أصل المغرب قبل الإسلام
تاريخ المغرب قبل الإسلام
استوطن البشرُ المغربَ منذ العصر الحجري القديم ، أيْ من قبل 500-700 ألف سنة، وقد بدأ اهتمام البشر بالزراعة وتربية المواشي يتشكّل في بداية العصر الحجري الحديث، إضافةً إلى ذلك فإنّه خلال هذه الحُقبة التاريخية أيضًا بدأ تشكّل جماعة الأمازيغ من قبائل شمال أفريقيا والمغرب، أمّا عن أهمّ الاكتشافات التي وُجدت في المغرب ودلّت على وجود الإنسان في هذه الحُقبة التاريخية فهي كالآتي:
- العثور على سكين عظمي بطول 13 سم في كهف دار السلطان الواقع بالقرب من الساحل الأطلسي، كما يعود تاريخ هذا السكين إلى حوالي 90 ألف عام مضت.
- العثور على أصداف مزخرفة ومنفصلة ومثقوبة في منطقة شرق المغرب يعود تاريخها إلى 82 ألف سنة.
- العثور على هيكل عظمي لطفل بعمر 7-8 سنوات ويبلغ عمر الهيكل العظمي 108 آلاف سنة وُجد عام 2010م في منطقة تُسمّى تمارة.
الحضارات التي مرّت على المغرب قبل الإسلام
تعاقبت العديد من الحضارات على المغرب قبل فترة الحكم الإسلامي، ومن هذه الحضارات ما يأتي.
الحضارة الإيبيروموريسية
نشأ الإيبيرومورسيون في إيطاليا، ثمّ بعد ذلك استقروا في تونس منذ 24000 عام، وذهبوا بعدها باتجاه (الغرب) المغرب، و(الشرق) السودان المصري ليحلوا محل السكان الأصليين الأتريين الذين كانوا هناك قبل 50000 عام.
العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي
حدثت تحولات ثقافية عميقة في العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي؛ نتيجةً للهجرات المتتالية التي حدثت في أجزاء من قارة أوروبا، حيث هاجر المزارعون الأوائل من الشرق الأدنى، ثمّ بعد ذلك هاجر رعاة العصر البرونزي من سهول بونتيك.
العصر الكلاسيكي
كان ظهور العصر الكلاسيكي في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، وهي الفترة ذاتها التي انتشر فيها الأدب اليوناني، و فن العمارة ، والنحت.
الحضارة الأمازيغية
يُعدّ الأمازيغيون من أوائل القبائل التي استوطنت المغرب منذ حوالي خمسة آلاف عام، ويغطي مجتمعهم ما يقارب خمسة ملايين كيلومتر مربع من الحدود المصرية الليبية إلى المحيط الأطلسي ومن سواحل البحر الأبيض المتوسط إلى النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
أمّا بالنسبة لأماكن تركّز الأمازيغيون في منطقة المغرب فإنّهم ينتشرون في منطقة الشمال ومنطقة الريف وجبال الأطلس، إضافةً إلى أنّهم ينتشرون في الجزائر في شرق البلاد وشمال الصحراء العربية الكبرى، وفي تونس في جربة وتطاوين وشرق قفصة، وغيرها من دول إفريقيا.
الحضارة الفينيقية
كان الفينيقيون أول من اكتشف أرض المغرب وأنشؤوا لهم مركزًا تجاريًا في تيكسوس الموجودة على الساحل المغربي قبل حوالي 1000 عام قبل الميلاد، بعد ذلك بقرون أسس الفينيقيون وأحفادهم القرطاجيون بؤرًا استيطانية في كل من منطقتي طنجة، والصويرة.
وهم أيضٌا من قاموا ببناء مدينة الرباط ومدينة قرطاج، ومع ذلك فإنّ معالم مدينة قرطاج التي بناها الفينيقيون دُمرت على يد الرومان في عام 146 قبل الميلاد، ولم يتبقَ إلّا معالم قليلة منها.
الحضارة الرومانية
أسهم الاستيطان الروماني منذ عام 164 قبل الميلاد في المغرب القديم بإحداث حركة تعمير وتمدين وزيادة في عدد السكان، ومن الإنجازات التي قام بتحقيقها الاستيطان الروماني في المغرب ما يأتي:
- تأسيس عدد من المدن التي تنوّعت بناءً على حسب أصول مستوطنيها وأصولهم القانونية.
- بناء المرافق العامة الدينية، والترفيهية، والثقافية.
- بناء الموانئ على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
الحضارة الإسلامية في المغرب
فكّر عمرو بن العاص فتح المغرب عام 22هـ؛ إلّا أنّ أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب لم يوافق على ذلك، والسبب هو أنّ الحدود الشرقية لإفريقيا كانت منيعة. وفيما يأتي ذكر لأهم المراحل التي مرّت بها المغرب في فترة الفتح الإسلامي:
- حملة عبد الله بن سعد بن أبي سرح
حيث عيّنه الخليفة عثمان بن عفّان عاملًا على مصر، وقام بحملة عسكرية على إفريقيا حينها، واستطاع إحراز أول انتصار على البيزنطيين في المغرب.
- حملات معاوية بن حُديج
حيث قام بثلاث حملات لفتح المغرب، كانت الأولى مع جيش عبد الملك بن مروان عام 34هـ، أمّا الثانية فكانت عام 40هـ، والثالثة عام 46هـ واستقرّ في جبل القرن شمال القيروان، وأرسل جيشه لفتح المناطق القريبة، مثل: منطقة السوسة، والجلولاء.
- حملة عُقبة بن نافع الفهري
حيث اتّجه إلى إفريقيا عام 50هـ واتخذ من القيروان معسكرًا له ولجيشه، وكانت المعارك التي خاضها عُقبة والتوسع الإسلامي في بلاد المغرب هو نهاية لمرحلة الانتصارات الأولى في المغرب.
- مرحلة الصعوبات ومواصلة الفتح باتجاه الغرب
حيث مرّت عملية فتح بلاد المغرب بظروف صعبة استغرقت حوالي النصف قرن، متأثرة بأزمات الخلافات الإسلامية بالمشرق.