كيف أقوي شخصيتي الضعيفة
الشخصية الضعيفة
يتّصف بعض الأشخاص بصفات قد تؤثّر على علاقتهم مع الآخرين؛ ممّا يؤثّر على تقدمهم في جميع النواحي العلميّة والعمليّة؛ كأن يعيشوا في عزلةٍ وانطوائيّةٍ مثلاً، فيبتعدون عن مخالطة الآخرين، ويهربون من المسؤوليات التي توكَل إليهم، فلا يجدّون ولا يجتهدون في إحداث التغيير، والقيام بما عليهم من واجبات، وليس لديهم الطموح أوالأهداف العالية التي تجعلهم ناجحين في نظرهم ونظر الآخرين من حولهم، هذه الصفات وغيرها من الصفات الأخرى التي تتشابه معها تظهر عند من لديهم قُصورٌ في الهِمَم، وانعدامٌ في الثّقة، تُعبّر عن الشّخص الذي يتّصف بضعفٍ في شخصيته؛ فالشخصيّة الضّعيفة هي التي تفقد جميع مقوّمات وأسس الشخصية القويّة، ومن أهمّها الثّقة بالنّفس. يقول توماس أديسون: (ضعفنا الأكبر يكمُن في الاستسلام، وأكثر الطرق المؤكّدة للنّجاح هي أن تُحاول مرّةً أخرى).
كيفيّة تقوية الشّخصية الضعيفة
الشخصية الضعيفة شخصيةٌ لا يُحبذ كل فردٍ أن يتميز بها، ولذلك فالشخص الناجح هو الذي يسعى حتى يتميز بشخصيةٍ قوية، يستطيع من خلالها تحقيق الأهداف التي يتمناها في حياته، ولذلك عليه أن يتّبع بعضاً من الإرشادات التي تُعينه على ذلك:.
- تكوين العديد من العلاقات الاجتماعية مع أناس يُتقنون مهاراتٍ عديدة ولهم إنجازاتٌ كبيرة؛ فالشخص صاحب الشخصية الضعيفة يحتاج إلى الآخرين من حوله؛ لتحقيق ما لا يستطيع تحقيقه بنفسه، من خوفه من الإقدام على ذلك العمل، أو تردده وتوتره من الآخرين، فإذا توافرت القدرات لدى الآخرين، والمهارات المُشتركة معه، وصل الشخص إلى النّجاح المميّز، فمن أراد أن يكون صاحب شخصية قوية عليه أن يُجيد فن التّعامل مع الآخرين، وأن يُوظّف مهاراتهم وقُدراتهم لما فيه منفعته، يقول جون دون: (لا يستطيع أيّ إنسان أن يعيش مُنعزلاً عن العالم، فهو جزءٌ لا يتجزّأ منه)، ولذلك كان التواصل مع الآخرين ومخالطتهم من أهم وسائل علاج ضعف الشخصية والارتقاء بها إلى درجة الشخصية القوية.
- على الفرد أن يعمل على إيجاد عنصر الثقة بالنفس لديه، والذي يجعلُ منه شخصاً مميّزاً، وناجحاً ذا شخصيّةٍ قويّة عند ذلك الوقت يَستطيع أن يُنجز ما لا يستطيعه الآخرون، كما تكون لديه القدرة على التأثير بمن حوله بأسلوبٍ ذكي ومحبب، بعيداً عن التردد والخوف من الآخرين أو التعامل معهم.
- المداومة على فعل الطاعات، وتجنُّب المنكرات والمعاصي التي تُغضب الله سبحانه وتعالى، والحرص على رضا الله عز وجل، والتوكُّل عليه سبحانه في كل عملٍ يقوم به الفرد، أو كل هدفٍ ينوي تحقيقه في حياته، ومعرفة الفرد أنّ النجاح في الحياة والتقدم فيها لا يكون إلا بتوفيق الله عزّ وجلّ وتيسيره، فيعيش مطمئناً بعيداً كل البعد عن القلق، ويُقدِم على أعماله بكلّ ثقةٍ وعزم.
- وضع الأهداف الواضحة في الحياة التي تؤدي إلى نجاح الفرد وسعادته في الدنيا والآخرة؛ من أجل الحرص عليها وتحقيقها، فتكون سبباً ودافعاً له للبذل، والعطاء، والإقدام بروحٍ قويةٍ واثقةٍ من نفسها.
- ذكر وبيان الصفات الإيجابية التي يتّصف بها الشخص، وأهم الإنجازات التي قام بها، ونقاط القوة في شخصيته، والميزات التي تتوافر لديه، وغير مُتوافرة لدى الآخرين من أقرانه؛ فهذا الأمر يعكس الصفات الإيجابية لدى الشخص ويُنمّيها ويُقوّيها.
- عدم مقارنة الفرد نفسه مع الآخرين، فكثير ما تُعطي المقارنات الخاطئة نتائج سلبية قد يكون الشخص في غنى عنها.
- تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها، والمشاركة في الأعمال التطوعية والجماعية، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية والأنشطة الفعّالة؛ فهذه الأعمال كفيلةٌ بأن ينخرط الشخص مع الآخرين، ويشاركهم في مناسباتهم، ويترك صفة الانطواء والعزلة جانباً.
- إحسان الظن بالآخرين والتغاضي عن انتقاداتهم وأخطائهم، فليس هدف الآخرين دائماً الإساءة أو التجريح، فقد يكون هدفهم النصح ولكنّهم لم يُحسنوا اختيار الأسلوب المناسب لذلك، وهذا الأمر يُعطي الفرد دافعاً للتواصل مع الآخرين، وعدم الخوف من انتقادهم له.
أسباب ضعف الشخصية
تعود ضعف الشخصية لدى الفرد وانعدام الثقة بالنفس إلى أسبابٍ عديدة منها:
- اعتقاد الشخص أنّ الآخرين يعرفون العيوب التي توجد في شخصيته ونقاط ضعفه، وهم يركّزون على تلك العيوب عند لقائه بهم أو الاجتماع معهم.
- خوف الشخص وقلقه من عدم تحقيق ما يسعى إليه من أهدافٍ ومشاريع وأعمال يتمنى تحقيقها وإنجازها بأفضل صورة، فيأتي الخوف لديه من شدّة حرصه على إتمام العمل الذي يقوم به.
- الخوف من الفشل ، فقد يكون للفرد تجربةً سابقة أصابها الفشل، فخوف الفرد من أن تتكرّر مثل هذه التجربة يدفعه إلى القلق والخوف من الإقدام على عملٍ ما أو تجربةٍ جديدة، وقد يُصاب بالإحباط فلا يأمل النجاح أبداً، وهذه الصفة إحدى صفات الشخصية الضعيفة.
أهميّة التمتّع بشخصية قوية
تظهر الشخصية القوية على الأفراد الذين يتميزون بها من خلال الآثار والفوائد التي تنتج عن وجودها؛ فصاحب الشخصيّةِ القويّة والإرادة والعزيمة يَكون النجاح والتميز والإنجاز الكبير حليفه في كل خطوات حياته ومشواره المهني، فهي تدفع من يتميز بها إلى التقدم نحو الأمام بعزيمةٍ وقوّةٍ، وتحقيق ما هو مُقتنعٌ وواثقٌ به، فيكون نجاحه وعطاؤه مختلفاً عن الكثيرين ممّن يَمتلكون الأفكار الجميلة والشعارات البرّاقة، ويُفكّرون في تغيير حياتهم وإصلاحها والتعامل مع الآخرين بشكلٍ أفضل، فهم يتكلمون باستمرار، ويرددون شعارات التغيير؛ إلّا أنّهم لا يستطيعون التقدم في حياتهم العلمية والعملية، وذلك لضعف قوة الإرادة والتصميم لديهم، ولضعف الشخصية التي ترافقهم أينما ذهبوا، ويرافقهم دائماً رهبةُ الإقدام على العمل، والسعي لحياةٍ أفضل.