قصة صاحب الظل الطويل وجودي ابوت
جودي وملجأ الأيتام
جودي فتاة تعيش في أحد الملاجئ للأيتام، كونها لا تمتلك عائلة، وكانت تكره يوم الأربعاء كُرهًا شديدًا، إذ عليها أن تُعنى بأعمال التنظيف والترتيب مُنذ الصباح الباكر؛ فهو اليوم الذي يستقبل فيه الملجأ الزوَّار والأشخاص الذين يُريدون التبرُّع للأيتام.
جودي كانت أكبر الأيتام، لذا كان ينبغي عليها القيام بأغلب هذه المهام، و رعاية الأيتام والاهتمام بنظافتهم، وأخيرًا إعداد الشطائر للضيوف، وعندما تنتهي من واجباتها كانت تجلس أمام النافذة تتأمّل المنازل الكبيرة، وتذهب في خيالها إلى أنّها ترتدي ملابس أنيقة، وتجلس في السيارة لتطلب من السائق أخذها إلى منزلها.
في يوم الأربعاء ذاك، تستدعي مُشرفة الملجأ جودي إلى مكتبها، لتُصادف جودي آخر الزائرين بينما يُغادر الملجأ، فترى ظهره وظلّه الطويل الذي ينعكس على الأرضيّة، تُخبرها المُشرفة أنَّ الرجل الذي خرج للتوّ كان قد تبرَّع بمصاريف دراسة بعض الأولاد الأيتام، لكنّه لم يكُن مُهتمًا بشأن الفتيات.
ظهور صاحب الظل الطويل
حينما سمع صاحب الظل الطويل مقالًا قد كتبته جودي تصف فيه يوم الأربعاء الكئيب اهتمَّ لأمرها، وأراد أن يتبرَّع لإرسالها إلى الجامعة وإكمال دراستها، مع التكفُّل بما تحتاجه من مصاريف، وقد قرّر أن يُساعدها لتُصبح كاتبة، وسيقوم بدفع تكاليف إقامتها ورسوم دراستها مع إرسال مبلغٍ يساعدها.
لا يُريد صاحب الظل الطويل منها في المقابل سوى الاجتهاد في الدراسة وأن ترسل له خطابًا بشكلٍ شهريٍّ تُخبره فيه عن أحداث أيامها وتطوّرات دراستها، سيّما أنّ هذه الرسائل ستنمّي مَلَكتها الأدبيّة، وقد اشترط عليها ألّا تعرف عنه أي شيء، لا اسمه ولا شكله ولا عمله، وهو لن يجيب على أيٍّ من رسائلها إلّا إذا كانت حالة اضطراريّة جدًا.
سفر جودي للالتحاق بالجامعة
تُسافر جودي، وتكاد لا تستطيع وصف سعادتها بأنّها ستحقّق حلمها بأن تكون كاتبة، فتبدأ بكتابة الرسائل إليه من اليوم التالي لوصولها إلى الجامعة، وكانت مُشرفة الميتم قد أخبرتها أن تُرسل إليه الرسائل باسم جون سميث، لكن جودي تُفضّل مُخاطبته باسم صاحب الظل الطويل، وهو كلّ ما استطاعت رؤيته منه عندما غادر الملجأ.
كانت تدرس جودي بجدٍّ، وتبدأ بكتابة روايةٍ ما، وتستمرّ في إرسال الخطابات إلى صاحب الظل الطويل لتُخبره بكل تفاصيل حياتها الجديدة، وتكون مُمتنة له وباتت تعتبره عائلتها التي لم تستطع أن تحظى بها في حياتها، ثمّ تبدأ بالاستقلال واختيار قراراتها بنفسها، وتقوم بالكتابة في مجلة الجامعة، وتملأ السعادة قلبها إذ شعرت أخيرًا بأنها قادرة على تحقيق ما تريد.
اكتشاف هوية صاحب الظل الطويل
بعد مُحاولاتٍ من جودي لرؤية صاحب الظلّ الطويل يُرسل إليها طالبًا منها أن تزوره في منزله في العنوان الذي حدّده لها، فتتجه جودي في الموعد المُحدّد لرؤية الرجل الذي لم تعرف عنه شيئًا بعد، لتتفاجأ بأنَّها تعرفه حقًّا وأنّها تحمل الكثير من مشاعر الحب تجاهه كما يحملها هو، وبأنَّ علاقة ما جمعتهما دون أن تُدرك أن ذلك الشخص هو نفسه صاحب الظل الطويل.