قصة لونجة بنت الغول
نفور الناس من لونجة
في إحدى الغابات البعيدة كانت تعيش فتاة جميلة تدعى لونجة، وكانت ابنة الغول والغولة اللذان يعيشان في الغابة، ولكنَّ لونجة رغم ذلك كانت فتاة جميلة جدًّا وفاتنة وذات حُسنٍ ساحر، ورغم أن والديها وحشين إلا أنها طيبة القلب ورقيقة، وقد كانت لونجة ملفتة للأنظار بالنسبة لجميع من حولها، حتى أنَّ الأمراء صاروا يتقدمون للزواج منها، ولكن ما إن يتقدم أحد الأمراء لخطبتها ويعرف أنَّها ابنة الغول والغولة حتى ينفر منها.
انتقام مقيدس من لونجة
بعد ذلك عزفت لونجة عن الزواج، ولكنها في أحد الأيام التقت بشاب يدعى مقيدس، ولم يكن ذلك الشاب أميرًا بل كان من عامة الناس، وقد علمَ بقصة لونجة وأنَّها ابنة الغولين، فأراد أن ينتقم من الغول والغولة بابنتهما لونجة الطيبة، ولم يكن مقيدس يحب لونجة مثل الأمراء الذين تقدموا لخطبتها، وكان مقيدس ماكرًا وذكيًا وبعد أن تقرب من لونجة أقنعها بأنه يحبها وأوقعها في شباكه وجعلها تحبه.
وقد ظنَّت لونجة المسكينة أنَّ مقيدس شاب خلوق وطيب ومهذب ولكنَّ والدتها الغولة شكت بصدق مقيدس، وظلت تراقبه حتى عرفت حقيقته خطته وأهدافه فقررت أن تنتقم منه، فحفرت بئرًا في طريقه حتى يسقط فيه وتقوم بإعداده وجبةً لعائلتها.
انخداع لونجة بالشاب مقيدس
علمت لونجة في ذلك الوقت الخطة التي تعمل والدتها الغولة على تحقيقها، ولأنَّها كانت طيبة القلب فإنها لم تستط أن تترك مقيدس وحيدًا في البئر بعد أن سقط فيه ووقع في الفخ الذي أعدته له الغولة، فذهبت لونجة إلى جوار البئر وجلست إلى جانبه، وصارت تتحدث إلى مقيدس وكان هو يسمعها الكلام الرقيق واللطيف، ويسمعها كلام الحب ويمنحها وعودًا كاذبة.
وطلب مقيدس من لونجة أن تساعده وتخرجه من البئر، غير أن لونجة ترردت في البداية خوفًا من غضب والدتها، ولكنَّ كلمات مقيدس الكاذبة والرقيقة خدعتها، وفي نهاية الأمر ساعدته في الخروج من البئر.
لماذا لونجة في البئر؟
بعد أن خرج مقيدس من البئر لم يتردد في ضرب الفتاة الطيبة والمسكينة لونجة، وهي التي ساعدته في الخروج، ولكنَّ مقيدس شرير ولا يأبه لتلك المشاعر، وبعد أن ضربها على رأسها بدل لها ملابسها وألقاها في البئر وهرب بعيدًا عن المكان، وفي المساء أتت الغولة برفقة زوجها الغول من أجل إخراج ذلك الشاب الشرير وإعداد وجبة طعام شهية لهما، وقد ظنا أن مقيدس هو الموجود في البئر.
ولكنهما أصيبا بالذهول عندما أخرجا من البئر ابنتهما الوحيدة والطيبة لونجة، وعرفا أنها وقعت ضحيةً لذاك الشاب الماكر، وذاقا في ذلك الوقت مرارة الألم والفقدان التي سبباها لكثير من الناس بسبب أفعالهما.
الخلاصة أنَّه يجب على الإنسان ألا يصدق جميع الناس، وخصوصًا الذين لا يعرفهم، وأن يبتعد الشخص عن إيذاء الناس وإلحاق الضرر بهم، لأنه قد يذوق منهم مثل ذلك.