قصيدة الإمام الشافعي في حب الله
من هو الإمام الشافعي؟
هو محمد بن إدريس بن العبّاس الشافعي، ولد سنة 150هجري الموافق 767م، وتوفي سنة 204 هجري الموافق 819م وهو أحد أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة وبالإضافة إلى العلوم الدينية فقد اشتهر الشافعي بفصاحته الشعرية حيث لديه العديد من القصائد الدينية التي عبّر من خلالها عن حب الله تعالى، وفي هذا المقال أبرز هذه القصائد.
أبرز مواهب الإمام الشافعي
ميّز الله -عز وجل- الإمام الشافعي بالعديد من المواهب التي جعلت منه رجلا بارزا، وفيما يلي أبرز هذه الميّزات:
- كان الشافعي سريع البديهة وواسع الفكر وعميق الغوص في المعرفة .
- كان الشافعي فصيح اللسان واضح التعبير.
- كان الشافعي يتمتع بالفراسة، وله نظرة ثاقبة وخبرة بنفوس البشر.
- كان الشافعي مُخلصاً في طلب المعرفة، وصافي النفس.
قصيدة قلبي برحمتك اللهم ذو أُنس
نص القصيدة:
قَلبي بِرَحمَتِكَ اللَهُمَّ ذو أُنُسِ
في السِرِّ وَالجَهرِ وَالإِصباحِ وَالغَلَسِ
ماتَقَلَّبتُ مِن نَومي وَفي سِنَتي
إِلّا وَذِكرُكَ بَينَ النَفسِ وَالنَفَسِ
لَقَد مَنَنتَ عَلى قَلبي بِمَعرِفَةٍ
بِأَنَّكَ اللَهُ ذو الآلاءِ وَالقُدسِ
وَقَد أَتَيتُ ذُنوباً أَنتَ تَعلَمُها
وَلَم تَكُن فاضِحي فيها بِفِعلِ مَسي
فَاِمنُن عَلَيَّ بِذِكرِ الصالِحينَ وَلا
تَجعَل عَلَيَّ إِذاً في الدينِ مِن لَبَسِ
وَكُن مَعي طولَ دُنيايَ وَآخِرَتي
وَيَومَ حَشري بِما أَنزَلتَ في عَبَسِ
قصيدة شهدت بأن الله لا رب غيره
نص القصيدة:
شَهِدتُ بِأَنَّ اللَهَ لا رَبَّ غَيرَهُ
وَأَشهَدُ أَنَّ البَعثَ حَقٌّ وَأَخلَصُ
وَأَنَّ عُرى الإيمانِ قَولٌ مُبَيَّنٌ
وَفِعلٌ زَكِيٌّ قَد يَزيدُ وَينقُصُ
وَإِنَّ أَبا بَكرٍ خَليفَةُ رَبِّهِ
وَكانَ أَبو حَفصٍ عَلى الخَيرِ يَحرِصُ
وَأَشهَدُ رَبّي أَنَّ عُثمانَ فاضِلٌ
وَأَنَّ عَلِيّاً فَضلُهُ مُتَخَصِّصُ
أَئِمَّةُ قَومٍ يُهتَدى بِهُداهُم
لَحى اللَهُ مَن إِيّاهُمُ يَتَنَقَّصُ
قصيدة بموقف ذلي دون عزتك العظمى
نص القصيدة:
بِمَوقِفِ ذُلّي دونَ عِزَّتِكَ العُظمى
بِمَخفِيِّ سِرٍّ لا أُحيطُ بِهِ علِما
بِإِطراقِ رَأسي بِاِعتِرافي بِذِلَّتي
بِمَدِّ يَدي أَستَمطِرُ الجودَ وَالرُحمى
بِأَسمائِكَ الحُسنى الَّتي بَعضُ وَصفِها
لِعِزَّتِها يَستَغرِقُ النَثرَ وَالنَظما
بِعَهدٍ قَديمٍ مِن أَلَستُ بِرَبِّكُم
بِمَن كانَ مَجهولاً فَعُرِّفَ بِالأَسما
أَذِقنا شَرابَ الأُنسِ يا مَن إِذا سَقى
مُحِبّاً شَراباً لا يُضامُ وَلا يَظما
قصيدة ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
نص القصيدة:
وَلَمّا قَسا قَلبي وَضاقَت مَذاهِبي
جَعَلتُ الرَجا مِنّي لِعَفوِكَ سُلَّما
تَعاظَمَني ذَنبي فَلَمّا قَرَنتُهُ
بِعَفوِكَ رَبّي كانَ عَفوُكَ أَعظَما
فَما زِلتَ ذا عَفوٍ عَنِ الذَنبِ لَم تَزَل
تَجودُ وَتَعفو مِنَّةً وَتَكَرُّما
فَلَولاكَ لَم يَصمُد لِإِبليسَ عابِدٌ
فَكَيفَ وَقَد أَغوى صَفِيَّكَ آدَما
فَلِلَّهِ دَرُّ العارِفِ النَدبِ إِنَّهُ
تَفيضُ لِفَرطِ الوَجدِ أَجفانُهُ دَما
يُقيمُ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ ظَلامَهُ
عَلى نَفسِهِ مَن شِدَّةِ الخَوفِ مَأتَما
فَصيحاً إِذا ما كانَ في ذِكرِ رَبِّهِ
وَفي ما سِواهُ في الوَرى كانَ أَعجَما
وَيَذكُرُ أَيّاماً مَضَت مِن شَبابِهِ
وَما كانَ فيها بِالجَهالَةِ أَجرَما
فَصارَ قَرينَ الهَمِّ طولَ نَهارِهِ
أَخا الشُهدِ وَالنَجوى إِذا اللَيلُ أَظلَما
يَقولُ حَبيبي أَنتَ سُؤلي وَبُغيَتي
كَفى بِكَ لِلراجينَ سُؤلاً وَمَغنَما
أَلَستَ الَّذي غَذَّيتَني وَهَدَيتَني
وَلا زِلتَ مَنّاناً عَلَيَّ وَمُنعِما
عَسى مَن لَهُ الإِحسانُ يَغفِرُ زَلَّتي
وَيَستُرُ أَوزاري وَما قَد تَقَدَّما
قصيدة توكلت في رزقي على الله خالقي
نص القصيدة:
تَوَكَّلتُ في رِزقي عَلى اللَهِ خالِقي
وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقي
وَما يَكُ مِن رِزقي فَلَيسَ يَفوتَني
وَلَو كانَ في قاعِ البِحارِ العَوامِقِ
سَيَأتي بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ
وَلَو لَم يَكُن مِنّي اللِسانُ بِناطِقِ
فَفي أَيِّ شَيءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً
وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ
قصيدة تعصي الإله وأنت تظهر حبه
نص القصيدة:
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ
هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ
إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُلِّ يَومٍ يَبتَديكَ بِنِعمَةٍ
مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ