قصص عن الحب في الله
قصص عن الحب في الله
فضل الحب في الله
محبة المسلم لأخيه المسلم من كمال الإيمان وتكون هذه المحبة خالصة له -سبحانه- وليس لأمر من أمور الدنيا، وقد جعل الله -عز وجل- محبة المسلمين صفة من صفات المؤمنين وعلامة من علامات الإيمان في وصفه لحال المهاجرين والأنصار، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) .
والمحبة في الله من النعم التي توجب الشكر إذ إنَّ تآلف القلوب يفضي إلى تآلف المجتمع وترابطه، وهذه نعمة أنعمها الله -تعالى- على المؤمنين إذ ألف بين قلوبهم وجمعهم على كلمة التقوى فكانوا أحق بها وأهلها، قال -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) .
أما الأحاديث التي ورد فيها فضل الحب في الله فهي كثيرة، منها ما يأتي:
- روى أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله).
- حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ذكر المتحابون في الله الذين يجتمعون على طاعة الله ويتفرقون بالتواصي على طاعته لينالوا بذلك هذا الفضل العظيم، ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه).
أمثلة من قصص الحب في الله
قصص الحب في الله كثيرة وبيان بعضها فيما يأتي:
- ضُرب في الصحابة -رضوان الله عليهم- خير مثال في الحب والمؤاخاة في الله -تعالى-، فهذا عبد الرحمن بن عوف لمَّا قدم المدينة آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري وكان سعد غنياً فعرض على عبد الرحمن نصف ماله.
- تسابق الأنصار بإظهار الحفاوة بإخوانهم من المهاجرين فقالوا نتقاسم معكم النخيل، لكن المهاجرين رفضوا ذلك حتى لا يثقلوا على إخوانهم، فقال الأنصار تكفوننا المؤونة ونشارككم في الثمر فوافق المهاجرون في مشهد يفيض بالمودة والتكافل الذي تأسس عليه المجتمع المدني.
- يعرض عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- وهو معتكف في المسجد على رجل رآه في ضيق وهم أن يمشي له في حاجته، فقال له الرجل كيف وأنت معتكف في المسجد! فقال له ابن عباس -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من مشى في حاجة أخيه وبلغ فيها -أي قضاها- كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين) .
- كان عمر بن الخطاب إذا تذكر الرجل من إخوانه في الليل يقول: يا طولها من ليلة، حتى يصلي الفجر فإذا لقي أخاه عانقه، وروي عنه أنَّه لما ذهب إلى الشام لقيه أبو عبيده ففاض دمعه -رضي الله عنه- وعانق أبا عبيدة وقبَّل يده من شدة شوقه إليه، وخرج ابن مسعود -رضي الله عنه- إلى إخوان له فلما رآهم قال أنتم جلاء حزني.
- كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يتعانقون عند قدوم المسافر منهم وكانوا يتزاورون ويتصافحون وتفيض وجوههم بالبشاشة عند اللقاء، وكانوا يخصون بعضهم البعض في الدعاء، فهذا أبو الدرداء -رضي الله عنه- يخص الكثير من إخوانه في الدعاء يسميهم بأسمائهم وكذلك كان حال السلف الصالح فقد كان أحمد بن حنبل يسمي أصحابه في دعائه في السَحر.
- ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، قال هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله أحبك كما أحببته فيه).
وإنَّ الشواهد والأمثلة على الحب في الله فيما ورد في سيرة الصحابة والتابعين أكثر من أن تُحصر في سطور فقد كانوا أسوة حسنة في المحبة والتآخي في الله -تعالى-، ونسأل الله أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وأن يجمعنا بالصحابة والتابعين في جنات النعيم.