كم عدد تكبيرات صلاة عيد الأضحى
عدد تكبيرات صلاة عيد الأضحى
تعدّدت آراء الفقهاء في عدد تكبيرات صلاة عيد الأضحى على ثلاثة أقوال، وهي كالآتي:
عدد التكبيرات عند الحنفية
قالوا إنّ التكبير في صلاة العيد في الركعة الأولى يكون ثلاث تكبيرات يؤديّها المصلي بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح، ويستحبّ له أن يقرأ بعد الفاتحة بسورة الغاشية، وبالتالي فإنّ عدد التكبيرات الزوائد في كلا الركعتين ستّ تكبيرات.
عدد التكبيرات عند الشافعية
قالوا إنّ عدد تكبيرات صلاة العيد في الركعة الأولى هي سبع تكبيرات يُؤديها المصلي بعد تكبيرة الإحرام و دعاء الاستفتاح ، رافعاً يديه إلى محاذاة كتفيه عند كل تكبيرة، ويفصل بين كل تكبيرة وأخرى زمناً يسيراً كزمن قراءة آية معتدلة.
ويُسَنّ للمسلم أن يقول في زمن الفصل بين التكبيرات: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، ثم يتعوّذ ويقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن الكريم، ويؤدّي الركعة الثانية كما يؤدّي الركعة الأولى إلّا أنّه يكبّر خمس تكبيرات سوى تكبيرة الانتقال قبل البدء بالقراءة.
عدد التكبيرات عند المالكية والحنابلة
قالوا إنّ عدد تكبيرات صلاة العيد في الركعة الأولى ستة يؤدّيها المصلّي بعد تكبيرة الإحرام ودعاء الاستفتاح وقبل القراءة، ويؤدّي الركعة الثانية كما الأولى لكنّه يكبر خمس تكبيرات عدا تكبيرة القيام من السجود.
وتعتبر كل تكبيرة من هذه التكبيرات سنة، ويرفع المصلي يديه مع كل واحدة منها قائلاً: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، وصلوات الله على محمد النبي وآله وسلّم تسليماً كثيرا".
حكم من نسيَ تكبيرات صلاة العيد
تعددت آراء الفقهاء في حكم مَن نسي التكبير في صلاة العيد على ثلاثة أقوال، وهي كما يأتي:
الحكم عند الحنفية
قال الحنفية إنّ نسيان الإمام لتكبيرات صلاة العيد وتذكّره إيّاها في حال القيام لا يمنع من الإتيان بها، كما أنّ المسبوق إن أدرك الإمام في الركوع من صلاة العيد فإنّه يكبّر للصلاة ويأتي بالتكبيرات حال ركوعه، أمّا من نسي التكبيرات ولم يأتِ بها فإنّه يسجد للسهو .
الحكم عند المالكيّة
قال المالكية إنّ مَن نسي تكبيرات صلاة العيد كلّها أو بعضها إماماً أو مأموماً وابتدأ في القراءة فتذكرها أثناء أو بعد ذلك؛ فإنّه يأتي بها ما لم يركع ويعيد القراءة استحباباً لأنّه يندب الافتتاح بالتكبير، وليس عليه رفع يديه مع كلّ تكبيرة سوى تكبيرة الإحرام بحيث يكون التكبير متوالياً لا فصل فيه، إلّا أنّ الإمام يفصل ساكتاً بقدر تكبيرة المأموم، ولأنّه زاد في القراءة فإنّه يسجد للسهو بعد السلام.
وإن تذكّر المصلّي التكبيرات بعد ركوعه فلا يرجع للإتيان بها؛ فإن فعل ذلك بطلت صلاته، كما ويسجد للسهو في حال أنقص عدد التكبيرات ويسجد له قبل السلام، إلّا في حال كونه مأموماً فلا يسجد لأنّ إمامه يتحّمل النقص عنه، وإذا لم يسمع المأموم تكبير الإمام فإنّه يتتبّع تكبيره ويكبّر.
أمّا المسبوق فإن أدرك الإمام بالتكبير يكبّر معه ما بقي منه ولا يكمل ما فاته إلّا بعد فراغ الإمام من التكبير، فإن أدركه حال كونه يقرأ وعلم أيّ الركعتَين يصلّي يُسنّ له أن يأتي بستِّ تكبيراتٍ إن كانت الركعة الأولى، وخمساً إن كانت الركعة الثانية، وذلك من غير تكبيرة الإحرام.
وإن لم يعلم أيّ الركعتَين يصلّي فإنّه يكبر ستاً عدا تكبيرة الإحرام، وإن تبيّن له أنّها الركعة الثانية، فإنّه يقوم ليقضي الركعة الأولى بعد تسليم الإمام بحيث يكبّر فيها ستاً عدا تكبيرة القيام.
الحكم عند الشافعيّة والحنابلة
قال الشافعية أنّ مَن نسي تكبيرات صلاة العيد وبدأ في القراءة لا يعود إليها لأنّها سنّة وقد فات محلّها بالقراءة، وصلاته صحيحة.
الحكمة من التكبير في صلاة العيد
التكبير لغة هو التعظيم، وقوله -تعالى-: (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)، أي تعظيمه وقول: "الله أكبر"، ولِكون التوقيف* هو الأصل في العبادات يتحتّم على المسلم اتّباع أوامر الله -تعالى- ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلّم- سواء استطاع أن يُدرك الحكمة في ذلك أم لا؛ لا سيّما فيما يتعلّق بكيفية الصلاة لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي).
وكذلك الأمر في كيفية الحج لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خُذُوا عَنِّي مناسكَكم)، أو فيما يتعلّق بأحكام الصيام وغيرها من العبادات التي لا مجال للعقل فيها، قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، لذا فإنّ التكبير الذي شرعه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاة العيدَين هو أمرٌ تعبّدي ليس للمسلم فيه إلّا التسليم والطاعة.
الهامش- التوقيف في العبادات: معنى ذلك أنّ الأمر في العبادات متوقّف على اذن الله -تعالى- في الأمر بالعبادة وتشريعها للعباد ليقوموا بها.[17]