قصص عن الميراث
الورع في حياة السلف
من عجيب تعفّف السلف عن أن يأكلوا مالًا ليس بحقهم لأن معهم فيه شركاء أن امرأةً صالحة كانت تعجن فبلغها أن زوجها قد مات، فرفعت يدها عن العجين وقالت: هذا طعام قد صار لنا فيه شركاء، أي أنه لم يعد لها وحدها حق التصرف فيه، فهناك ورثة لجميع مال المتوفي، وقصة امرأةٍ أخرى عندما وصلها خبر وفاة زوجها قامت فأطفأت المصباح؛ لأنّ الزيت الذي فيه أصبح لها فيه شركاء.
وهذه القصص إنما تُروى وتذكر في التاريخ لشدة التعجب من ورع الصالحين ، وخوفهم من أن يدخل إلى بطونهم ولو القليل مما فيه شك، وهو ما يجعل المسلم يتحسر على بعض أفعال المسلمين من أكل أموال اليتامى والضعاف وكأنه نسي اليوم الآخر، وأن الله سيُحاسب على الفتيل والقطمير.
كيف أصنع في مالي؟
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: عَادَنِي النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ في بَنِي سَلِمَةَ يَمْشِيَانِ، فَوَجَدَنِي لا أَعْقِلُ، فَدَعَا بمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَشَّ عَلَيَّ منه، فأفَقْتُ، فَقُلتُ: كيفَ أَصْنَعُ في مَالِي يا رَسولَ اللهِ؟ فَنَزَلَتْ: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ في أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ) .
وفي الحديث يروي لنا سيدنا جابر -رضي الله عنه- أنه مرض ذات مرةٍ مرضًا شديدًا، فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يزوره، ومعه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وهما يمشيان على أقدامهما، فالمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ووجد النبي -صلى الله عليه وسلم- جابراً قد أُغمي عليه من شدة المرض، فتوضأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم صبّ الماء على جابر- من باب البركة-، فسأله سيدنا جابر بعدما استفاق من إغماءته عن ماله، كيف يصنع به؟ ولمن يوصي؟ ولمن يقضي بالمال الذي سيتركه بعد موته؟.
ثم أنزل الله -تعالى- آيات المواريث ، وهذه قصة أول ميراث في الإسلام،وهذه القصة تدلنا على تسليم الصحابة -رضوان الله تعالى عنهم- جميع أمرهم لله -تعالى-، فالمال من الله وإليه، المهم أن يصلوا إلى الله بقلبٍ سليم.
حرمان البنات من الميراث
كثرت قصص حرمان البنات من الميراث في مجتمعاتنا، ومنها ما نسمع عن أخ جعل أباه وأمه يوقّعون له على وكالات عامة يحرم بها أخواته من الميراث، ومن هذه القصص أيضًا أنّ الأب يوصي بالأراضي المميزة للذكور والأراضي الأخرى للإناث.
ويريد الإخوة الوقوف في المحكمة ضد أختهم لأنها لا تريد فرز الأراضي بما أوصى به الوالد؛ وأيضاً لأنّها ترى أنّ الوصية جائرة، ففهمهم الشيخ أن هذه وصية جائرة وأخبرهم بأن من حقّ كل وارث سواء كان ذكرًا أو أنثى أن يأخذ نصيبه الشرعي الذي وصى به الله دون تميز .