أضرار حشرة البق
الأضرار الصحية لحشرة البق
يعد البق من الحشرات والآفات الصّحية التي تُهدد استقرار وراحة الإنسان على العديد من الأصعدة، أهمها الصعيد الصّحي والبدني، فيما يأتي أبرز المشاكل الصّحية الناتجة عن انتشارها:
- الحساسية
والتي يختلف ظهورها وحدّتها من شخصٍ إلى آخر، تبعًا لاختلاف طبيعة الجسم وتعامله مع اللدغات؛ فالبعض تظهر لديهم ردود فعل تحسسية قوية ، والبعض الآخر يكون أقل تأثرًا.
ويشار عمومًا إلى أنّ الأشخاص المصابين بالمشاكل التنفسية كالربو هم الأكثر تأثرًا بالإصابة، إذ قد تتسبب لدغات البق بإصابتهم بما يُعرف بالصدمة التأقية أو الصدمة الأرجية (بالإنجليزية: Anaphylactic Shock) ويجب عليهم في هذه الحالة التوجه للحصول على العلاج الفوري، لتفادي أية مضاعفات خطيرة.
- الحكة الشديدة
تعتبر الحكة الشديدة العلامة أو العرض الأكثر شيوعًا، إذ يستمر الشعور بالحكة المزعجة بعد تعرّض المصاب للدغ مباشرةً ولعدة أيام متواصلة.
- الالتهابات
وتزيد احتمالية إصابة الجلد بها، خاصة بعد الحكة الشديدة المسببة لتهيج الجلد، وما ينتج عن ذلك من جروح مكشوفة في الأخير، ويُرافق ذلك العديد من المضاعفات في حال عدم العلاج، بما فيها: ظهور البثور الحمراء، والحبوب، وهناك مضاعفات ثانوية، قد تصلّ لحد الإصابة بالقوباء (بالإنجليزية: Impetigo)، والأكزيما، وكذلك التهاب الأوعية الدموية.
- اضطرابات النوم
يتعرّض المُصاب لحالة من الأرق، وقلة النوم، والقلق والتوتر، سواء قبل اللدغ خوفًا من وجود البق، أو بعد اللدغ نتيجة الانزعاج من أعراض اللدغة كالحكّة.
- داء شاغاس
يجدر بالذكر أنّ الدراسات والأبحاث المخبرية لا تزال تحاول إثبات العلاقة بين لدغة حشرة البق، وانتشار مرض شاغاس.
- بقع الدم
من أعراض تعرّض الجسم للدغة البق، ظهور بقع من الدم على الفراش والوسائد، ومن علامات انتشار البق في المنازل وغرف النوم، ظهور براز أو قشور بيض في مناطق وجودها، إلى جانب انبعاث رائحة غير مستحبة أو كريهة ناتجة عن غدد الحشرات.
في هذه الحالة، يُوصى بتفتيش جميع الأماكن المتوقع انتشار البق فيها كالسرير، والملابس، والدواليب، والأثاث بشكلٍ عام، وخاصة في حال كان مستعملًا مسبقًا، ويمكن البحث أيضًا في السجاد، والكتب، والصناديق الخشبية، وغيرها.
الأضرار الاقتصادية لانتشار لحشرة البق
لا يقتصر تأثير ضرر انتشار البق على الجانب الصّحي والجسدي للإنسان فقط، بل يُلحِق العديد من الأضرار الجسيمة بالجانب الاقتصادي الخاص بالأفراد، والمنشآت، وخاصة الفنادق، وفيما يأتي أهم البنود التي توضح الأضرار الاقتصادية الناتجة عن انتشارها:
تقليل قيمة الخدمات في منطقة الانتشار
وتعني أنّ انتشار البق في الغرفة المؤجَّرة سواء كانت غرفة في الفندق أو غيره، من شأنه أنّ يقلّل من القيمة المادية لها، إذ سيدفع الشخص مقابل اكتشافه لهذه المشكلة مبلغًا أقل من المتفق عليه.
وتشير الدراسات مؤخرًا إلى أنّ وجود بق الفراش يضر بشكلٍ مباشر بسمعة الفندق، خاصة في حال انتشار الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي سيقلل إلى حد كبير جدًا من كفاءة تشغيل الفندق.
وتشير نتائج أحد التقارير الاقتصادية بهذا الشأن، إلى أنّ وجود البق في الغرف الفندقية، يحد من سعرها بمقدار لا يقلّ عن 21 دولارًا أمريكيًا للأفراد المتوجهين لمنطقة ما بغرض السياحة، ومقدار 38 دولارًا أمريكيًا للمسافرين لغرض الأعمال التجارية، أو المهنية.
تكاليف التعويض والمقاضاة
إذ تتلقى معظم الفنادق التي تعاني من انتشار البق العديد من الشكاوى والدعوات القضائية من النزلاء، الأمر الذي يكلف مالكي هذه المنشآت مبالغ طائلة لغرض التعويض، والإصلاح، والتقاضي، ويُشار إلى أنّ التكلفة قد تتراوح ما بين 17,177 و23,560 دولارًا أمريكيًا لكل حادثة.
وفي حادثة شهيرة وقعت عام 2006م في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد رفع زوجان هناك دعوى قضائية ضد أحد المنتجعات مطالبين بما مقداره 20 مليون دولار أمريكي، كتعويض عن الأضرار البدنية والنفسية بعد تعرّضهما لما يزيد عن 500 لدغة بق.
إيذاء صورة المشاريع
فمع انتشار تقنيات وتطبيقات الحجز الإلكتروني للفنادق والمساكن، أصبح النزلاء يبحثون عن تقييمات الأشخاص الذي سبق لهم تجربة الإقامة في هذه الفنادق، قبل اعتمادها عند السفر، وبالتالي فإنّ وجود سمعة سيئة أو تقييم متدني للخدمات الفندقية سيمنع النزلاء الجدد من الحجز فيها.
تقليل قيمة أسهم المشاريع
ويعني انخفاض قيمة أسهم مشاريع أصحاب المصالح، وخاصة في حال انتشار فضيحة حول الخدمات الفندقية، وتأكيد انتشار البق في فراش الغرف، سواء في الصحف الرسمية، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُسهم ذلك في خفض القيمة الفعلية لأسهم هذه المشروعات وهبوطها بشكلٍ واضح.
زيادة التكاليف الإدارية في منطقة الانتشار
ويعني ذلك أنّ انتشار البق يزيد من التكاليف التشغيلية، ويشمل ذلك تخصيص مبالغ لإنشاء الحملات الدعائية والإعلانية الهادفة لتحسين سمعة الفندق، أو تلك المخصصة لحل المشكلة والقضاء على البق نهائيًا ، وزيادة كفاءة التشغيل في المنشأة، أو المبالغ الكبيرة التي ستُصرف من خزينتها على الدعوات القضائية، والتعويضات الخاصة بالنزلاء لاحقًا.
تكاليف استبدال التالف في منطقة الانتشار
ويعني ذلك أنّ انتشار البق في الفراش، سيجبر القائمين على الفندق على تغيير الوسائد والملاءات والمراتب أو حتى الأثاث الخشبي الموجود في الغرف، ويترتب على ذلك خسائر مادية جسيمة، يمكن تفاديها تمامًا بالوقاية من ظهور هذه المشكلة.
إيذاء ثقة العميل وتقليل الربح في منطقة الانتشار
وذلك من منطلق أنّ إقبال العملاء على فندق أو مسكن ما، يدل على ثقتهم في الخدمات التي يقدمها، وبالتالي إنّ ظهور مشكلة كالبق يعدم ثقة الزبائن، ويضطرهم إلى الامتناع عن الحجز فيها، تفاديًا للمشاكل الصّحية الناتجة عن ذلك، مما يخفض من أرباح الفنادق شيئًا فشيئًا.
زيادة التكاليف الطبية في منطقة الانتشار
رغم أنّ حشرات البق لا تُعتبر خطرةً غالبًا، إلّا أنّ الإصابة بلدغاتها يُمكن أن ينتج عنه العديد من ردود الفعل التحسسية كما سبق وذُكر، ويترتب على ذلك في العديد من الحالات الحاجة للعلاجات الطبية للحكة والالتهابات حال وجودها، بما فيها الكريمات المهدئة والأدوية.
علمًا بأنّه يمكن التقلّيل من حدة الأعراض، من خلال: استخدام المراهم المضادة للحكة، أو مسكنات الأوجاع الناتجة عن الالتهاب، وكذلك تناول مضادات الهيستامين عن طريق الفم، والتي تخفف الشعور بالحكة والحرقة.