كيف تكون شخصية قوية في العمل
كيف تكون شخصية قوية في العمل
هُنالك العديد من الطرق التي يُمكن للمرء من خلالها تقويّة شخصيّته في مجال عمله، ومنها ما يأتي:
تعزيز الثقة بالنفس
تبني الثقة علاقة المرء بالآخرين وتُقويه وتُعزز من احترامه وتقبّله لنفسه، وهي أحد نقاط القوة الأساسيّة التي تجعل شخصيّته مُميزةً في أيّ مكانٍ يحل به سواء أكان في عمله أو بعلاقاته، وغيرها، ويُمكن تقويّة شخصيّة الموظف باتّباع الطرق الآتية:
- التصرّف على سجيّة المرء وطبيعته، وأن يكون له فكرٌ وشخصيّة خاصة به تختلف عن غيره، والتدرّب على تقبّل الذات؛ لكسب الثقة بالنفس واحترام الآخرين له أيضاً.
- وضع مجموعةٍ من الأهداف التي ستكون بمثابة حافزٍ يُشجّع المرء على التقدّم، لكن يجب أن تكون هذه الأهداف معقولةً وواقعيّة؛ حتى يتمكن من تحقيقها، ولا يشعر بالفشل بسبب عجزه عن ذلك؛ لأنها من الأساس كبيرةً جداً وغير واقعيّةٍ.
- حب الذات ومعاملتها بلطفٍ واحترام، وعدم القسوة عليها ولومها دائماً، وتجنّب الإنصات للصوت الداخلي السلبي الذي يُشعر المرء بالعجز والفشل وعدم حبّ نفسه.
- الجديّة والحزم في بعض المواقف، حيث إن ثقة المرء بنفسه تُبنى عندما يُصبح حاسماً ويختار قراراته بحكمةٍ وقوّة دون تراجعٍ أو تردد شرط التفكير بها جيّداً، وقياس آثارها عليه، والتأكد منها قبل اختيارها.
القدرة على التواصل مع الآخرين بفعاليّةٍ
يُعد التواصل البنّاء الهادف بين العامل وجميع الموظفين الآخرين من حوله في إطار العمل، من زملاءٍ، ومُدراء ، والمُساهمين من الخارج أيضاً، أحد نقاط القوة التي تدعم نجاحه وتجعله عاملاً مُميّزاً، كما تقويّ من أدائه وتُبرز شخصيّته بقوّة أمام من حوله، ومن المهارات التي يجب عليه امتلاكها للتواصل مع الآخرين ما يأتي:
- التواصل غير اللفظي: وهي الإيماءات العفوية التي تُعرف بلغة الجسد، ومنها التواصل البصريّ العميق، والابتسامة اللطيفة التي تُشعر الطرف الآخر بالراحة أثناء الحوار، إضافةً لحركات اليد ونبرة الصوت التي تُظهر انفتاحه ورغبته بالتواصل بشكلٍ هادئٍ يُشجّع الآخرين على التحدّث معه أكثر.
- الاستماع للآخرين: حيث إن الاستماع مهارةً أساسيّةً وأحد فنون الحوار التي تجعل الاتصال مع الآخرين مُثمراً وناجحاً وتجعل العامل يفهم من حوله عندما يُنصت لوجهات نظرهم حول القضايا المُختلفة، كما أنّها من باب الذوق والأدب أيضاً، وتُعبّر عن اهتمام الشخص بمن حوله.
- التحدّث بوعيٍّ ووضوح: وذلك من خلال التواصل اللفظي الصريح الدقيق الذي يشرح فيه العامل وجهات نظره بوضوحٍ ودقة بأقل عدد ممكن من الكلمات، حيث تكون العبارات بسيطة لكنها عميقة وواضحة المعنى وتُسهّل على الزملاء فهمه والتواصل معه.
- الودّ والتعاطف مع الآخرين: يُساعد التعامل الوديّ العامل على كسب محبة زملائه، وبالتالي يُسهل عليه التعامل معم ويجعلهم راغبين به كقائدٍ قوي ولطيف، شديد في العمل لكنه طيب القلب ومُتفهّم في نفس الوقت، ويكون التعاطف معهم من خلال الابتسامة، والتفهم والاهتمام بالآخرين، والسؤال عن أحوالهم وتفقد عملهم ومُساعدتهم به بشكلٍ مُهذّب، فالأخلاق الحسنة والمعاملة اللطيفة مفتاح يُقويّ شخصيّة العامل ويعزز مكانته في عمله.
تجنّب التبعيّة والتقليد بلا هدف
حيث إنّ تقليد العامل لزملائه والسير خلفهم بلا هدف أو طموح خاص به قد يُشكّل نقطة ضعفٍ وعائق أمام نجاحه وقوّته وتقدمه في وظيفته، كما وقد يُظهر عدم الثقة في نفسه، الأمر الذي يُفقده ثقة الآخرين به ونظرتهم له كشخصٍ غير مُتميّزٍ أو مستقل بذاته وواضح الهويّة أو قادر على الإنجاز والنجاح دون أن يسير خلف شخصٍ آخر مُسيطر ويتبعه، ولا يعني ذلك عدم الاقتداء والتعلّم من نهج شخصٍ آخر يجده العامل قدوةً ومثلاً أعلى يُحتذى به، لكن لا يعني حرفيّاً التقليد بشكلٍ عشوائيٍّ وغير بنّاءٍ لا يدعم وظيفته ولا يرتقي بمستواه العمليّ، وإنما هو مجرد إنجاز لما هو مطلوب دون تكلّف وعناء الارتقاء والنموّ بالذات.
تحمّل مسؤولية العمل والدور الوظيفي الخاص
يجب على العامل إدراك حقيقة الخطأ البشرية التي يُمكن أن يحدث معه أو مع غيره، والذي لا بد من الاعتراف به دون مكابرة أو تبرير، وإنما العمل على تصحيحه بشكلٍ سليم يضمن له الحفاظ على التقدّم في عمله، كما أنّ هنالك بعض المسؤوليات الواقعة على عاتقه في إطار العمل، والتي لا بد له من أدائها والالتزام بها وتحملها مع التنويه لضرورة طلب المساعدة عند الحاجة، وعدم التهرّب من المسؤوليّة وإلقائها على الآخرين، وهي من صفات العامل القوي الناجح الذي يُمكن أن يكون قدوةً وقائداً لزملائه وجديراً بثقتهم.
صقل الشخصيّة وتطوير مهارات العامل باستمرار
تتطلب الشخصيّة القوية والناجحة للعامل تقويم وتطوير مهاراته ونقاط قوّته باستمرارٍ، وتجاوز نقاط الضعف ودعمها والتخلّص منها، ليس فقط للحفاظ على أدائه الجيّد، بل لتحسينه والارتقاء به مع مرور الوقت أيضاً، ومن هذه المهارات ما ياتي:
- الإدارة والقيادة: تتطلب الإدارة القدرة على التنبؤ بالآثار والنتائج سواء أكانت للأمور الماليّة أو لغيرها، وهي مهارة ضروريّة ونقطة قوّة للعامل، كما ويمكن دعمها من خلال القدرة على القيادة واستخدام النهج الصحيح للتعامل مع الزملاء وتوجيههم وضبطهم والحفاظ على سير العمل.
- التفاوض والتسويق: تُعد مهارة التفاوض ميزةً ضروريّةً عند التعامل مع العملاء للتأثير عليهم، التي تُدعم بأساليب التواصل الجيّدة والقدرة على الترويج للمنتجات أو للمشاريع مهارة الإقناع أيضاً التي تجعله يُمسك زمام الأمور ويصل للأهداف بامتيازٍ.
- التخطيط: ويعني معرفة الطريقة الصحيحة للعمل وترتيب الأولويات والخطوات بشكلٍ مناسب، ودراسة جميع مراحل العمل جيّداً قبل البدء بها، وتكليف كل عامل بالوظيفة المُناسبة التي يُمكنه القيام بها بشكلٍ صحيح.
- إدارة مشاكل العمل: حيث إن التخطيط مهما كان سليماً ومدروساً، فلا بد من أن تعترضه بعض العقبات والمشاكل المُفاجئة التي يجب حلها بطرقٍ سليمة وبأقل الخسائر الممكنة، وقدرة العامل على تخطّيها، وعدم السماح لها بان تؤثر على جودة العمل وأدائه يدل على قوّة شخصيّته ومهارته في العمل وتميّزه أيضاً.
الشخصية القوية في العمل
تلعب شخصيّة المرء القويّة في العمل دوراً كبيراً في كسب احترام الآخرين وثقتهم، إضافةً لاعتزاز العامل بنفسه، وجودة أدائه في العمل الذي تنعكس نتائجه في النهاية على أدائه الوظيفي ودقّته وكفائته، ولا ننسى أن الشخصيّة القويّة بطبيعتها شخصيّةً حازمةً ومُتميّزة ومُستقلّة يُحب أفرادها النجاح والجديّة وبذل المجهود لغاية تحقيق الهدف المرجو، وعلى صعيد العمل فهي سبب لراحة العامل وشعوره بالتفرّد والاختلاف عن الآخرين فلا يكون مجرد موظف أو تابع، بل كيان مُستقل له فكر وهدف نبيل يدفعه للتقدم والإنجاز وعدم الاكتفاء بأداء العمل بشكلٍ نمطيٍّ ممل.