أضرار استخدام الجوال
أضرار استخدام الجوال
يُعدّ النمو الكبير والطلب المتزايد على الجوالات مؤشراً على نجاحها، لكنّ هذا لا يعني المنفعة التامّة لها، إذ إنّ للجوال أضراراً وآثاراً سلبيةً من الناحية الصحية والاجتماعية، وفيما يأتي توضيح لهذه الأضرار.
الأضرار الصحية لاستخدام الجوال
تحظى مخاوف المُستخدمين من أضرار الهاتف الصحية باهتمام كبير، لذا أولى الباحثون الاهتمام بدراسة أثر استخدام الهاتف على صحة الأشخاص، حيث ركزّت أبحاثهم على وجود الجراثيم، وحدوث حوادث المرور، والإصابة بالسرطان، وأثر الإشعاع الكهرومغناطيسي، بالإضافة إلى التغيّر في عادات النوم، وفيما يأتي ذكر لأهمّ الأضرار الصحية لاستخدام الجوال على الفرد:
- الجراثيم: لا تحمل الهواتف البيانات الخاصّة والمهمّة فقط ولكنّها تحمل الجراثيم أيضاً، وذلك بسبب وضع الشخص هاتفه بالعديد من الأماكن التي تجعله يلتقط الجراثيم، ففي عام 2011م توصّل باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي في كلية الملكة ماري بجامعة لندن إلى أنّ 1 من كلّ 6 جوالات تكون مُلوّثة بنوع من البراز، وذلك قد يعود لعدم غسل الأفراد أيديهم بالماء والصابون بعد استعمال الحمام، وفي دراسة أُخرى لبعض الطلاب من جامعة ساوث في كولومبيا في دورة الصحة البيئية قاموا بمسح عيّنة من 60 جوال يخصّ الطلاب، ووجدوا أنّ الهواتف ملوّثة ب مكورات عنقودية ذهبية مقاومة للميثيسيلين (MRSA).
- المشكلات الصحية: تتواصل الهواتف المحمولة مع المحطّات الرئيسية باستخدام إشعاع الترددات الراديوية (RF)، وإذا كان إشعاع الترددات اللاسلكية مرتفعاً بدرجة معيّنة فهذا يعني وجود تأثير حراري له وبالتالي يرفع درجة حرارة الجسم ، كما أنّ هناك مخاوف من أنّ المستويات المُنخفضة من إشعاع الترددات اللاسلكية المنبعثة من الجوالات يُمكن أن تكون سبباً في الصداع أو أورام المخ.
- آثر الجوال على العين: تُؤثّر إشعاعات الهاتف في العين، وذلك لأنّ الضوء الأزرق المُنبعث من الهواتف الذكية والتلفاز وغيرها يمتلك طولاً موجياً قصيراً عالي الطاقة، كما يتشتّت بسهولة أكبر من باقي ألوان الضوء المرئي الأخرى، وبما أنّ شاشات الكمبيوتر والأجهزة الرقمية ينبعث منها الكثير من هذا الضوء، فإنّ الضوضاء البصرية غير المُركّزة يُمكن أن تُساهم في إجهاد العين، كما تشمل العلامات الشائعة الأخرى لإجهاد العين: الصداع، وعدم وضوح الرؤية، وآلام الرقبة والأكتاف، إذ إنّه ووِفقاً لمجلس الرؤية (بالإنجليزية: The Vision Council) فإنّ 27% إلى 35% من الأمريكيين يُعانون من أحد هذه الأعراض بعد استخدام الأجهزة الرقمية.
- الحوادث المرورية: تُظهر الدراسات أنّ استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة يزيد من مخاطر الحوادث المرورية، لذا تنبّهت بعض الدول مثل استراليا، واعتبرت أنّ التحدّث بالجوال وإمساكه باليد أثناء القيادة أمراً غير قانوني.
الأضرار الاجتماعية لاستخدام الجوال
تتعدّد الآثار السلبية الاجتماعية للجوال، وفيما يأتي أبرز هذه الآثار:
- أثر استخدام الجوال على الأطفال والمراهقين: يُعتبر إعطاء الجوالات للأطفال وسيلةً سهلةً يستخدمها الكثير من الآباء لإبقاء أطفالهم ومنعهم من إزعاجهم طوال الوقت، ومع ذلك فإنّه يُمكن لهذه الطريقة أن تعود بالنتائج الكارثية على الأطفال، إذ يُؤثّر ذلك على نموهم وترابطهم بوالديهم، فوِفقاً للدكتورة جيني راديسكي طبيبة الأطفال في مركز بوسطن الطبي؛ يُمكن أن يُؤدّي عدم التفاعل بين الوالدين والطفل إلى مشكلات في النمو، كما أنّ استخدام الإنترنت يُمكّن الأطفال بسهولة من الوصول إلى المواقع التي تُظهر محتوى غير لائق لعمرهم، وهذا يُمكن أن يكون له تأثير سلبي على نفسيتهم وأفكارهم.
- أثر استخدام الجوال على التعليم: يكون الأطفال والمراهقون أكثر عرضةً للالتهاء بالجوالات، حيث تُوفّر الهواتف للطلاب الترفيه في الفصول الدراسية وخارج المدرسة، إذ يستخدمها البعض داخل الفصل الدراسي وذلك من خلال لعب الألعاب أو إرسال الرسائل أو حتّى الاتصال بأشخاص آخرين، الأمر الذي يُؤدي إلى آثار سلبية، فوِفقاً ل لخدمات الوطنية للسلامة والأمن في المدارس يُمكن أن تكون الرسائل النصية وسيلةً لمساعدة الطلاب على الغشّ، كما يُمكن استخدام كاميرا الجوال لتصوير الامتحانات وتصوير الطلاب الآخرين بطريقة تنتهك الخصوصية.
- أثر استخدام الجوال على الجريمة: هناك العديد من التأثيرات السيئة للهاتف المحمول على الجريمة، إذ إنّ أسعار الهواتف الذكية ترتفع بشكل كبير لذا يلجأ بعض الناس إلى سرقتها إذا لم يتمكّنوا من تحمّل سعرها، فوِفقا ل هيئة الاتصالات الفدرالية الأمريكية تحدث مليون سرقة للهواتف الذكية تقريباً كلّ عام في الولايات المتحدة، إذ تُستخدم المعلومات السرية التي تحتوي عليها من قِبل اللصوص لسرقة هوية صاحبها واستخدام المعلومات الشخصية لفتح حسابات جديدة أو شراء العقارات.
نصائح الاستخدام الصحيح للجوال
فيما يأتي مجموعة من النصائح لاستخدام الهاتف المحمول بالشكل الصحيح:
- تجنّب استخدام الهاتف في أثناء الاجتماعات، ووضعه على الوضع الصامت وتفقّد الإشعارات بعد انتهاء الاجتماع.
- تجنّب كتابة الرسائل النصية أمام الآخرين.
- عدم وضع إشارة (Tag) على شخص ما في صورك أو مشاركة الأشياء معه دون إذنه.
- وضع الهاتف في الجيب أثناء تناول الطعام وشرب الشاي والجلوس مع الأصدقاء.
- محاولة التحدّث بصوت هادئ على الهاتف حتّى لا ينزعج الأشخاص الآخرين أو الابتعاد لمكان بعيد قليلاً للتحدّث بحرّية على الهاتف.
اختراع الجوال
غيّر مارتن كوبر العالم عام 1973م باختراعه للجوال، ولكن لم يكن يتخيّل إلى أي مدى سيُحدث هذا الهاتف نقلة نوعية في العالم، إذ إنّه فتح احتمالات جديدة لا تُعدّ ولا تُحصى لطرق التواصل بين الأفراد والتي تزداد مع مرور الوقت، حيث إنّ كلّ ما كان يرغب به كوبر هو أن يتمكّن الأشخاص من الحديث بحرية بالهاتف دون التقيّد بمكان أو وقت معيّن، ويُشار إلى أنّه ووِفقاً للإحصائيات عام 2019م بلغ عدد مُستخدمي الجوال أكثر من 5 مليارات شخص، تتنوّع هذه الجوالات بين الهواتف الذكية والعادية.
الخلاصة
يتزايد الطلب على الجوالات في الآونة الأخيرة، إذ إنّ استخدامها من قِبل الأفراد يزداد باستمرار، لكنّ ذلك لا يمنع من الانتباه لآثارها السلبية، حيث أوجدت العديد من الدراسات أنّ الجوالات تكون ملوّثةً عادةً بالعديد من الجراثيم الضارة على صحة الإنسان، كما أنّها تتسبّب في الصداع، وإجهاد العينين، وآلاماً في الرقبة والأكتاف، بالإضافة إلى ذلك يُؤثّر استخدام الجوال في الناحية الاجتماعية أيضاً، حيث يُؤدّي استخدام الجوالات من قِبل الأطفال والمراهقين إلى دخولهم إلى بعض المواقع غير المناسبة ممّا يُؤثّر في تربيتهم وطريقة تفكيرهم، وكذلك استخدامهم للجوالات في المدراس وأثناء الدروس بطريقة قد تُؤذيهم وتُؤذي غيرهم، لذا يجب الانتباه لاستخدام الجوال بطريقة صحيحة.