أضرار العزوف عن الزواج
الزواج
يعرف الزواج بأنه عملية إشهار علاقة بين شخصين، بما يجعلها رسمية ودائمة مدى الحياة، فهي علاقة تقوم على الشراكة الكاملة بين شخصين في جميع مناحي الحياة المادية والمعنوية، بحيث يصبح كلّ منهما مسؤولاً عن الآخر وداعماً له في مختلف المواقف والأمور التي يصادفونها في حياتهم، وتكمن أهمية الزواج في أنه يؤدي إلى تكوين الأسر، وهي ما تعتبر الأهمّ في أي مجتمع من المجتمعات، فعليها يقوم وبها يتطوّر ويصبح أقوى.
أسباب العزوف عن الزواج
يلجأ العديد من الناس إلى العزوف عن الزواج سواء لأسباب تتعلّق بالإرادة وبقرار شخصي أم لأسباب قاهرة، ومن هذه الأسباب:
العامل المادّي
يلعب العامل المادي دوراً كبيراً في تحديد إذا ما كان الشخص يريد الزواج أم لا، وإذا ما كان قادراً على تحمّل تكاليفه أم لا، فمعظم الشباب في عمر العشرينات في العصر الحالي لا يملكون المال الكافي لتحمل نفقات الحياة الزوجية وما يتطلبه الزواج من نفقات تعتبر ليست قليلة، وهو ما يؤدي إلى تأجيلهم هذا الأمر أو إلغائه من حساباتهم تماماً، ويعتبر العامل المادّي العنصر الرئيسي الذي يمنع الشباب من الزواج.
الاهتمام بالتعليم وإغفال الزواج
أصبحت أولوية الشباب في العصر الحالي هي إكمال تعليمهم الجامعي وخاصة مرحلة ما بعد البكالوريوس، ولذلك فإنهم يلجأون إلى التعليم كخطوة أولى في بداية سن الشباب بدلاً من الزواج، وهو ما يؤدي إلى تأجيل هذه الخطوة لبضع سنين، فالتعليم يبدو لهم أكثر أهمية من الزواج لذلك يبذلون فيه جهدهم، وأيضاً ينفقون عليه الكثير من المال مما يمنعهم من التفكير في الزواج في ظل ظروف مادية غير جيدة أو محدودة.
العمل
لا يعدّ من السهل كثيراً أن يحصل الإنسان على وظيفة، ومع تزايد إقبال الناس على الوظائف في الوقت الحاضر، فإنه من الصعب أن يغيروها أو أن يغادروها، ولذلك ففكرة الإقدام على الزواج التي قد تهدد الوظيفة بسبب الانشغال عنها أو إهمالها قليلاً قد تجعل الشباب يمتنعون عن الزواج، ولذلك فهم عندما يضطرون إلى الاختيار بين الأمرين فإنهم غالباً ما سوف يختارون الوظيفة على الزواج.
الأفكار المغلوطة حول الزواج
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة أفكار كثيرة حول سلبيات الزواج، وبطبيعة الحال فإن العديد من الأشخاص قد استجابوا لهذه الأفكار، فأصبحت فكرة الزواج بالنسبة إليهم غير محبّبة وغير مرغوبة كما كانت في السابق، كما أن حركات التحرر الكثيرة جعلت بعض الأشخاص ينظرون إلى الزواج على أنه التزام غير محبّب يثقل كاهلهم بدلاً من أن يروا فيه الحماية، بالإضافة إلى أن العديد منهم لا يجدون ضرورة في مشاركة الحياة مع شخص معيّن، بل الاعتقاد بأن الإنسان يمكن أن يعيش وحده وأن يمضي رحلة حياته من دون شريك قد أصبحت شائعة ومحببة لدى الكثيرين، فبعض الناس يحبون الاستقلالية أكثر من المشاركة ويحبّون الوحدة أكثر، وقد أصبح هذا في وقتنا الحاضر مفهوماً ومبرراً، لذا ازداد الإقبال عليه.
أضرار العزوف عن الزواج
للعزوف عن الزواج العديد من الآثار والأضرار على المجتمعات والأفراد، ومنها:
انتشار العلاقات غير الشرعية
عندما يعزف الشباب عن الزواج فإن كثيراً منهم سوف يتّجه إلى تحقيق غاياته وتلبية رغباته عن طريق العلاقات غير الشرعية، وهذه العلاقات لها الأثر الكبير في انعدام استقرار الشباب نفسياً واجتماعياً، كما أنها تساهم في نشر أمراض خطيرة وهو ما يؤدي بدوره إلى المزيد من الأضرار الاجتماعية والاقتصادية؛ لمحاربة الأمراض ومحاربة هذه الظاهرة التي تسهم في تدمير المجتمعات والأجيال القادمة، كما أن هذا سوف يسهم في خلخلة النظام الأسري في المجتمع ويؤدي إلى تربية أطفال من دون آباء أو أمهات وهو ما يعتبر أكبر أضرار العلاقات غير الشرعية، حيث إن هؤلاء الأطفال غير الشرعيين سوف يشكّلون خطراً كبيراً على المجتمع وخاصة عندما يكبرون بسبب الحرمان الذي تعرضوا له في حياتهم، بالإضافة إلى شعورهم بعدم عدالة الحياة معهم.
انتشار الأمراض النفسية
يعمل عدم استقرار الإنسان في الحياة على توليد العقد النفسية عنده بشكل كبير، وهذه العقد لها الضرر الكبير على الأفراد والمجتمعات، فهي تؤدي إلى تكوين إنسان غير سوي وغير قادر على العمل بإنتاجية في مجتمعه وهو ما يؤدي إلى العجز الاقتصادي مستقبلاً، كما أنها قد تقوده إلى اللجوء للأمور غير القانونية والأخلاقية التي تهوي بالمجتمع وتعيق تقدّمه من جميع النواحي، وحتّى أنّها قد تصل به إلى أن يميل أكثر إلى عالم الجريمة، وهو ما يدمّر المجتمع ويهدّ أركانه، كما أن هذا يؤثر بشكل كبير في الصحة العقلية للأفراد فيجعلهم غير متوازنين.
انتشار الأمراض الجسدية
يؤدي بقاء الإنسان عازباً إلى زيادة فرصته في التعرض للأمراض الجسدية المختلفة وهذا بسبب فقدان الدعم الذي من اللازم أن يقدمه له شريك حياته؛ للتخفيف من ضغوطات وأعباء الحياة عليه، وهذا يعني أن الأشخاص المتزوجين يتمتعون بصحة أفضل من الأشخاص العازبين، ويرجع هذا كذلك إلى ميل الأشخاص غير المتزوجين لعيش حياة غير صحية في الكثير من الأحيان بسبب غياب الشخص الذي قد يهتم لصحتهم وبسبب غياب المسؤولية التي تلزمهم بالحفاظ على أنفسهم أصحاء.
قطع النسل
إن العزوف عن الزواج يعني بالضرورة انعدام البناء الأسري في المجتمع أو الحدّ من وجوده بشكل كبير، وهو ما يؤدي إلى عدم التكاثر وإنجاب الأولاد بصورة طبيعية، وهذا الأمر إذا ما طال عليه الزمن قد يؤدي إلى قطع النسل أو الحدّ بشكل كبير من الأطفال المولودين، وهذا يعني قلة الشباب في مرحلة معينة من عمر المجتمع وهو ما يؤدي بالضرورة إلى ضعفه من الناحية الاجتماعية ومن ثمّ الاقتصادية والإنتاجية، وهو ما قد يتيح للأعداء أن يسيطروا عليه من جميع النواحي بسبب الضعف والخلل الذي يتغلغل فيه.