي تُساعده على ضبط نفسه والآخرين من حوله ممن يعملون معه تُحفّزه على تحقيق النجاح وإنجاز المهام الموكلة إليه على أكمل وجه، الأمر الذي يُكسبه ثقة الآخرين ويجعله يحظى باحترامهم وإعجابهم، كما تُُثبّت خطواته وتُسهّل عليه تحقيق الهدف وأداء العمل بجودةٍ وكفاءة، ويكون ذلك من خلال تمتعه بالصفات الآتية:
- القدرة على التواصل الهادف والفعّال مع الآخرين، وإدارة الحوارات والنقاشات بمرونة، بحيث يُعبّر المرء عن رأيه بصراحةٍ وجرأة ومنطقيّة، ويستمع بالمُقابل لوجهات نظر الآخرين وأفكارهم، ويُخالفهم الرأي بأسلوبٍ مُهذّب يُحافظ فيه على الاحترام والمودّة؛ للوصول إلى القرار الأفضل والرأي الصائب في النهاية.
- التعامل مع الآخرين بشكلٍ لطيف وكسب مودتهم، وتقديم المُساعدة لهم وبالمقابل طلب مُساعدتهم، فالقائد الناجح والشخص القويّ هو الذي يتعاون مع من هم حوله ويستفيد من جميع الموارد والطاقات المُتاحة لتحقيق النجاح والإنجاز على أفضل مستوى.
- التحليّ بالانفتاح وتغيير طريقة التفكير والتصرف وجعل شخصيّة المرء قابلةً للتجديد بحسب متطلباته وأهدافه، وتقبّل التغيير والنقد الذي يخدم مصلحته ويدعم خطواته الناجحة ويقويها.
وضع الأهداف المُتجددة والاجتهاد لتحقيقها
يحتاج المرء للتخطيط لما سيقوم به من أعمال وأهداف مُستقبليّة يرغب بتحقيقها، وأن يرسم سُلماً يصعد من خلاله لدرجات النجاح بالتسلسل والتدريج، حيث إنه لا بد من وضع خططٍ مدروسة يُحدد بها أولوياته وطموحاته، حتى يخلق الدافع لإنجازها، ويستغل نقاط قوّته والموارد المتوفرة لديه والتي تدعم هذه الخطط وتُساعده على السير بالتزامن معها، والانتقال من هدفٍ لآخر بعد تحقيقه، بحيث تكون الأهداف مُتجددة وقابلة للتعديل والتصويب بحسب الظروف والتغيرات التي قد يمر بها، ولا ننسى أهميّة ترك مساحةً خاصة للترفيه عن النفس والحصول على بعض المُتعة ومُكافئة الشخص لذاته عندما يصل إلى يطمح به ويُحققه.
تعلّم المهارات الجديدة وتطوير الذات
يُعتبر التعلّم وزيادة الثقافة الشخصيّة والمستوى الأكاديمي للمرء إحدى أسرار نجاحه في حياته العمليّة، وسبباً من أسباب التفوّق والتقدّم والتميّز، كما أن الإحصائيات الحديثة تُشير لارتباطٍ وثيق بين النجاح في مجال زيادة الأموال والرصيد الشخصيّ بالتقدّم في مستوى تعليم وثقافة الفرد، وبالتالي لا بد من الاجتهاد في تطوير المرء لذاته وتحسينها ودعمها، وزيادة خبراته ومهاراته، واكتساب هوايات واهتمامات جديدة تُنميّ عقله وتزيد من ثقافته الشخصية وخبراته الحياتيّة في مُختلف المجالات، كما تجعله محطاً لإعجاب وجذب من هم حوله.
نصائح أخرى تجعل الشخصية ناجحة
هناك العديد من النصائح الأخرى التي تُساعد المرء على الوصول لأهدافه والنجاح في حياته، والظهور كشخصيّةٍ فعّالة ونجاحة، ومنها ما يأتي:
- الاستمرار في التعلم والبحث عن المعرفة في التجارب المختلفة، واستخدام الخيال والفكر المُتميّز والإبداعي للوصول إلى الهدف.
- ترتيب الأهداف وإعطاء كل منها وقته وأولويّته وعدم العمل على أكثر من هدف في نفس الوقت؛ لأن ذلك سيُسبب الإرهاق والتشتّت للمرء ويُعيقه عن أداء عمله على أكمل وجه فيما لو كان تفكيره وتركيزه مُنصبّاً عليه فقط.
- طلب الدعم من الآخرين لكن بشكلٍ معقول، وعدم الاتكال عليهم بصورةٍ مُبالغ بها؛ لأن لدى كل منهم عمل ينشغل به وهدف خاص يُحاول تحقيقه أيضاً.
- التعلّم من الأخطاء وعدم الخوف من الفشل مُجدداً بل النظر للأمر على أنه درس جديد ورصيد إضافي في خبرات المرء وإنجازاته.
- عدم المُبالغة في العمل الشاق والمُوازنة بين جوانب الحياة ومجالاتها المختلفة.
- الالتزام والتقيّد بالأنظمة والقوانين والحدود الموجودة في المكان الذي يعمل به الشخص، حيث إن النظام نقطة هامة تدعم النجاح وتُعززه؛ لأنها تضبط المرء وتُساعده على العمل بكفاءةٍ دون عبثٍ أو مُراوغة.