كيف تتكون الأعاصير
تعريف الإعصار
يُعرَف الإعصار، أو الإعصار الاستوائيّ أو كما يسمى بإعصار التيفون بأنّه عبارة عن عاصفة دائريّة شديدة، تتشكّل فوق المحيطات الاستوائية الدافئة، حيث تحافظ على طاقتها من سطح البحر أو فوق الماء الدافئ، وتتميّز برياح مرتفعة، وبضغط جوي منخفض، وبأمطار غزيرة، ويُشار إلى أنّ الإعصار الاستوائيّ لديه القدرة على توليد رياح ذات سرعة تتجاوز 119 كم في الساعة، أمّا في الحالات القصوى فإنّ هذه السرعة ستتجاوز 240 كم في الساعة، ويمكن أن تتجاوز العواصف هذه السرعة لتصل إلى 320 كم في الساعة، حيث تكون هذه الرياح قوية جداً تصاحبها أمطار غزيرة.
يرتفع سطح البحر عند حدوث الأعاصير ليصل إلى ستة أمتار فوق المستوى العادي، وتسمى هذه الظاهرة بعرامة العاصفة، وهذا المزيج بين الرياج القوية والمياه يجعل الأعاصير خطيرة على الساحل في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل: ساحل الخليج لأمريكا الشمالية، وشرق الهند، وبنغلادش، وشمال غرب أستراليا، حيث تضرب الأعاصير في كلّ عام هذه المناطق خاصة في فصل الصيف خلال شهر تموز وأيلول، و كانون الثاني، وآذار.
كيف تتشكل الأعاصير
العواصف الاستوائية
تبدأ الأعاصير بالتشكّل فوق المحيطات في المناطق الاستوائية، وتكون عبارة عن مجموعة من العواصف، حيث يسحب المركز ذو الضغط المنخفض العميق الهواء الرطب والطاقة الحرارية من سطح المحيط، ثمّ يُرفع الهواء بطريقة الحمل الحراري، بينما يقوم الضغط من الأعلى بدفعه إلى الخارج، ويتسبّب دوران تيارات الرياح في تدوير الغيوم ضمن حلقات ضيقة، ويتناسق الإعصار الكامل على شكل دائري، وغالباً ما يمتدّ على مساحة تصل إلى 500 كم.
الانخفاض الاستوائي
يكون الضغط الجوي منخفضاً جداً حيث يصل إلى حوالي 960 مليبار، ويمكن أن ينخفض ليصل إلى الرقم القياسيّ المسجّل في إعصار شمال غرب المحيط الأطلسيّ عام 1979 وهو 65 سم، ويُكوَّر الهواء السطحيّ إلى الداخل بشكل لولبيّ، إذ يتحوّل إلى دائرة يبلغ قطرها 30 كم محيطة بالإعصار، ويُطلَق على هذا المحيط اسم جدار العين.
جدار العين وعين الأعاصير
جدار العين هو الهواء المحمّل بالرطوبة والصاعد بطريقة حلزونيّة إلى الداخل باتجاه الأعلى، ثمّ يتكاثف ويُطلق الحرارة الكامنة داخله، وعند الوصول إلى ارتفاعات عالية جداً فوق السطح يتمّ إطلاق هذا الهواء نحو محيط العاصفة ممّا يولّد مجموعات دواميّة من الغيوم، وتؤدّي سرعة صعود الهواء وعمليات التكثيف التي تحصل في جدار العين لهطول الأمطار ، ولأنّ الزيادة الخارجية في الضغط هي أكبر في الجدار، فإنّ السرعة تكون في أقصاها.
تكون عين الأعاصير هادئة ومكشوفة لسماء صافية، لذلك فهي تتعرّض لهطول قليل أو معدوم للأمطار، كما أنّها أكثر دفئاً من المحيط الخارجيّ لها حيث تتراوح درجات الحرارة داخل العين من خمس درجات إلى ثماني درجات مئوية، وذلك نتيجة للتيارات الهوائية في مركز الإعصار، ولأنّ الزيادة الخارجية في الضغط هي أكبر في الجدار، فهي تعدّ مكاناً لأقصى سرعة للرياح.
حقائق عامة حول الأعاصير
هناك بعض الحقائق للأعاصير حول العالم:
- تحدث الأعاصير في البحر غالباً بشكل غير مؤذٍ، مع ذلك فمن الممكن أن تكون خطيرة ومسببة لأضرار عندما تتحرك نحو الأرض.
- يمكن أن تصل سرعة الرياح المتصاعدة للإعصار حوالي 320 كم في الساعة، حيث يصل قوة تدميرها إلى نزع الأشجار وهدم المباني.
- تدور الأعاصير في اتجاه عقارب الساعة، وذلك في النصف الجنوبي للكرة الأرضية، بينما تدور عكس عقارب الساعة في النصف الشمالي للكرة الأرضية، ويعود السبب إلى ما يسمى بقوة كوريوليس، والتي تنتج بسبب دوران الأرض.
- يتغيّر مفهوم الأعاصير وذلك وفقاً للمكان الذي تتشكل فيه، فمثلاً في المحيط الأطلسي وشمال غرب المحيط الهادئ تسمى (hurricanes)، أمّا في شمال غرب المحيط الهادئ فهي (typhoons)، وفي جنوب المحيط الهادئ والمحيط الهندي هي (cyclones).
- أكبر إعصار تمّ تسجيله كان في عام 1979 في شمال غرب المحيط الهادئ، وسمّي بإعصار تيفون (Typhoon)، حيث بلغ طول قطره نحو 2220 كم، أي ما يقارب نصف حجم الولايات المتحدة.