كيف تتعلم قراءة القرآن
كيفية تعلّم قراءة القرآن
إنّ المقصود بتعلم قراءة القرآن: راءة كلّ حرفٍ من حروف القرآن الكريم بطرقة سليمة؛ وذلك بإظهار صفاته ومخارجه التي تميّزه عن غيره من الحروف، وذلك مع الحرص على التأنّي في القراءة، بعيداً عن العجلة، والإتيان بأحكام التجويد بطريقة سليمة وصحيحة، قال -تعالى-: (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلً).
وفيما يلي بيان للوسائل المعينة في ذلك:
الوسائل المعنوية
أي الوسائل الداخلية التي تعين على تعلم قراءة القرآن، وهي كما يأتي:
- العزيمة
قبل البدء في هذا الأمر لا بدّ أن تمتلك عزيمة قويّة لتعلّم القرآن العظيم، حتى تتذلل لك الصعاب وتهون، وتكسب أجراً عن كلّ جهد تبذله، وليكون أمر تعلمه سهلاً ميسراً عليك.
- تجديد النية
إذ يلزم الحرص على أن يكون كل هذا المجهود لوجه الله سبحانه وتعالى وليس لشيء دونه، ويفضّل قبل الشروع في هذه الخطوة الصلاة ركعتين للحاجة، ليساندك الله عزّ وجل على هذه الخطوة، وفي صلاة الحاجة اسأل ربك سبحانه وتعالى تيسير تعلم القرآن، قم بهذه الصلاة في جوف الليل، فهذا أدعى لتحقق رجاك واستجابة دعواك.
- الصبر
قد يعتري طريق تعلم قراءة القرآن الكريم بعض الصعوبات في الإتقان والتكرار، وتصحيح الأخطاء، فينبغي على قارئ القرآن أن يصبر على ذلك وأن يستحضر الأجر الذي يكتبه الله له.
الوسائل المادية
المقصود بالوسائل المادية؛ أي كل ما يستطيع القارئ الاستعانة به كوسيلة لتحسين تلاوته، وهي كما يأتي:
- طريقة المشافهة
وذلك عن طريق تلقي الطالب القراءة الصحيحة مباشرةً من القارئ المتقن للتلاوة، وتتأكد طريقة المشافهة بقوله -تعالى-: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)،فيقرأ المعلم القرآن بطريقة صحيحة، ثم يقوم الطالب بترديد ما سمع مشافهةً على معلمه؛ وبذلك يضمن المتعلم تعلم القراءة الصحيحة بكل سهولة ويسر.
- مصحف معلم
تتطلب منك هذه الطريقة الحصول على مصحف ويفضّل أن يكون من الحجم الكبير، لكن الأهم أن تكون أحرفه ملونة، بحيث يساعد القارئ على استحضار أحكام التلاوة والتجويد وتطبيقها أثناء قراءته.
- الاستماع إلى قارئ متقن
يمكن لمن يريد أن يتعلم تلاوة القرآن الكريم أن يكثرَ من الاستماعِ لشيخ متقن، وتوجد الكثير من التسجيلات لشيوخ متقنين على مختلف المواقع الإلكترونية، ويُنصح أن يكون السماع للشيخ المتقن لتجويد القرآن الكريم؛ كالشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ الحصري، والشيخ محمد أيوب، والذين يظهر في تلاوتهم جمال التلاوة، وحسن الأداء.
فضل قراءة القرآن الكريم
وردت العديد من النصوص في القرآن الكريم والسنة النبوية على فضل تلاوة القرآن الكريم، منها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ الله وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُور* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُور).
- قال -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
- قال -صلى الله عليه وسلم-: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
- قال -صلى الله عيه وسلم-: (مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ وهو حافِظٌ له، مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ؛ فَلَهُ أجْرانِ).
- قال -صلى الله عيه وسلم-: (أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ).
- قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: (إن الذي ليس في جَوْفِهِ شيءٌ من القرآنِ كالبيتِ الْخَرِبِ).