قصة زواج الرسول من خديجة
قصة زواج الرسول من خديجة
عندما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الخامسة والعشرين من عمره، خرج في تجارة إلى بلاد الشام، وكانت القافلة آنذاك تحمل أموال السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-؛ فقد كانت من أهل التجارة في قريش، وكانت ذات مال ونسب رفيع، وكانت تتاجر في أموالها، وتستأجر رجالًا ليشاركوها الربح مضاربةً.
وكان قد بلغها ما هو عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من صدق، وأمانة، وأخلاق حميدة كان يتحلى بها، فأرسلت في طلبه، وعرضت عليه أن يخرج في قافلتها للتجارة في بلاد الشام، على أن تعطيه مقابل عمله معها، وترسل معه غلامًا لها اسمه ميسرة، فوافق النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على ذلك وخرج إلى الشام.
دور صديقة خديجة في الزواج
من هي صديقة خديجة التي ألمحت للرسول برغبتها بالزواج منه؟
للإجابة على هذا السؤال لا بُدّ من استعراض دور صديقة السيدة خديجة -رضي الله عنها في خطبتِها، فبعد عودة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى مكة، وانتهائه من رحلة التجارة، عاد ميسرة إلى السيدة خديجة بنت خويلد وأخبرها بما رأى من صفات حميدةٍ في رسول الله.
ولاحظت أم المؤمنين البركة في مالها، وأمانته وحرصِه عليه، فرأت فيه الزوج الأمين الذي لا يطمع بالزواج منها كغيره من السادة والكبار، فتحدثت بذلك إلى صديقتِها نفيسة بنت منية؛ فذهبت صديقتها إلى رسول الله -صلّى الله عيله وسلّم- وفاتحته بالزواج من خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، والتي كانت تبلغ من العمر آنذاك أربعين سنة.
خطبة خديجة من أهلها
بعدما وافق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على الزواج من خديجة -رضي الله عنها- ذهب إلى أعمامه وأخبرهم بأمره، فخرجوا إلى عمّ خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وطلبوها للزواج من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فوافقت على ذلك وتمَّ زواجهما مقابل صاداقٍ مقداره عشرين بكرة، وحضر هذه الخطبة بنو هاشم، وسادةٌ من مضر.
وكان ذلك بعد عودته من بلاد الشام بشهرين، وكانت خديجة أم المؤمنين أول زوجات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكانت أفضل نساء قومها، وأرفعهنَّ نسبًا، وأكثرهنَّ حكمة، ولم يتزوج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بامرأة غيرها حتى توفيت -رضي الله عنها-. وكان لقبها في قومِها الطاهرة.
محبة النبي لزوجته خديجة
تجلت محبة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لزوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- في مواقف عديدة، منها ما يأتي:
- كان يُكثر من ذكرِها بعد وفاتِها: وذلك فيما روته عائشة أم المؤمنين حيث قالت: (ما غِرْتُ علَى أحَدٍ مِن نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما غِرْتُ علَى خَدِيجَةَ، وما رَأَيْتُهَا، ولَكِنْ كانَ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُكْثِرُ ذِكْرَهَا، ورُبَّما ذَبَحَ الشَّاةَ ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أعْضَاءً، ثُمَّ يَبْعَثُهَا في صَدَائِقِ خَدِيجَةَ، فَرُبَّما قُلتُ له: كَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إلَّا خَدِيجَةُ، فيَقولُ: إنَّهَا كَانَتْ، وكَانَتْ، وكانَ لي منها ولَدٌ)، فقد كان حريصًا على ذكرها ووصلها حتى بعد وفاتِها.
- كان يبرّ صديقاتها: فكان يذبح الشاة ويرسل به إلى أصدقائها براً بها بعد وفاتِها، وقد روت ذلك عائشة أم المؤمنين حيث قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فيَقولُ: أَرْسِلُوا بهَا إلى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ)، فكان هذا من مظاهر محبة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لها.
- كان يُكثر من الثناء عليها بعد وفاتها: وكان يعد حبها له رزقًا من الله تعالى، حيث جاء في الصحيح أن النبي -صلّى الله عيله وسلّم- قال: (إنِّي قدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا)؛ أي حب السيدة خديجة -رضي الله عنها-.
خالصة المقال: تعرّف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على السيدة خديجة من خلال التجارة في أموالها إلى بلاد الشام، وكانت خديجة من سادات قريش وأشرافهم. وأخلاق النبي الحسنة كالأمانة والصدق كان سبب طلب السيدة خديجة للزواج من النبي، وقد تزوجها رسول الله وهو يبلغ من العمر 25 عامًا، بينما كانت تبلغ خديجة أم المؤمنين 40 عامًا، وأحبّها رسول الله في حياتِها وبعد وفاتِها، وبقي مُخلصًا لها.