قصص عن الإيجابية في الإسلام
قصص عن الإيجابية في الإسلام
نماذج من إيجابية الصحابة رضي الله عنهم
تمثلت فيما أقدم عليه أفراد من الصحابة من البذل والعطاء، والجود بالأنفس والمال والأولاد في سبيل اللَّه، بعد أن تمكن الإيمان في قلوبهم، وامتلأت نفوسهم ب محبَّة اللَّه ومحبة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، وصَغُرت الدنيا في أعينهم بما فيها من لذَّات ومطامع، ومكاسب وزخارف، واشتاقوا للقاء اللَّه وما عنده من الثواب.
ونذكر من هذه النماذج ما يأتي:
- ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله في إحدى المعارك: (لا يُقَدِّمَنَّ أَحَدٌ مِنكُم إلى شيءٍ حتَّى أَكُونَ أَنَا دُونَهُ، فَدَنَا المُشْرِكُونَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ-: قُومُوا إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ، قالَ: يقولُ عُمَيْرُ بنُ الحُمَامِ الأنْصَارِيُّ: يا رَسولَ اللهِ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأرْضُ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: بَخٍ بَخٍ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ما يَحْمِلُكَ علَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟).
(قالَ: لا وَاللَّهِ يا رَسولَ اللهِ، إلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِن أَهْلِهَا، قالَ: فإنَّكَ مِن أَهْلِهَا، فأخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِن قَرَنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ منهنَّ، ثُمَّ قالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حتَّى آكُلَ تَمَرَاتي هذِه إنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، قالَ: فَرَمَى بما كانَ معهُ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حتَّى قُتِلَ).
- ما صح عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: (أمرَنا رسولُ اللهِ أنْ نتصدقَ، فوافقَ ذلك عندي مالًا فقلتُ: اليومَ أسبقُ أبا بكرٍ إن سبقتُهُ يومًا قال: فجئتُ بنصفِ مالي، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ما أبقيتَ لأهلِكَ؟ قلتُ مثلهُ، وأتى أبو بكرٍ بكُلِّ ما عنده، فقال يا أبا بكرٍ: ما أبقيتَ لأهلِكَ؟ فقال: أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولَهُ، قلتُ: لا أسبِقُهُ إلى شيءٍ أبدًا).
- حينما نزل قوله -تبارك وتعالى-: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)،جاء أبو طلحة إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول له: (وإنَّ أحَبَّ أمْوالِي إلَيَّ بَيْرُحاءَ، وإنَّها صَدَقَةٌ لِلَّهِ أرْجُو برَّها وذُخْرَها عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْها حَيْثُ أراكَ اللَّهُ).
(فقالَ النبي: بَخْ، ذلكَ مالٌ رابِحٌ أوْ رايِحٌ -شَكَّ ابنُ مَسْلَمَةَ- وقدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وإنِّي أرَى أنْ تَجْعَلَها في الأقْرَبِينَ، قالَ أبو طَلْحَةَ: أفْعَلُ ذلكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَسَمَها أبو طَلْحَةَ في أقارِبِهِ، وفي بَنِي عَمِّهِ).
إيجابية التغيير في الإسلام
عندما نمعن النظر في مبادئ الإسلام ؛ مثلاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نرى فيه تجلي قمة الإيجابية؛ لأنها يجعل الإنسان من مستقبل الأوامر إلى مالك زمام الأمور، والمبادر الأول بإصلاح نفسه ومن حوله؛ فالذي يقرأ وصايا لقمان التي تضمنت مبدأ الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر يستنتج عدة فوائد منها:
- أن العبد قد يستقيم في نفسه
ولا يكون ذلك كافياً، بل عليه أن يقيم على الحق غيره؛ بأن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر مثل ما فعل لقمان .
- تجنب سخط الله- عز وجل- ولعنه
فإذا وقع الهلاك على العاصين نجاة أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مراتب
فمن رحمة الله بهذه الأمة أن جعل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر على مراتب؛ حسب قدرة المرء واستطاعته.
- إن المرء يهلك إذا رضي بالمنكر وسكت عنه.
- في زمن الفتن يقسم الناس إلى صنفين:
- الأول: الذين يتمسكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتحملون عزوف الناس عنهم؛ هؤلاء المثل الإيجابي للمسلم.
- الثاني: من يختار الصمت والانعزال عن المنكر، وهذا هو الصنف السلبي الذي يؤدي بالمجتمع إلى عدم تطوره.