كيف أكون واثقاً من نفسي
الثقة بالنفس
إنّ الشخصيّة القويّة الواثقة بنفسها هي الشخصيّة التي تَمتلك جميع مُقوّمات النجاح والتفوق؛ فهي تُعطي صاحبَها القدرة على مقاومة ظروف الحياة الصعبة، وما تعترضه من ظروفٍ طارئة؛ فالثقة بالنفس تمدّ الإنسان بالقوّة والصلابةِ اللازمة لمقاومة صعوبات التقدم والنجاح، وتجعل من الشخص إنساناً جديداً، يحيا بروح التفاؤل، والأمل الذي يتمناهُ في حياتهِ ومُستقبلهِ القادم.
تعني الثقة بالنفس ذلك الشعور الجميل الذي يَمنح الشخص الراحة والسعادة، والإحساس الكبير بعلوّ قيمتِه ومَنزلته بين الآخرين، فينطلق إلى الحياة دون خوف من ردود أفعال الآخرين وانتقاداتهم، فتظهر علامات الثقة على الفرد في تَصرّفاته، وحركاته، وأقواله، فجميع ما يصدر عنه يَدلّ على ثقته بنفسه.
كيف أكون واثقاً من نفسي
يجب على من أراد أن يَكون واثقاً من نفسه أن يتّبع بعضاً من الخطوات التي تُساعده على ذلك، من هذه الخطوات:
- محبة الذات وتقديرها؛ فالأشخاص الذين لديهم تقديرٌ لذواتهم يتمتّعون بتفاؤل كبير، ويشعرون براحة في النفس وسكينة وهدوء.
- اختيار الأفكار بعناية؛ حيث إنّ الأفكار التي يتبنّاها الإنسان وتجول في خاطره هي التي تُحدّد شخصيته، وتختلف شخصيّة الإنسان من فردٍ لآخر باختلاف أفكاره وتطلّعاته، فالبعض يحملون الأفكار الإيجابية والمتفائلة أينما ذهبوا، والبعض الآخر تَجدهم متشائمين من كل الأشياء التي تُحيط بهم؛ ولذلك على الإنسان حالما يشعر بالإحباط والاكتئاب أن يُغيّر مَسار تفكيره على الفور، وأن يرفض مثل هذه الأفكار أن تكون المُسيطرة والمتحكّمة في شخصيّتهِ.
- اختيار الأشخاص المُقرّبين بعناية مِن الطُّرق الناجحة لتعزيز الثقة بالنفس لدى الفرد؛ حيث يجب على الشخص دراسة الأشخاص المُحيطين به بعناية، ووالانتباه لأهمّ إنجازاتهم وطرق نجاحهم، والاستفادة من تجاربهم التي مرّوا بها.
- اختيار المؤثرات الخارجية؛ حيث يتعرّض الإنسان يومياً إلى العديد من المؤثرات الخارجية والتي تشمل الأصدقاء، والأسرة، والإعلام، وأصدقاء العمل، وغير ذلك من مؤثراتٍ عديدة، بعضها فيها أخبار وأفكار إيجابيّة، وبعضها تجدها سلبيّةً في عرضِها لما تحتويه؛ ولذلك على الشخص الواثق من نفسه، أو من يريد أن يمتلك صفة الثقة أن يَنتقي من هذه المؤثرات ما هو إيجابي له، فلا يجعل التشاؤم أو الحزن يتسلّل إلى قلبه وأفكاره.
- الحذر من المقارنات؛ فإنّ المقارنة الخاطئة مع الآخرين هي كفيلةٌ بأن تُقلّل من ثقة الإنسان بنفسه، وسرعان ما يظهر ذلك على الفرد؛ حيث يفقد ثقته بنفسه نتيجة التفكير الخاطئ بالآخرين، وظنّه بأنهم يَعيشون ويتمتّعون بحياةٍ مميزةٍ مثاليةٍ.
أشار إبراهيم الفقي إلى وجود بعض الأمور التي تُساعد الشخص على بناء الشخصية السليمة القويّة القادرة على أن تتميّز بالثقة المطلقة، ومن هذه الأمور بدء يومه بالتفاؤل، والسعادة، فيكون مستعدّاً لمواجهة أي طارئ يعترضه، بروحٍ مرحة، وعليه أن يُقنع نفسه في حديثٍ داخلي أنّ اليوم أفضل من الأمس، وأنّ الذي يجب أن يُشغل تفكيره هو إنجاز اليوم وغداً، ومن الأفضل للشخص التلفّظ بكلماتٍ وعباراتٍ تنمّ عن السعادة والتفاؤل، والنجاح، وأن يترك ألفاظ الحزن والتشاؤم جانباً؛ فعبارات المرح تزيد من نشاط الفرد، وتقرُّب الآخرين منه، فيغتنم هذا التقرب فرصةً للحديث مع الآخرين، وأخذ آرائهم، وتقبّلهم بصفاتهم المختلفة، والابتعاد عن التذمّر ممّا يَصدر عنهم من تصرفات، فالواثق من نفسه يعمل بصورةٍ جماعية، لا يكون منفرداً أبداً.
من الأمور التي تُساعد الفرد على اكتساب الثقة بالنفس أيضاً أن يكون الشخص منظّماً في حياته، فلا يوجد شيء في هذا الكون لا يمكن تنظيمه، فهذا الكون الذي نعيش فيه يسير وفق نظامٍ دقيقٍ لا اختلال فيه، والكثير من الأشخاص الذين يسعون للنجاح في حياتهم هم في حقيقة الأمر أشخاصٌ منظّمون، يكتبون القوائم العديدة، ويَستخدمون التّخطيط اليومي بكافةِ وسائلهِ للمساعدةِ على تنظيم حياتهم، وانضباطهم، وتخفيف الضغوط النفسيّة لديهم، فإن جعل الإنسان التنظيم هو فلسفته، وأساسه في النّجاح جعله ذلك في نظر الآخرين أكثر نجاحاً، ويزيدُ من درجة احترامه لديهم، وبالتالي يصبح أكثر ثقةً بنفسه.
قناعات يجب تبنّيها للواثق من نفسه
توجد بعض القناعات التي يجب على الواثق من نفسه أن يتبنّاها، وينتهجها في حياته، وهي مجتمعة في كلمة واحدة (لقطات) وبيانها كالآتي:
- عدم الرضا بأن يوصف الشخص بأمر لا يليق به؛ كأن يقول شخصٌ له أنت فاشل، فعلى الواثق من نفسه أن يقول لا للفشل ، ونعم للنجاح.
- قبول النقد؛ فالشخص الواثق من نفسه يتقبّل نقد الآخرين له، وهو يشعر بأهميّة النقد البناء، الذي يكون دافعاً ليُصحّح الإنسان الأخطاء التي يقع بها، ونقاط الضعف الموجودة في شخصيته ليقويها.
- طلب المساعدة من الآخرين عند الحاجة إليها؛ فلا بأس أن يطلب الشخص الواثق من نفسه العون والمساعدة التي يحتاجها.
- الإشادة بجهود الآخرين وتَقديرها؛ فكلمة شكراً تعني الكثير للأشخاص الذين يبذلون مَجهوداً في أعمالهم، فهي إثباتٌ صريحٌ على تقديرهم، واحترامهم، ومحبتهم.
- توجيه النصيحة للآخرين بطريقةٍ صحيحة، وبأسلوبٍ بعيدٍ عن التجريح، أو امتهان كرامة الإنسان، فالنّصيحة لها آدابها، وعلى الواثق من نفسه مراعاة هذه الآداب عند تقديم النّصح لمن حوله.