قصة روميو وجولييت
نبذة عن قصة روميو وجولييت
هي عمل مسرحي مأساوي (تراجيدي) للأديب والشاعر الإنجليزيّ ويليام شكسبير، نُشرت لأوّل مرّة عام 1597، تبع ذلك طباعة ونشر ثلاث نسخ أخرى منها في الأعوام 1599، 1609، 1623 على التوالي، مع اختلافات متعدّدة في النص. ومن الجدير بالذكر أن معظم الإصدارات والطبعات الحديثة مأخوذة من النسخة الثانية المطبوعة في عام 1599. تُرجمت أعمال شكسبير ومنها مسرحيّة روميو وجولييت إلى عدد من اللغات تجاوز المئة، وكانت اللغة العربيّة واحدة من اللغات التي نشرت المسرحيّة وأُدّيت بها، إلى جانب الألمانيّة، والإسبانيّة، والكوريّة، والفرنسيّة، والإيطاليّة، واليابانيّة ولغات أخرى عديدة. ويُذكر أن أعمال شكسبير تم الاعتماد عليها في إنتاج سبعة أعمال فنيّة باللغة العربيّة في الفترة ما بين العامين 2004 و 2015. وقد لعب الممثل الإنجليزيّ الشهير ريتشارد بيرباج دور روميو في العرض الأول للمسرحيّة إلى جانب الممثل روبرت جوفي الذي لعب دور جولييت وقتها، إذ إنّ انخراط المرأة في الأعمال المسرحيّة لم يكن مسموحاً آنذاك. ومن الجدير بالذكر أن شكسبير استأنس عند كتابته لمسرحيّة روميو وجوليت بقصيدة ملحميّة للشاعر الإنجليزي آرثر بروك بعنوان "التاريخ المأساويّ لروميو وجولييت"، والتي كتبها بروك بدوره متأثراً بحكاية للكاتب الإيطالي ماتيّو بانديلو.
الشخصيات
احتوت قصة روميو وجولييت على العديد من الشخصيات، وهي:
- روميو: بطل القصّة. وهو ابن عائلة مونتيجيو.
- جولييت: بطلة القصّة، وواحدة من الشخصيّات الرئيسيّة في المسرحيّة، وهي ابنة كابوليت صاحبة الثلاثة عشر عاماً.
- فرير لورانس (الراهب لورانس): رجل طيّب يقوم بمساعدة روميو وجولييت في محنتهما.
- الممرضة: الصديقة المقرّبة لجولييت ومربيتها ومعلمتها.
- مونتيجيو: كبير عائلة مونتيجيو؛ واحدة من العائلات الرئيسيّة في مدينة فيرونا، حيث تقع أحداث القصة.
- كابوليت: كبير عائلة كابوليت؛ واحدة من العائلات الرئيسيّة في مدينة فيرونا. على عداء قديم مع عائلة مونتيجيو.
- إسكالوس: أمير فيرونا وحاكمها.
- باريس: شاب نبيل وقريب الأمير إسكالوس.
- روزالين: قريبة السيّد كابوليت، التي يكون روميو واقعاً في حبّها في بداية المسرحيّة.
- بينفوليو: صديق روميو وابن عمه، وهو ابن أخ مونتيجيو.
- ماركيشيو: قريب الأمير، وصديق روميو.
- تيبالت: قريب جولييت والسيّدة كابوليت.
- الراهب جون: راهب في الكنيسة نفسها التي يعمل فيها الراهب لورانس.
- السيّدة كابوليت: زوجة كابوليت.
- السيّدة مونتيجيو: زوجة مونتيجيو.
- بالثازار وأبرام: خادما منزل مونتيجيو.
- سامسون و جريجوي: خادما منزل كابوليت.
الحبكة
تقع أحداث القصّة في مدينة فيرونا الإيطالية ، حيث يكون العداء القديم بين عائلتي مونتيجيو وكوبولت يوشك أن يتجدد. ويحذّر الأمير إسكالوس والذي يكون أمير فيرونا وحاكمها الطرفين من عواقب إخلالهما بسلام المدينة والتي قد تصل إلى عقوبة الموت. في هذا الوقت يكون روميو واقعاً في حب روزالين، ويقوم صديقه بينفوليو بالتخفيف عنه. فيذهب روميو وصديقه إلى حفلة مقامة من قبل عائلة كابوليت مرتدين أقنعة كي لا يُعرفا، ولكن تيبالت يعرف بوجود روميو ويهمّ بقتاله، إلّا أن السيّد كابوليت يمنعه من ذلك. فيرجع روميو بعد طرده من الحفل ليلتقي بجولييت، فيتبادلان الوعد بأن يُحبّا بعضهما للأبد. ثم يخبر روميو الراهب لورانس بما جرى، فيوافق الراهب أن يزوّجهما.
يخبر بينفوليو ماركيشيو أن تيبالت يريد منازلة روميو الذي يأتي إليهما فيما بعد، ويتم إخبار الممرضة بخطة الزواج، وهي بدورها تخبر جولييت التي تنطلق إلى الراهب لورانس، ويتم هناك زواج روميو وجولييت. ثم يعود روميو ويرفض طلب تيبالت للمنازلة، إلّا أن ماركيشيو ينازل تيبالت بدلاً من روميو، فيقتله تيبالت. عندها يرجع روميو ويثأر لصديقه فيقتل تيبالت ثم يهرب، ويخبر بينفوليو الأمير بما حصل، فيقرر الأمير نفي روميو من فيرونا. وتخبر الممرضة جولييت عن أمر نفي روميو، وتعدها بأن ترتّب لهما لقاء. ويخبر الراهب روميو بأمر نفيه وينصحه بزيارة جولييت سرّاً ثم الخروج من فيرون إلى مانتوا.
يخبر كابوليت باريس أن بإمكانه أن يتزوّج جولييت خلال ثلاثة أيام، وتنقل السيّدة كابوليت الخبر إلى جولييت التي كانت لتوّها قد ودّعت روميو سريعاً، فترفض جولييت الزواج من باريس وتصرّ على رفضها رغم موجة الغضب التي كانت تعتري والدها، ثم تذهب بعد ذلك إلى الراهب لورانس سائلة إياه المساعدة، لتجد باريس عنده يرتّب أمر الزواج، وبعد رحيل باريس يبتكر الراهب خطّة لمساعدة جولييت تتلخص في إعطائها مشروباً يجعلها تبدو ميّتة لتتجنّب الزوّاج من باريس، ويقوم هو بإخبار روميو بالخطّة التي تنتهي بهروب روميو وجولييت إلى مانتوا والعيش هناك.
تخبر جولييت والدها أنها تقبل الزواج من باريس فوراً، فيقدّم موعده إلى اليوم التالي، وحينها تشرب جولييت السائل الذي أعطاها إيّاه الراهب، وعندما ظنّ الجميع أنها قد ماتت أعلنوا الحداد ونقلوا جسدها لتحضيره للدفن. لكن بالثازار أخبر روميو أن جولييت قد ماتت، فأقسم روميو أن يلقى جسده ميتاً إلى جانبها في تلك الليلة، فيبتاع سمّاً من أحد بائعي الأدوية والسموم . في هذه الأثناء يخبر الراهب جون الراهب لورانس أنّه لم يقدر على إيصال رسالته إلى روميو، فيدرك الراهب لورانس الخطر، ويذهب لإخبار جولييت بما حدث.
يذهب باريس إلى ضريح جولييت ليرثي جسدها المسجّى، فيواجه روميو هناك ويتعاركان، ويقتل روميو باريس، ثم يشرب السمّ ليموت إلى جانب جولييت. بعدها يصل الراهب لورانس فيجد روميو ميتاً وجولييت تستفيق من غيبوبتها، وعندما تجد جولييت روميو ميتاً ترفض أن تغادر، وبدلاً من ذلك تقتل نفسها بخنجر روميو. بعدها يصل مأمورو الشرطة، ويوضّح الراهب لورانس له ما حدث، وينتهي الأمر باتّفاق كابوليت ومونتيجيو على إنهاء الصراع بين العائلتين وإحلال السلام مع بعضهما البعض.
ويليام شكسبير مؤلف قصة روميو وجولييت
أثر ويليام شكسبير وأهميته
يعد ويليام شكسبير (بالإنجليزيّة: William Shakespeare) أحد أعظم الكتّاب باللغة الإنجليزية إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق، فلا يكاد أثر كتاباته يغيب عن الأعمال الأدبيّة التي أنتجها الكتّاب الإنجليز منذ وقت ظهوره وحتّى يومنا هذا. وقد أنجز شكسبير أعماله الأدبيّة في فترة زمنيّة تُعد مرحلة تحوّلٍ كبيرة مرّت بها اللغة الإنجليزيّة، مما جعل الكلمات والجمل الكثيرة التي ابتدعها، وطرقه الخاصّة في التلاعب بالبُنى اللغويّة والقواعديّة، تلعب دوراً رئيسيّاً في تكوين وتطوّر اللغة الإنجليزيّة من بعده. كما أنّ أعمال شكسبير لم تُلقِ بظلالها على الأدباء في إنجلترا فقط، بل ظهر تأثيرها في عمالقة الأدب الغربيّ من أمثال جوته، وفولتير، وكيتس، وتشارلز ديكنز، وفولكنر، وغيرهم. وقد غلب الطابع الكلاسيكيّ على أعمال ويليام شيكسبير، لا سيما الطابع المأساويّ (التراجيدي) الذي كان سيّد الموقف في كتاباته، ومسرحيّة روميو وجولييت خير مثال على تلك المأساويّة التي امتازت بها نصوص شكسبير.
حياة ويليام شكسبير
لم يصلنا كل ما يتعلّق بسيرة حياة شكسبير؛ ذلك أنّ الكثير من تلك المعلومات ضاعت بسبب تقادم الزمن عليها، ولكن الرواية الأكثر موثوقيّة هي أنّه وُلد في الثالث والعشرين من شهر نيسان/أبريل من العام 1564، اعتماداً على تاريخ تعميده في ستراتفورد المعروف في السادس والعشرين من نسيان ومن المفترض أن يكون التعميد بعد 3 أيام من ميلاده، ترعرع شكسبير في ستراتفورد وأنشأ عائلته فيها، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في العاصمة لندن والتي كانت مركز المسرح الإنجليزيّ حينها.
كان ويليام شكسبير الابن الأكبر لجون شكسبير(بالإنجليزية: John Shakespeare) الذي كان يعمل في صناعة الجلود والقفازات، وزوجته ماري آردن(بالإنجليزية: Mary Arden). وكان الأخ الأكبر لثلاثة أخوة ذكور؛ هم جيلبيرت، وريتشارد، وإدموند، وأختين هما آني -التي ماتت في السابعة من عمرها- وجوان. ولم يكن الفتى ويليام ليصبح أكبر أبناء جون وماري لولا وفاة شقيقتيه اللتين قضتا وهما رضيعتان.
تلقّى ويليام شكسبير تعليمه في مدرسة سترادفورد لقواعد اللغة (بالإنجليزية: King's New School in Stratford)، وبقي فيها إلى أن بلغ سن الخامسة عشرة. وبعد قرابة الثلاثة أعوام تزوّج من فتاة تكبره بثمانية أعوام تقريباً هي آن هاثواي (بالإنجليزية: Anne Hathaway) وأنجبا سوزانا، لينتقل بعدها شكسبير إلى العمل في لندن تاركاً زوجته وطفلته في سترادفورد. ثم أنجب ويليام شكسبير من زوجته آن توأمين هما جوديث وهامنت (ابن شكسبير الذكر الوحيد الذي مات في سنة 1596 وهو في الحادية عشرة). منذ انتقاله إلى لندن بدأ شكسبير العمل في التمثيل وكتابة المسرحيّات، وحتّى في الأعمال الاستثمارية التي نجح في كسب الأموال منها عن طريق شراكته في شركة لورد تشامبرلاين مين (بالإنجليزية: Lord Chamberlain's Men)، حيث بدأ في تلك المرحلة نَيل الشهرة والسمعة بشكل تدريجيّ في الوسط المسرحي في لندن.
رحل شكسبير في الثالث والعشرين من نيسان/أبريل عام 1616 في سن الثانية والخمسين لأسباب مجهولة، وكانت المفارقة الغريبة أن تاريخ وفاته تطابق مع تاريخ ميلاده (المحتمل).