كيف تصبح دبلوماسياً ناجحاً
معنى الدبلوماسيّة
قد تعرّف الدبلوماسيّة بأنّها صفة تختص بالتّمثيل السياسيّ للدّول، وكيفيّة إدارة شؤونها الخارجيّة عند البلاد الأجنبيّة، كما أنّ الدبلوماسيّة قد تعرّف على أنّها وسيلة ناجحة للاتّصال بين النّاس؛ وهذه الوسيلة حافظت على الجنس البشريّ من الهلاك والانقراض، فبفضلها انتهت الحروب والنزاعات بين النّاس من أجل الحصول على لقمة العيش. وتُعتبر الدبلوماسيّة من الفنون الرّفيعة ففيها تتمثّل الكثير من السلوكيّات والأذواق العالية، والمزايا الشخصيّة وكذلك أنماط الاتصال الاجتماعيّة. وفي هذا المقال سوف نتحدّث عن كيفيّة أن يصبح الشّخص دبلوماسيّاً بمعنيين، الأول أن يعمل الشخص في السّلك الدبلوماسي، والثّاني أن يصبح ذا شخصيّةٍ دبلوماسيّة.
كيف تصبح دبلوماسياً
تضمن الدبلوماسيّة تقييم الوضع قبل التّحدث أو القيام بأي تصرّف او اتخاذ أي قرار، ومن خلال الدبلوماسيّة يمكن تجاوز أي صعوبات قد يمرّ بها الشّخص، كما يتمّ من خلالها بناء العلاقات مع الآخرين، وحتّى يكتسب الإنسان شخصيّة دبلوماسيّة عليه اتّباع طرقٍ ثلاثة:
- التّواصل بشكلٍ فعّالٍ: حتّى يصبح الشّخص دبلوماسيّاً عليه أن يتواصل بفعاليّة مع من حوله. ويكون هذا التّواصل من خلال عدّة أمور وهي:
- اختيار الكلمات بدقة وعناية: قبل التّحدث في أي موضوع حسّاس لا بدّ من أن يتحقّق الشخص من العبارات الّتي سوف يقولها، وأن تكون هذه العبارات صحيحة ومفيدة، وألا يكون هدف العبارات إلقاء اللوم على الآخرين.
- معرفة أسلوب الاتّصال المناسب: من الأمور المهمّة الّتي تقود الشّخص لأن يكون دبلوماسيّاً معرفته لوسائل الاتّصال المناسبة للأوضاع التي يكون فيها، كالتّواصل الشّخصي أو حتّى التّواصل عبر البريد الإلكتروني .
- الانفتاح على الأفكار الجديدة: الإنسان الدبلوماسي هو الّذي يستمع إلى وجهات نظر الآخرين، ويتّسع صدره لها، ويشكرهم عليها أحياناً.
- التّحدث واستخدام لغة الجسد بشكلٍ جديٍ وحازمٍ: أي ضرورة التحدّث بطريقة حازمة سواء أكان ذلك بالكلمات أم بلغة الجسد على أن يكون التّحدث بشكل بطيء ومفهوم، وبثقة عالية بالنّفس.
- التحدّث بطريقة غير مباشرة: فالشّخص الدّبلوماسي لا يتحدّث بطريقة مباشرة عن أفكاره ومشاعره، بل يقوم بتقديم اقتراحات بدلاً من إخبار النّاس بما يجب أن يفعلوه.
- التهذّب في الكلام: إنّ خُلق الإنسان الجيد هو طريقه نحو الدبلوماسيّة، فالشّخص الدبلوماسيّ لا يقاطع الآخرين في كلامهم، ويتجنّب الشّتائم، ويحافظ على صوته طبيعيّاً دون صراخ إضافة إلى كونه شخصاً محايداً.
- التّحكم بالعواطف: الشخصيّة الدبلوماسيّة لا بد لها من أن تكون قادرة على التّحكم بعواطفها، ويمكن القيام بذلك عن طريق استخدام تقنيات التّنفس العميق حتّى يصل الشخص إلى الهدوء، وعليه السيطرة على نفسه وإن تعرّض لضغط كبير من الآخرين.
- معرفة الأوضاع الصّعبة واجتيازها: من الأمور التي تقود إلى الدبلوماسيّة القدرة على معرفة الأوضاع الصّعبة ومعالجتها. ويتم ذلك من خلال:
- اختيار الوقت المناسب للحديث.
- البدء بالحديث الجيّد عند إعطاء أي خبر سيّئ.
- التّركيز على حقيقة الوضع قبل البدء بالحديث عن الرأي.
- البحث عن حل وسط يناسب الجميع.
- الاستجابة بهدوء على تلقي الأخبار السّيئة.
- التّحدث بشكل جيد مع الآخرين.
- التّحدث بصدق وإظهار الحقيقة للآخرين.
- التّفكير بشكل جيد أثناء المحادثة وعدم إعطاء قرارات صعبة بطريقة مباشرة.
- تكوين علاقة مع الآخرين:على الشّخص الدبلوماسي أن يبني علاقة جيّدة مع الآخرين، ويتمّ ذلك من خلال ما يلي:
- إنشاء محادثات صغيرة مع الآخرين: إنّ الشّخص الدبلوماسيّ هو الّذي يستطيع عند التّحدث مع الآخرين إظهار الاهتمام بهم وبحياتهم، فيشعرون بالرّاحة أثناء الحديث معه.
- استخدام لغة الجسد كالآخرين: إنّ الشّخص الدبلوماسيّ قادر على محاكاة لغة الجسد لدى الآخرين بحيث يكون مرآة لهم في طريقة جلوسهم وحركاتهم وإيماءاتهم.
- استخدام الاسم الخاص بالآخرين: إنّ استجابة النّاس تكون أكبر عندما يُنادَون بأسمائهم، سواء أكان الحديث بسيطاً، أم مهمّاً وجديّاً.
- الاستماع بشكلٍ جيّدٍ للآخرين: إنّ الشّخص الدبلوماسيّ هو الّذي يفهم وجهة نظر الآخرين من خلال الاستماع لهم بانتباه ويقظةٍ.
- طرح الأسئلة على الآخرين: إنّ الشّخص الدبلوماسيّ هو الّذي يُظهر اهتمامه واستماعه للآخرين من خلال طرحه لأسئلةٍ مفتوحةٍ تجعله يحصل على معلومات أكبر حول الموضوع الّذي يتحدّثون فيه.
العمل في السّلك الدبلوماسيّ
حتّى يعمل الشّخص في السّلك الدّبلوماسي لا بدّ من أن تتوافر فيه مجموعة من الصّفات أهمها:
- أن يكون الشّخص معتدلاّ في سلوكه.
- أن يكون موضوعيّاً مع أي مشكلةٍ يتعرّض لها.
- أن يتفاعل بشكلّ هادئ مع الأحداث والأشخاص.
- أن يكون قوي الشّخصيّة ثابتاً أمام المغريات التي قد يتعرض لها أثناء عمله في السّلك الدبلوماسيّ.
- أن يتجنّب الاستهتار في عمله، وأن يتجنّب العصبيّة في حكمه وتعامله مع الآخرين.
- يمكن للشّخص الدبلوماسيّ الانضمام إلى السّلك الدبلوماسيّ من خلال الخطوات الآتية:
- معرفة المعايير الخاصّة بالدبلوماسيّ: في بداية الأمر لا بدّ للشخص من الاتصال بالهيئة الحكوميّة المختصّة عن العلاقات الدوليّة في بلده والاستفسار عمّا يلي:
- الاستفسار عن المتطلبات الأكاديميّة للمهنة الدبلوماسيّة، كالدرجات العلميّة، ومجالات الدّراسة المطلوبة لها، وأخيراً - وليس آخراً - اللغات الّتي يجب إتقانها.
- الاستفسار عن العمر المناسب لمهنة الدبلوماسيّ.
- معرفة المؤهلات الشخصيّة: حتّى يستطيع الشخص الانضمام إلى السّلك الدبلوماسيّ في بلد ما، فإنّ عليه النّظر إلى مؤهلاته الشخصيّة ومن هذه المؤهلات:
- الحصول على تقرير طبّي يبيّن قدرته على السّفر .
- الحصول على تصريح أمني.
- القدرة على التّفاوض والإقناع .
- القدرة على الانتقال من مكان إلى آخر.
- ضرورة إكمال الدّورات الرسميّة المعتمدة: تُقدّم بعض الجامعات دورات رسميّة تساعد على إعداد الشّخص حتّى يصبح دبلوماسيّاً. ويُذكر أنّ إحدى هذه الجامعات جامعة برينستون في الولايات المتّحدة الأمريكيّة .
- التّسجيل في مكتب الشّؤون الخارجيّة: حتّى ينضمّ الشّخص للسّلك الدبلوماسيّ فلا بدّ له من تقديم طلب الانضمام إلى مكتب الشؤون الخارجيّة الخاص ببلده.
- اجتياز الامتحانات اللازمة: لا بدّ للمتقدّم لوظيفة في السّلك الدبلوماسيّ من اجتياز جميع الامتحانات الشفويّة والكتابيّة اللازمة، وأن يُثبت تفوّقاً في التّاريخ العالمي والوطني، والسّياسة وكذلك العلوم.