قصة فاوست العالمية
فاوست الرجل النهم بالقراءة
قصة فاوست من تأليف الكاتب الألماني يوهان غوته، كُتبت على مرحلتين منفصلتين، وتدور أحداث هذه القصة حول رجلٍ كان يعيش وحيدًا وورث الكثير من النقود عن عمه، وقد كان فاوست حريصًا على القراءة وطلب العلم بشكلٍ كبير، ويقضي معظم الوقت وهو يقرأ الكتب ويطلب العلم ويبحث في شتى أصناف العلوم.
وبعد سنواتٍ عديدة مرّت بدأت تظهر علامات الكبر على فاوست، وشعر أن أيام شبابه قد ضاعت وهو يقرأ العلوم التي لا فائدة منها، لأنه لم يعش الرفاهية التي يجب، وضاع شبابه، خاصة أنّ معظم الشباب يسعون للعيش برفاهية، ولا يتركوا أيامهم ووقتهم يضيع بين جنبات الكتب الكثيرة التي تبعدهم عن الرفاهية.
العرض المغري الذي قدمه مفستوفيليس لفاوست
في أحد الأيام وبعد الشعور الذي ظلّ ملازمًا لفاوست وهو شعوره بالكبر والتقدم بالعمر، ظهر لفاوست شيطان اسمه مفستوفيليس، فأخبر فاوست هذا الشيطان بشعوره بضياع عمره وشبابه في علوم لا يوجد منها فائدة، فعرض مفستوفيليس على فاوست أن يقايضه بروحه الشريرة التي لديه مقابل أن يمنحه أربعًا وعشرين عامًا وهو في سن الشباب.
وهو اقتراح مغرٍ جدًا بالنسبة لفاوست الذي كان يحنّ للشباب؛ لهذا وافق فاوست فورًا على هذا العرض، وبدأ فاوست يعيش الحياة التي تلائم الروح الشريرة التي أصبحت لديه وهي حياة مليئة بالإجرام والشر، والتعدي على ممتلكات الآخرين وإزهاق أرواحهم، وفعل الكثير من الشرور.
كيف تحولت حياة فاوست بعد لقاء مفستوفيليس؟
بعد أن باع فاوست روحه للشيطان مقابل أن يعود لأيام الشباب المصحوب بالمعرفة والقوة، أصبح فاوست رجلًا شريرًا جدًا لا يعرف الرحمة، ويتعدى على الآخرين ويقوم بأفعالٍ شريرة ويُزهق الأرواح ويفعل العديد من الجرائم، وفي وسط كلّ هذا أحبّ فاوست امرأة تدعى مارجريت، حيث أحبها حبًا شديدًا.
كان الشيطان كلما حاول أن يعرض النساء على فاوست كان يرفض الاقتراب من أيّ منهنّ لأنه أحبّ مارجريت حبًا كبيرًا، جعله لا يرى غيرها مهما أغراه الشيطان، فالحب في قلبه انتصر على مغريات الشيطان الشرير.
ما مصير فاوست وحبيبته مارجريت؟
استطاع فاوست أن يتخلص من الشيطان الشرير، وبقي مع حبيبته مارجريت بعد أن انتصر حبهما وغادرهما الشيطان إلى الأبد، وبهذا أخذ فاوست درسًا مهمًا في حياته، وهو أن يُعطي كلّ شيء حقه دون أن يطغى جانبٌ على آخر.
فهم فاوست أنّ عليه أن يعرف جوهر الحياة الحقيقي كي يعيش حياته كما يجب، وألّا يستسلم لأيّة مغريات، خاصة بعد أن انتصر الحب على روح الشيطان وبقي مع حبيبته مارجريت التي ساعدته في التخلص من روح الشيطان.
وختامًا تعد قصة فاوست العالمية واحدة من أجمل قصص الحب العالمية ، والتي تعلمنا أن على الإنسان أن يعيش أيامه في حالة من التوازن دون أن يُبالغ في أي شيء، فلا يطغى التعليم على الرفاهية ولا تطغى الرفاهية على التعليم، وذلك حتى يكون سعيدًا.