قصة فلة والأقزام السبعة
قصّة فلّة والأقزام السّبعة
هيَ قصّة شعبيّة، تدورُ أحداثها في حياة فتاةٍ تُدعى فلّة، تعيش مع أبيها وزوجته الملكة الشريرة بعد وفاة والدتها. حيث تكون فلّة أجملَ من زوجة أبيها فتقرر الملكة قتلها، وتلجأُ فلّة إلى بيتِ أقزامٍ وسط الغابة لتحمي نفسها من شرّ الملكة.
الحكايات الشعبيّة
تُعدّ الحكايات الشعبيّة قصصاً خياليّة، كانت تنتقلُ من جيلٍ إلى جيلٍ عبرَ مئاتِ السنين، فيقصّها الكبارُ على الصّغار في مختلفِ المناسبات، ولا أحدَ يعرفُ من مؤلّفها الأصليّ. وتحملُ الحكايات الشعبيّة طابعاً خياليّاً، فتقصّ حكاياتِ الصّراعِ بين الخير والشر، والسّحر والحظّ. وتوصلُ رسائلَ الحبّ ، والشّجاعةِ، والإحسان.
أصل الحكاية
نشأت حكاية فلّة والأقزام السّبعة لأوّل مرّة في ألمانيا ، ثمّ بدأت تنتشر عبرَ أوروبا، حتى أصبحت إحدى أشهر الحكايات الشعبيّة في يومنا هذا. تبنّى الحكاية الأخوين جريم، فنشراها لأوّل مرّة عام 1812م في كتابٍ يضمّ مجموعةً من القصص الخياليّة . كانت القصّة قديماً تحمل طابعاً مظلماً وعنيفاً، ثمّ تطّورت الحكاية مع الوقت وأصبحت مناسبةً للأطفال . تبنّت والت ديزني القصّة وصنعت منها فيلماً عام 1938م.
شخصيات الحكاية
تتكون الشخصيّة من صفات جسديّة، وسمات معنوية من ناحية الطّبع والتفكير. والشخصيّات المحوريّة في حكاية فلّة والأقزام السّبعة كالآتي:
- فلّة أو بياض الثّلج: هي بطلة الرواية، وهي فتاة لطيفة وجميلة.
- الملكة الشّريرة: وهي ملكة حسناء وشريرة، وتملك قوى سحريّة تستطيع أن تؤذي بها كلّ شخصٍ تغار منه، وهي زوجة الملك والد فلّة.
- الأمير روبرت: هو أحد أمراء المناطق المجاورة للمملكة التي تقطن فيها فلّة، يقع في حبّ فلّة عندما يلتقيها في طريق عودته من إحدى مغامراته.
- الصيّاد: هو خادم الملكة، ذو قلبٍ طيّبٍ. يجد نفسه غير قادر على الانصياع لمعظم أوامر الملكة.
- المرآة السحريّة: هي مرآة صنعتها الملكة، لتخبرها كلّ الحقائق، وهي تمثّل الراوي في القصّة.
- الأقزام السّبعة: هم مجموعةٌ من الأقزام، يُقيمون في كوخٍ وسط الغابة. لطيفين ولكنّهم مولعونَ بالجدل، وتصرفاتهم طفولية وصبيانيّة. القائد هو بوفو، والمتفائل هو تشارلي، وروسكو هو النّكد، والكسول كثير النّوم سوزان، ويزي صاحب الشخصيّة الحسّاسة، أمّا ميلكيتواست خجول وذكيّ، وأوبي صاحب الشخصيّة المضحكة.
القصّة
قصّة فلّة والأقزام السّبعة:
كان يا مكان في قديم الزّمان، في جوّ مثلجٍ شديد البرودة، كان هناك ملكةٌ جميلةٌ تحيكُ ثوباً على نافذةِ قصرها. وعلى غفلةٍ منها شكّت الإبرة إصبعها، فنزلت قطراتٌ من دمها على الثّلج. وعندما رأت الملكة الدّمَ الأحمرَ على الثلج شديد البياض، تمنّت أن تُرزقَ طفلاً ذو شعرٍ شديد السّواد، وبشرةٍ شديدة البياض كالثّلج، وشفاهٍ حمراء كلون الدّم. وفي وقتٍ غير بعيد رُزقَت الملكة ما تمنّت، فأنجبت فتاةً بيضاء كالثّلج أسمتها بياض الثّلج أو فلّة. وبعد فترةٍ مرضت الملكة مرضاً شديداً، ثم توفّيت على إثره، وتركت الطفلة فلّة والملك وحيدانِ في قصرٍ كبير.
تزوّج الملك امرأةً جميلةً، وأصبحت هي الملكة الجديدة، ولكنّها لم تكن تهتمّ إلا بنفسها، فقد كانت مغرورةً بجمالها، وتمتلك مرآةً سحريّة، تسألها في كل يوم: يا مرآتي! هل في البلاد أحدٌ أجمل منّي، فتجيبها بأنّها الأجمل. إلّا أنّ الحال لم يبقَ على حاله، فبعد أن أصبحت فلّة في السّابعة من عمرها، سألت الملكة مرآتها: يا مرآتي! هل في البلاد أحدٌ أجمل منّي. فأجابتها: أنتِ جميلةٌ لكنّ فلّة أجمل منكِ. صُدمت الملكة بهذا الجواب وأصابَ قلبها الكُره والحقد على فلّة فقررت قتلها.
طلبت الملكة من خادمها الصّياد أن يأخذ فلّة إلى الغابة ويقتلها، ويأتي إليها بقلبها وكبدها مقابلَ مكافئةٍ مجزية. فقبل الصيّاد وأخذ فلّة معه إلى الغابة، وعندما وصل منتصف الغابة أخبر فلّة أنّ الملكة طلبت منه قلتها. فأخذت فلّة تبكي وتستعطف الصيّاد بألّا يقتلها، فأشفق عليها الصيّاد وقرّر أن يتركها بشرطِ ألّا تعودَ للقصر. وحتّى تتركها الملكة وشأنها قررّ الصيّاد أن يقتلَ غزالاً ويأخذ قلبه وكبده على أنّهما لفلّة. وعند عودته للملكة فرحت فرحاً شديداً وكافأته على حسنِ صنيعه.
بقيت فلّة تائهةً، خائفةً، وجائعةً لوحدها في الغابة. ووسطَ الأشجار المرتفعة رأت كوخاً صغيراً فركضت إليه تحتمي فيه وترتاح. وعندما دخلت وجدت طعاماً مجهّزاً على مائدةٍ لسبعِ أشخاصٍ، فأكلت من كلّ طبقٍ بعضَ الطّعامِ، كي يتبقى ما يكفي من الطعام لكل واحدٍ من سكّان الكوخ، ثمّ توجّهت إلى غرفة النّوم، وغرقت في سباتٍ عميق. كانَ الكوخُ لسبعة أقزامٍ يعملونَ نهاراً ويعودونَ ليلاً، وعند عودتهم رأوها نائمةً في سريرهم. وفي الصّباح أخبرتهم بقصتها فحزنوا لحالها، وسمحوا لها أن تبقى معهم في الكوخ الصّغير.
أمّا الملكة فقد استيقظت والسّعادة تغمرها، ووقفت أمامَ مرآتها وسألتها: يا مرآتي، هل في البلاد أحدٌ أجمل منّي؟ فقالت المرآة: نعم يا سيدتي، فلّة أجمل منكِ وهي الآن في كوخِ الأقزام وسطَ الغابة. غضبت الملكة وقررت أن تذهب للكوخ متنكرةً بزيّ عجوزٍ، وتعطي فلّة تفاحةً مسمومةً. وعندما وصلت للكوخ رأت فلّة، وأهدتها تفاحةً مما معها، ففرحت فلّة وأكلت التّفاحة. وبعد أوّل قضمةٍ وقعت فلّة على الأرض من أثر السّم في التفاحة، وغادرت الملكة فرحةً بموتها.
عندما وصلَ الأقزامُ رأوا فلّة ملقاةً على الأرض، فحزنوا حزناً شديداً ووضعوها في تابوتٍ زجاجيّ. وفي أحد الأيّام طرقَ باب الكوخِ أميرٌ يبحثُ عن مكانٍ للراحة، فأدخلوه الأقزام. وعندما رأى فلّة وقعَ في حبّها وطلبَ من الأقزامِ أن يأخذَ تابوتها الزجاجيّ لقصره، فوافقوا بعدما أخبروه بقصتها الحزينة. وعندما بدأوا بسحبِ التابوتِ، سقطَت من فمِ فلّة قطعةُ التّفاحِ المسمومةِ، فتنفّست فلّة من جديد، ففرح الأقزام والأمير وأخرجوا فلّة من الصندوق. وعادوا بها إلى قصرِ أبيها وأخبروه كلّ القصّة فتألّم لألم ابنته وكان سعيداً بعودتها. وقبلَ أن يتزوجها الأمير .
وفي هذه الأثناء كانت الملكة في بلدٍ آخرَ، فسألت مرآتها: يا مرآتي! هل في البلاد أحدٌ أجمل منّي. فقالت: نعم، فلّة أجملُ منكِ. فصُعقت الملكة بالجوابِ وأمسكتِ المرآةَ وكسرتها، وتحطّمت لقطعٍ صغيرة، ثم أصابتها إحدى القطع المتناثرة وماتت. أمّا فلّة والأمير فقد تزوجا، وحضرَ الأقزام السّبعة زفافهما، وعاشا بسعادةٍ وحبّ .