قصيدة من الغزل العذري لجميل بن معمر
قصيدة من الغزل العذري لجميل بن معمر
فيما يأتي مجموعة من القصائد العذرية للشاعر جميل بن معمر منتقاة بعناية من عيون أشعاره:
قصيدة ألم تسأل الدار القديمة
قال جميل بن معمر:
أَلَم تَسأَلِ الدارَ القَديمَةَ هَل لَها
- بِأُمِّ حُسَينٍ بَعدَ عَهدِكَ مِن عَهدِ
سَلي الركبَ هَل عُجنا لِمَغناكِ مَرَّةً
- صُدورَ المَطايا وَهيَ موقَرَةٌ تَخدي
وَهَل فاضَتِ العَينُ الشَروقُ بِمائِها
- مِن أجلك حَتّى اِخضَلَّ مِن دَمعِها بَردي
وَإِنّي لَأَستَجري لَكِ الطَيرَ جاهِداً
- لَتَجري بِيُمنٍ مِن لِقائِكِ أَو سَعدِ
وَإِنّي لَأَستَبكي إِذا الركبُ غَرَّدوا
- بِذِكراكِ أَن يَحيا بِكِ الركبُ إِذ يَحدي
فَهَل تَجزِيَنّي أُمُّ عَمروٍ بِودِّها
- فَإِنَّ الَّذي أُخفي بِها فَوقَ ما أُبدي
وَكُلُّ مُحِبٍّ لَم يَزِد فَوقَ جُهدِهِ
- وَقَد زِدتُها في الحُبِّ مِنّي عَلى الجُهدِ
إِذا ما دَنَت زِدتُ اِشتِياقاً وَإِن نَأَت
- جَزِعتُ لِنَأيِ الدارِ مِنها وَلِلبُعدِ
أَبى القَلبُ إِلّا حُبَّ بَثنَةَ لَم يُرِد
- سِواها وَحُبَّ القَلبِ بَثنَةَ لا يُجدي
تَعَلَّقَ روحي روحَها قَبلَ خَلقِنا
- وَمِن بَعدِ ما كُنّا نِطافاً وَفي المَهدِ
قصيدة يا صاح عن بعض الملامة أقصر
قال جميل بن معمر:
يا صاحِ عَن بَعضِ المَلامَةِ أَقصِرِ
- إِنَّ المُنى للِقاء أُمّ المِسوَرِ
وَكَأَنَّ طارِقَها عَلى علَلِ الكَرى
- وَالنَجمُ وَهناً قَد دَنا لِتَغورِ
يَستافُ ريحَ مَدامَةٍ مَعجونَةٍ
- بِذَكِيِّ مِسكٍ أَو سَحيقِ العَنبَرِ
إِنّي لَأَحفَظُ غَيبَكُم وَيَسُرُّني
- لَو تَعلَمينَ بِصالِح أَن تُذكَري
وَيَكونُ يَومٌ لا أَرى لَكِ مُرسَلاً
- أَو نَلتَقي فيهِ عَلَي كَأَشهُرِ
يا لَيتَني أَلقى المَنِيَّةَ بغتَةً
- إِن كانَ يَومُ لِقائِكُم لَم يقدرِ
أَو أَستَطيعُ تَجَلُّداً عَن ذِكرِكُم
- فَيفيقُ بَعضُ صَبابَتي وَتُفَكِّري
لَو تَعلَمينَ بِما أُجِنُّ مِنَ الهَوى
- لَعَذَرتِ أَو لَظَلَمتِ إِن لَم تَعذِري
وَاللَهِ ما لِلقَلبِ مِن عِلمٍ بِها
- غَيرُ الظُنونِ وَغَيرُ قَولِ المُخبِرِ
لا تَحسَبي أَنّي هَجَرتُكِ طائِعاً
- حَدَثٌ لَعَمرُكِ رائِعٌ أَن تُهجَري
قصيدة أغاد أخي من آل سلمى فمبكر
قال جميل بن معمر:
أَغادٍ أَخي مِن آلِ سَلمى فَمُبكِرُ
- أَبِن لي أَغادٍ أَنت أَم مُتَهَجِّرُ
فَإِنَّك إِن لا تَقضِني ثِنيَ ساعَةٍ
- فَكُلُّ اِمرِئٍ ذي حاجَةٍ مُتَيَسِّرُ
فَإِن كُنتَ قَد وَطَّنتَ نَفساً بِحُبِّها
- فَعِندَ ذَوي الأَهواءِ وِردٌ وَمَصدَرُ
وَآخَرُ عَهدٍ لي بِها يَومَ وَدَّعَت
- وَلاحَ لَها خَدٌّ مَليحٌ وَمَحجِرُ
عَشِيَّةَ قالَت لا تُضيعَنَّ سرَّنا
- إِذا غِبتَ عَنّا وَاِرعَهُ حينَ تُدبِرُ
وَطَرفكَ إِمّا جِئتَنا فَاِحفَظَنَّهُ
- فَذيعُ الهَوى بادٍ لِمَن يَتَبَصَّرُ
وَأَعرِض إِذا لاقَيتَ عَيناً تَخافُها
- وَظاهِر بِبَغضٍ إِنَّ ذَلِكَ أَستَرُ
فَإِنَّكَ إِن عَرَضتَ فينا مَقالَةً
- يَزِد في الَّذي قَد قُلتَ واشٍ وَيُكثَرُ
وَيَنشُرُ سِرّاً في الصَديقِ وَغَيرِهِ
- يَعِزُّ عَلَينا نَشرُهُ حينَ يُنشَرُ
فَما زِلتَ في إِعمالِ طَرفِكَ نَحوَنا
- إِذا جِئتَ حَتّى كادَ حُبُّكَ يَظهَرُ
قصيدة خليلي عوجا اليوم حتى تسلما
قال جميل بن معمر:
خَليلَيَّ عوجا اليَومَ حَتّى تُسَلّما
- عَلى عَذبَةِ الأَنيابِ طَيِّبَةِ النَشرِ
فَإِنَّكُما إِن عُجتُما لِيَ ساعَةً
- شَكَرتُكُما حَتّى أُغَيَّبَ في قَبري
أَلِمّا بِها ثُمَّ اِشفِعا لي وَسَلِّما
- عَلَيها سَقاها اللَهُ مِن سائِغِ القَطرِ
وَبوحا بِذِكري عِندَ بُثنَةَ وَاِنظُرا
- أَتَرتاحُ يَوماً أَم تَهَشَّ إِلى ذِكري
فَإِن لَم تَكُن تَقطَع قُوى الوُدّ بَينَنا
- وَلَم تَنسَ ما أَسلَفتُ في سالِفِ الدَهرِ
فَسَوفَ يُرى مِنها اِشتِياقٌ وَلَوعَةٌ
- بِبَينٍ وَغَربٌ مِن مَدامِعِها يَجري
وَإِن تَكُ قَد حالَت عَنِ العَهدِ بَعدَنا
- وَأَصغَت إِلى قَولِ المُؤَنِّبِ وَالمُزري
فَسَوفَ يُرى مِنها صُدودٌ وَلَم تَكُن
- بِنَفسِيَ مِن أَهلِ الخِيانَةِ وَالغَدرِ
أَعوذُ بِكَ اللَهُمَّ أَن تَشحَطَ النَوى
- بِبَثنَةَ في أَدنى حَياتي وَلا حَشري
وَجاوِر إِذا ما متُّ بَيني وَبَينَها
- فَيا حَبَّذا مَوتي إِذا جاوَرَت قَبري
قصيدة ما هاج شوقك من بلى الأطلال
قال جميل بن معمر:
ما هاجَ شَوقكَ مِن بِلَى الأَطلالِ
- بِالبَرقِ مَرَّ صَبَا وَمرَّ شَمَالِ
لَعِبَت بِجِدَّتِها الشَّمالُ وَصابَها
- نَوءُ السماكِ بِمُسبِلٍ هَطَّالِ
جَرَّت بِها هُوجُ الرِّياحِ ذُيُولها
- جَرَّ النِّساءِ فَواضِلَ الأَذيالِ
فَصرنَ عَن دُهمٍ تقادَم عَهدُها
- وَبقِينَ في حِقَبٍ مِن الأَحوالِ
وَذَكرتُ رَبعاً حلَّ أَهلونا بِهِ
- إِذ نَحنُ فِي حَلَقٍ هُناكَ حِلالِ
نَقِفُ الحَديثَ إِذا خَشِينا كاشِحاً
- ونَلِطُّ حينَ نَخافُ بالأَمثَالِ
حتَّى تَفرَّقَ أَهلُنا عَن نِيَّةٍ
:::قُذُفٍ وآذَنَ أَهلُنا بِزَوالِ
بَانُوا فَبَانَ نَواعِمٌ مثلُ الدُّمَى
- بِيضُ الوُجُوهِ يَمِسنَ في الأَغيَالِ
حَفد الوَلائِد حَولَهُنَّ وأَسلَمَت
- بأَكُفِّهنَّ أزِمَّةَ الأَجمالِ
زاحُوا مِنَ البَلقَاءِ يَشكُو عِيرهم
- عُنفَ السِّياقِ مُرَفَّعَ الأَذيَالِ