كتب الأنثروبولوجيا النفسية
ما هي الأنثروبولوجيا النفسية
تعتبر الأنثروبولوجيا النفسية حقلًا فرعيًا من الأنثروبولوجيا (أي علم الإنسان)، وتعنى بدراسة آلية تشكل الإدراك والعاطفة، والتحفيز في البيئات الاجتماعية والثقافية، والعوامل النفسية المهمة في تعلم الثقافة والتعبير عنها.
ومن الموضوعات التي يدرسها علماء الأنثروبولوجيا النفسية: العاطفة والهوية، والخبرة والخطاب، والمعتقدات والرغبات، والأهداف الواعية واللاواعية للفرد، والصدات والأمراض العقلية، والتطور النفسي في سياقات اجتماعية مختلفة وغيرها.
ويركز علماء الأنثروبوليجا النفسية على دراسة أفكار الأفراد ومشاعرهم ودوافعهم، بالإضافة إلى التفاعلات بين التأثيرات العقلية والثقافية؛ لتحديد طبيعة التركيب المعرفي والعاطفي الأساسي لأفراد ثقافة ما، وذلك اعتقادًا منهم بأن البيئة الثقافية التي ينشأ فيها الفرد تساعد في تحديد عمليات التفكير لديه، بالإضافة إلى سلوكياته الأساسية.
يمكن وصف الأنثروبولوجيا النفسية بأنها علم الأعراق؛ الذي يختص بدراسة الشعوب، والثقافات المختلفة في الماضي والحاضر، وكيفية تغيرها عبر الزمن، كما تفترض بأن جميع الأفراد يولدون بنفس القدرات المعرفية الاساسية، وأن الاختلافات بالتفكير والتعلم تعود إلى المخطط الثقافي، الذي سلكه الفرد في سن مبكرة جدًا.
تاريخ الأنثروبولوجيا النفسية
ارتبط علم النفس بعلم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) منذ بداياته، وتبعًا لنظرية التطور اعتقد العلماء أن البشر يتقدممون عبر مراحلٍ ثلاثة: الوحشية والهمجية والحضارة، وكان من المفترض وفق تلك المفاهيم أن يتشارك أعضاء المجموعة الواحدة، في أي وقت ما (مرحلة تطورية ما) في الخصائص النفسية؛ ويشمل ذلك طرق تجربة العالم، وكيفية التفكير، والاحتياجات المميزة.
وقد اعتقد البعض في وقت ما أن الإنسان البدائي والإنسان المتحضر لديهما نفس القدرات الفكرية؛ ولكن كل منهما مارسها بشكل مختلف، في حين اعتقد البعض الآخر أن عقلية الإنسان البدائي غير منطقية؛ فلم يكن يبالي بالتناقضات المنطقية في تفكيره، بل لم يكن قادرًا على التفكير المجرد.
كما يقول بواس والذي يعتبره الكثيرين أب الأنثروبولوجيا الأمريكية في كتابه عقل الإنسان البدائي: "إذا تمكن علماء الأنثروبولوجيا من إظهار أن العمليات العقلية بين البدائية، والمتحضرة هي نفسها في الأساس، فلا يمكن الحفاظ على الرأي القائل بأن الأجناس الحالية للإنسان؛ تقف على مراحل مختلفة من السلسلة التطورية، وأن الإنسان المتحضر قد حقق مكانة أعلى في التنظيم العقلي من الإنسان البدائي".
أشهر المؤلفات في الأنثروبولوجيا النفسية
إليك عزيزي القارئ أشهر ثلاثة كتب نقترحها للقراءة في هذا الموضوع:
- العقل المضطرب
ما تخبرنا به العقول غير العادية عن أنفسنا (The Disordered Mind: What Unusual Brains Tell Us about Ourselves)، يحقق كاندل وهو مؤلف هذا الكتاب والحائز على جائزة نوبل في العقل المضطرب؛ ليوضح ما تكشفه اضطرابات الدماغ عن الطبيعة البشرية.
ويطرح الكتاب أحد الأسئلة الأساسية: كيف ينشأ العقل؟ وإحساس الفرد بذاته؟ وما هي المادة الفيزيائية للدماغ؟، كما تشكل (86 مليار) خلية عصبية العقل المدبر للإنسان؛ من خلال الاتصالات الدقيقة بينها؛ فإذا تعطلت هذه الروابط يصاب الدماغ بالاضطراب، مسببًا الأمراض مثل؛ الاكتئاب والفصام ومرض باركنسون والتوحد.
- فكر مجددًا
القوة الكامنة في معرفة ما لا تعرفه (Think Again: The Power of Knowing What You Don't Know)، يشرح الكتاب فوائد الشك، وكيف من شأنه أن يحسن من تقبلنا للمجهول والفرح بكوننا مخطئين!، كما يتطرق إلى سحر إعادة التفكير، وكيفية تطوير الصفات اللازمة لذلك.
- قوة القلب
متى وكيف تخرج من دماغك (The Power of Heart: When and How to Get Out of Your Brain)، في الوقت الذي نعتقد فيه أن التفكير في مشكلة ما بجدية كافية يمكننا من حلها، ونركز على صقل عقولنا باعتبارها خط الدفاع الوحيد؛ هناك سلاح سري جاهزٌ للاستدعاء دومًا.
يسمى القلب! يروي الكتاب قصة طبيبة نفسية بارعة، وابنتها التي تعاني من تشوه حاد في الدماغ فما الذي ستفعله؟ هل يفوز القلب أم العقل في النهاية؟.