كيف أجعل تفكيري إيجابي
التفكير الإيجابي
يعرف التفكير الإيجابي بأنّه حالة ذهنيّة تعمد إلى توقّع الأشياء الجيّدة على الدوام، واستثناء الأشياء السلبيّة والسيّئة من النتائج المتوقّعة، كما يعرف بأنّه القدرة على خلق الأفكار ونقلها إلى حيّز التنفيذ، وتسعى هذا الطريقة من التفكير إلى إسعاد الإنسان وجعل حياته أكثر إنتاجيّة، وهو ما يقود بطبيعة الحال إلى تحسّن في الصحّة العقليّة والجسديّة، ويحظى التفكير الإيجابي بالكثير من الشعبية بين الناس، وذلك يرجع إلى أهمّيّته في حياتهم، بالإضافة إلى أن كثيراً من الناجحين يفيدون بأنّ سبب نجاحهم الأساسي هو التفكير بطريقة إيجابية، فالشخص الذي يواجه الحياة بإيجابيّة عادة ما يصبح ناجحاً على المستويين العملي والشخصي.
مميزات التفكير الإيجابي
يتمتّع التفكير الإيجابي بالعديد من المميزات التي تجعله محط اهتمام الكثير من الناس، ومنها:
التفاؤل
يقوم التفكير الإيجابي بشكل أساسي على التفاؤل ، فالأشخاص الإجابيّون هم في المقام الأول الأشخاص المتفائلون، وهذا لا يعني تجاهل المشاكل أو التجارب السيئة، بل يعني الإيمان بإيجاد الحلول المناسبة لها، وهو ما يؤهّل الإنسان لخوض التحدّيات المختلفة دون أن يتعرّض لنوبات القلق المؤذية، فالتفاؤل يقوم على اقتناص الفرص والعمل بجدّية وبشكل فعّال ممّا يزيد من إبداع الإنسان وقدرته على التعامل مع كل شيء بدلاً من الافتراض المسبق بأن النائج سوف تكون سلبيّة أو غير مرضية.
التقبّل
يقوم التفكير الإيجابيّ أيضاً على التقبّل، ويشمل هذا الكثير من الأشياء، فالأشخاص الذين يفكرون بإيجابية دوماً ما يكونوا قادرين على التأقلم مع أيّ شيء، وهذا ما يجعلهم قادرين على تقبل هفواتهم وأخطائهم والتعلّم منها بشكل جيّد، كما ويؤدّي التقبل إلى صقل منظور الإنسان تجاه الأشياء من حوله، عن طريق تكوين تصوّرات ومفاهيم جديدة عن الحياة والعلاقات.
الامتنان
يعتبر الامتنان أحد علامات التفكير الإيجابيّ، فالأشخاص الإيجابيون دوماً ما يشعرون بالامتنان تجاه كلّ النعم الموجودة في حياتهم مهما صغرت أو قلّت أهمّيتها عند الناس، فالامتنان يساعد الإنسان على رؤية الجانب المشرق من الحياة والإعراض عن الجوانب المظلمة منها، ويقوم بشكل أساسي على تقدير اللحظات الصغيرة والشعور بالسعادة بسبب الأشياء البسيطة، ممّا يعين الإنسان على أن يبقى متفائلاً.
الوعي
يتمثل التفكير الإيجابي بالتفكير الواعي والناضج، ولذلك فإنّ الأشخاص الإيجابيين دوماً ما يمتلكون درجة عالية من الوعي والإدراك، فالوعي عند الإنسان يبدأ من الأفكار التي يدخلها إلى عقله، وبسبب الأفكار الجيّدة التي يعمل عقل الشخص الإيجابي على تحليلها وبرمجتها فإنّ الوعي سيتكوّن عنده بصورة طبيعية، مما يؤثر على نوعية الحياة التي يعيشها.
طرق التفكير الإيجابي
يوجد العديد من التدريبات والطرق التي تعين الإنسان على أن يصبح تفكيره إيجابيّاً، وقد حظيت هذه التدريبات بالكثير من الشهرة حول العالم بسبب النتائج الجيّدة التي تحققها، ومن هذه الطرق:
التركيز على الأشياء الجيّدة
يعتبر التركيز على الأشياء الجيّدة أوّل الخطوات التي تقود إلى طريق التفكير الإيجابي، فالأشخاص السلبيّون عادة ما يميلون إلى التركيز على الأشياء السيئة حتى لو كانت صغيرة، أمّا الأشخاص الإيجابيّون فإنّهم يميلون إلى الإعراض عنها، فعند التعرّض إلى بعض التحدّيات أو المواقف الصعبة في الحياة، فإنّه من المهم أن يوجّه الإنسان تركيزه نحو الجانب الإيجابي من الموضوع، وهو ما يجعله يشعر بالسعادة وعدم الامتعاض أو الانزعاج.
الفكاهة
إنّ الضحك والفكاهة يجعلان الإنسان أقل عرضة لخطر الاكتئاب والقلق وغيرها من الأزمات النفسية، لذا فإنّ ممارسة الضحك من وقت إلى آخر تجعل الإنسان أكثر إيجابيّة، فالضحك يحسّن مزاج الإنسان ويعزّز من تقديره لنفسه وثقته بها، ويعتبر الضحم مفيداً جدّاً خاصّة في المواقف العصيبة، فهو يساعد على التقليل من حدّتها ووطأتها على الإنسان ويجعلها تبدو أقلّ صعوبة وتعقيد ممّا تبدو عليه.
قضاء الوقت مع الأشخاص الإيجابيّين
إنّ قضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الإيجابيّين يجعل تفكير الإنسان يتغيّر شيئاً فشيئاً، فعندما يكون الشخص محاطاً بالأشخاص السلبيين أو ذوي المزاج المتعكّر فإنّ هذا قد يؤثّر سلباً عليه ويجعله يشعر بالقليل من الإحباط، وعلى العكس فإنّه عندما يكون مع الأشخاص الإيجابين فإنّ هذا يجعله يشعر بشكل أفضل بل ويدرّبه على أن يفكّر مثلهم وبالتالي سوف يبتعد عن السلبيّة، وهو ما يؤدّي به إلى أن يقدّر نفسه بشكل أكبر ممّا يجعله مؤهّلاً أكثر للوصول إلى أهدافه.
التحدّث إلى النفس بإيجابيّة
يعتبر تحدّث الإنسان مع نفسه بإيجابيّة من أهم الخطوات التي تجعل تفكيره إيجابيّاً شيئاً فشيئاً، فالحديث مع النفس يؤثّر في الإنسان أكثر من أي شيء آخر؛ وذلك لأنّ سلطة الإنسان على نفسه وتأثيره فيها أكبر من تأثير الآخرين، فالأفكار والكلمات التي يوجهها الإنسان لنفسه تتحوّل إلى مشاعر ترافقه على الدوام، وتعتمد نوعية هذه المشاعر والتصورات على نوعية كلامه لنفسه، فعندما يجد الإنسان نفسه يتحدّث بطريقة سلبية معها فإنّه يجب عليه أن يتوقّف فوراً وأن يستبدل هذه الأفكار بأخرى إيجابيّة، فبدلاً من إلقاء اللوم على النفس فإنّه يمكنه تحفيزها على المحاولة من جديد وتحسين النتائج عن طريق تحسين الجهد المبذول بدلاً من جلد النفس على ما ضاع.
عدم تقليص النجاح
يعمد الكثير من الناس إلى تقليص نجاحاتهم والتقليل من إنجازاتهم، وهو ما يجعلهم يشعرون بالسوء حيال أنفسهم ممّا يؤدّي بطبيعة الحال إلى توفير بيئة ملائمة للأفكار السلبيّة، فتقدير النجاح الشخصي والشعور بالفخر يؤدّي إلى تطوير أساليب التفكير الإيجابي في عقل الإنسان، وهو ما يؤدّي به إلى الشعور بسعادة أكبر وتقدير الحياة التي يعيشها، مما يدفعه إلى مزيد من السعي لتحقيق الأهداف التي ينشدها في الحياة.