كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب
كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إنه مغيث كل مظلوم، ومداوي كل محروم، في هذا الوقت المؤسف الذي نعيش فيه، يتبادر إلى الأذهان هذا السؤال: من في الدنيا يمكن أن يكون بعدل عمر؟ من كعمر؟ والإجابة هي: لا أحد، في كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب، أبحر الكاتب بخياله وصور لنا أنه التقى وجهًا لوجه بعمر، وأمتعنا بحوار دار بينهما.
وقد اعتمد بالطبع في إجاباته على نقولات وأحداث حياة عمر وسيرته، هذا بجانب الكلام الإنشائي الذي أضافه من تلقاء نفسه ليضفي الحبكة على الحوار، وهذا الكتاب يحكي سيرة الفاروق عمر رضي الله عنه بطريقة مختلفة، وبحوار سلس يفهمه الجميع، ويوضح طباع عمر وصفاته، والحزم واللين في شخصيته والفرق بينهما وكيف لا يناقضان بعضهما البعض.
ثم يذكر الكتاب بعد ذلك تأييد القرآن الكريم لبعض آراء عمر مع ذكرها وتفصيلها، ثم يتطرق للحديث عن المرأة وأهميتها ومكانتها في الإسلام، ثم يتحدث عن مجال الشعر، فالعاطفة، فالعائلة وأمور التربية والحقوق والفراسة والسياسة.
وبعد ذلك يتطرق الكاتب للحديث عن العدل و أهل الذمة ، كما أنه يقوم بعمل مقارنة بين شخصية عمر وأبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ويختم الكتاب بحوار عن آخر عهد عمر بن الخطاب في الدنيا وقصة مقتله.
نبذة عن مؤلف كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب
كاتب عندما التقيت عمر بن الخطاب هو أدهم الشرقاوي ، الذي يعرف بين قراؤه باسم قس بن ساعدة، وهو اسم يستخدمه كثيرًا في نشر كتاباته، والشرقاوي كاتب فلسطيني شاب، له أسلوبه المميز والخاص الذي يستخدمه في توصيل رسالته للقارئ، إذ إنه في كل كتاباته يخلط بين الأسلوب الأدبي وبين المفاهيم والقيم الإسلامية، لذا كل أعماله تعج بالقيم والدروس والعبر.
وقد كتب أدهم عدة أعمال أخرى بخلاف عندما التقيت عمر بن الخطاب، مثل: حديث الصباح، حديث المساء ، نبض، نطفة، عن شيء اسمه الحب ، مع النبي، الأم في أدب غسان كنفاني، أضغاث أقلام وغيرهم، وجدير بالذكر أنه حاصل على إجازة في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية في بيروت، ودبلوم دار المعلمين ودبلوم التربية الرياضية من الأونيسكو.
آراء نقدية حول كتاب عنددما التقيت عمر بن الخطاب
هذا الكتاب يصنف كرواية لكنه ليس رواية بالمعنى الحرفي، وإنما هو حوار طويل في موقف تخيلي بين شاب مسلم عربي معاصر وبين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وما يميز الكتاب أنه تضمن العديد من الجوانب الهامة من بداية إسلام عمر حتى وقت وفاته، كمواقفه مع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم في أحداث كالهجرة والغزوات.
وكذلك تفاصيل خلافة الفاروق، ومناقشة العديد من القضايا الهامة كقضايا المرأة ومكانتها والقضايا السياسية، كما ضم الكتاب جزء طريف عن قصص بن الخطاب أثناء تفقد حال الرعية في الليل، وكذلك درء الشبهات عن الكثير من الأكاذيب والافتراءات التي تم تداولها لتشويه صورته وغيرها، لذا فالكتاب زاخر بالمعلومات التي يمكن للقارئ ألا يعلم الكثير منها.
كما أن القراء أشادوا بنوعية الأسئلة التي طرحها الكاتب، والتي كشفت عن مختلف الجوانب والمواقف في حياة الفاروق عمر، كما أنه طرح وصاغ الإجابات بأسلوب خفيف جذب القارئ دون تكلف أو سطحية، ومع ذلك فإن البعض قال أن الاعتماد على الحوار الطويل فقط دون غيره قد أصابهم ببعض الملل، وكانوا يتمنون أن يكون هناك فواصل بين الأحداث قليلًا، لا سيما والكتاب بهذا الحجم.
اقتباسات من كتاب عندما التقيت عمر بن الخطاب
هناك الكثير من العبارات القوية التي قالها الكاتب عن عمر حينًا وعلى لسانه حينًا آخر، ومن أجمل هذه الاقتباسات ما يأتي:
- هو عمر إذًا، الرجل الذي ليس وراءه حكاية لأنه الحكاية، والرجل الذي يسأل عن التاريخ، لا لأنه قرأه، بل لأنه صنعه، غير أني في حضرة عمر، لم يكن يعنيني من التاريخ إلا عمر، أردت أن أسمع الحكاية من فم الحكاية، وأطلع على المعجزة من المعجزة نفسها.
- ولأن الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، كان عمر الجاهلي مهيأ بإتقان ليكون عمر الفاروق، كان ما ينقصه إعادة هيكلة وصياغة، وليس أقدر من الإسلام على هيكلة الناس وصياغتهم من جديد، فالإسلام لا يلغي الطبائع إنما يهذبها، ولا يهدم الصفات وإنما يصقلها.
- يا بني، إن الشهم في الود هو الشهم في الخصومة، لا خير في امرئ إذا خاصم فجر، ولا خير في امرئ لا يرق على أرحامه.
- وهذا بالضبط ما فعله محمد صلى الله عليه وسلم، لقد حرر قلوبهم وأرواحهم حتى وهم عبيد وموالي، فصغرت آلهة قريش في أعينهم وصغر معها ساداتها.
- هنا اتضح لدي جفاء الشرك وقسوته، ولين الإيمان ونعومته، نحمل عليهم بالسياط لتأكل من ظهورهم، ونلقيهم على رمال مكة الملتهبة لتكتوي جلودهم، ثم لا يكون الخطاب اجلدوهم كما جلدوكم، ولا اطرحوهم على الرمال كما طرحوكم، وإنما تذكرة، وعظ حسن، وكلمة رقيقة، وهذه كانت وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم.