كيف تكون شخصية مستقلة
كيف تكون شخصية مستقلة
هنالك العديد من الأمور التي يؤخذ بها في عين الاعتبار عند تكوين شخصيّة مستقلة يطمح لها العديد من الناس، وذلك لتركيز هويتهم في المجتمع ومن هذه الأمور التالي ذكرها:
توفير دخل مادي خاص
أحد الأمور المهمة ليكون الشخص مستقلاً هو أن يستقلّ ماديّاً ويكون ذلك بتوفير دخل خاص به، ومُحاولته الاعتماد على نفسه لتسديد فواتيره ومصاريفه المعيشيّة، بالإضافة لاقتطاع جزء من الدخل أو الأرباح لتوفيرها والاستعداد دائماً لتدبّر النفقات، والتوقف عن الاعتماد على الآخرين، كما أنّ امتلاك حساب مصرفي خاص سيساعد الفرد على عدم التبذير والإنفاق المتهور للمال، والبحث عن وظيفة مميّزة أو إنشاء مشروع صغير يدعم اهتماماته الشخصية سيوفّر له الاستقلالية الماديّة.
التمتع بأسلوب مميّز
أحد أهم الطرق الأساسية لتكوين شخصية مستقلة هو التحلي بأسلوب خاص يُميز الفرد عن غيره، واتباعه لعادات متأصلة في طبيعته، مما يجعله مميزاً بين الآخرين، ويمتلك حدوداً مهمّة لا يمكن لأحد تجاوزها، وبذلك يُصبح الشخص منغمساً بشكلٍ غير واعٍ في هذه الأمور لدرجة أن الأمر يتطلب منه جهداً لخرقه أو التوقف عن ممارسته.
إدارة المخاوف الشخصيّة
تُعد إدارة المخاوف الشخصية أحد الأمور المُهمة ليصبح الشخص أكثر استقلالية، ويكون ذلك بإسكات الناقد الداخلي، وتقبل الذات، والتقليل من رفض النفس أمام الناس، والتفكير المنطقي بالمخاوف والأسباب التي تجعل من الشخص يرفض التقدم لوظيفة أو عمل مُعيّن أو إقباله على تجربة جديدة، أو مواجهة الصعوبة في تدبّر الأمور المترتبة على عاتقه، ثمّ إيجاد حلول جيدة لترتيب المهام وتنسيقها وكسر الخوف المتعلّق بالفشل والهزيمة.
تحديد القدرات الشخصيّة
الاستقلالية لا تعني أن يقوم الشخص بكل شيئ بنفسه، بل يتحقق مفهوم الاستقلالية بقدرة الفرد على تحديد قدراته الشخصيّة وإنجازها، وتوزيعه للمهام الأخرى على الأشخاص المعنيين، فعلى الشخص المستقلّ أن يكون استباقياً، ويصنع قوائم المهام المترتبة عليه وعلى زملائه، وأن يتعلّم مهارات جديدة تُمكّنه من تطوير قدراته والاعتماد على نفسه والإحساس بالاستقلالية ومنها ما يلي:
- تعلّم القيادة أو التنقل في وسائل النقل العام: إن القدرة على التنقل بوسائل النقل العام، أو الحصول على رخصة قيادة وامتلاك سيارة شخصيّة أمرٌ مهم؛ لجعل الشخص قادراً على فعل ما يُريد وقتما يُريد، فهو لن يحتاج صديقه أو والده أو قريبه ليقلّه من مكان لآخر وبشكل دائم، كما أنّه سيقلل من بقائه في المنزل منتظراً الحصول على المساعدة من الآخرين.
- تعلم إصلاح الأعطال: يُحاول الشخص الذي يطمح للاستقلالية معرفة كيفية إصلاح الأعطال المنزليّة بنفسه، فأحياناً تعلّم كيفية إصلاح الباب، أو دهن البيت، أو إصلاح الصنبور سيوفّر المال ويوفر بعضاً من الوقت لاستدعاء النجار أو السباك أو انتظار الآخرين لإنجاز عمله.
- تعلّم الطهي: إنّ تعلّم تحضير الأطعمة الأساسيّة، واستخدام أدوات المطبخ، واستخدام الفرن، وشراء الحاجيات المهمة لإعداد وجبة مميّزة؛ سيُعزز من قدرة الفرد على الاعتماد على نفسه والحصول على استقلاليته، ومع الوقت يُمكنه أن يدعو الزملاء والعائلة للاستمتاع معه ومشاركتهم إنجازاته.
الاحتفال بالانجازات
ثقةُ الانسان بنفسه لا تأتِ من العدم ولكنها نتيجة للأوقات العصيبة التي أمضاها في العمل والتفاني المستمر، فالاحتفال بالإنجازات والانتصارات التي حققها الفرد تزيد من ثقته بنفسه، وتعمل كبطاقة ذهبيّة تعيد شحن قدراته وتعزيزها من جديد، وتشجعه دائماً على المضي قُدماً، ويكون ذلك بإقامة حفلة، أو استقبال التهنئات، أو تسجيل الانجازات في المذكرات وإعادة قراءتها باستمرار.
التعلم من الأخطاء
إنّ ارتكاب بعض الأخطاء عند تعلّم أي شيء جديد من الأمور الطبيعة جداً، ويحدث في بعض الأحيان عدم المقدرة على إكمال العمل، ولكن مع الوقت والممارسة والبحث المستمرّ سيتمكن الشخص من الحصول على النتائج المرجوة، فالاستقلاليّة دائماً ما تحتاج إلى التعلم من الأخطاء وتجاوز مرحلة الفشل والمحاولة مراراً وتكراراً لتحقيق الطموحات والإنجازات العظيمة.
اتخاذ القرارات المهمّة
القدرة على اتخاذ القرارات المهمّة في الحياة أمرٌ مهم ليحقق الفرد الاستقلاليّة، فمن المؤكد أن الحصول على رأي شخص، أو مجموعة من الأشخاص بين الحين والآخر سيكفل تجميع اختيارات جيدة وحلول جماعيّة مناسبة ستساعده على اتخاذ القرارات، إلّا أنّ ذلك سيُقلل من ثقة الفرد في أحكامه الخاصة، ويمنعه من الإقبال على أي خطوة دون الاستشارة، حتى لو كان الشخص المُستشار لا يُعطي نصائح مفيدة أو مُهمّة، لذلك يُستحسن عدم الانقياد إلى قرارات الأشخاص الآخرين، والبدء بالاعتماد على النفس والتوصّل لحلول فرديّة جيدة تدعم الوصول لقرارات مهمة في الحياة.
التحكم بالعواطف
إنّ إحكام السيطرة على المشاعر والقدرة على التحكم بردة الفعل عند مواجهة الظروف المختلفة، تمكّن الفرد من الوصول إلى الاستقلالية في حياته، كما أنّ الفرد يحتوي نفسه في حالة انهياره وتعرضه للحزن والألم ولا ينتظر من أحد الأشخاص المحيطين أو المقرّبين إخراجه من حالته فهو المسيطر دائماً والقادر على التحكم بذاته وعواطفه ويستطيع دعم نفسه وتهدئتها، ومن الجدير بالذكر أنّه ليس عيباً أن يُعبّر الانسان عن مشاعره، فخلق مساحة كافية للتعبير عن المشاعر سيمنحه الراحة ويكشف عن قدراته الداخلية في إحداث التغيير في العالم من حول.
الاستقلالية
الاستقلالية هي مهارة حيوية تعني قدرة الفرد على حكم نفسه، وغالباً ما يتمتع بها الأشخاص الذين يمتلكون قدراً كبيراً من المعرفة والخبرة، ويحاولون دائماً السيطرة على حياتهم دون الحاجة لمساعدة الآخرين، كما أنّهم يسعون لتحقيق أهدافهم والوصول إلى طموحاتهم وفعل ما يُريدون وِفق قواعد عقلانية ذكية تنم عن خلفياتهم الثقافية وحرياتهم الشخصية ، والاستقلالية أيضاً تقود الفرد لإيجاد حلول استراتيجية ومنطقيّة للمشاكل المختلفة، بالإضافة لتحقيقه نجاحات مهنية عالية، فالشخص المستقل يمتاز بالكفاءة والعزيمة، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن كيفية التمتع بشخصية مستقلة.