قصة ثعلبة الأنصاري مانع الزكاة
قصة ثعلبة الأنصاري مانع الزكاة
نزلت في سورة التوبة بعض الآيات الكريمة والتي تتحدث عن منع الزكاة، وامتناع المنافقين عن أدائها وإخراجها، وقد ذكر بعض المفسرون أن هذه الآيات نزلت في ثعلبة الأنصاري، وفي هذا المقال سرد لقصته.
الآيات التي نزلت بسبب هذه الحادثة
قال تعالى: (وَمِنهُم مَن عاهَدَ اللَّـهَ لَئِن آتانا مِن فَضلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكونَنَّ مِنَ الصّالِحينَ * فَلَمّا آتاهُم مِن فَضلِهِ بَخِلوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُم مُعرِضونَ * فَأَعقَبَهُم نِفاقًا في قُلوبِهِم إِلى يَومِ يَلقَونَهُ بِما أَخلَفُوا اللَّـهَ ما وَعَدوهُ وَبِما كانوا يَكذِبونَ * أَلَم يَعلَموا أَنَّ اللَّـهَ يَعلَمُ سِرَّهُم وَنَجواهُم وَأَنَّ اللَّـهَ عَلّامُ الغُيوبِ)،هذه هي الآيات التي نزلت بسبب حادثة ثعلبة بن أبي حاطب، وهي الآيات (75-78) من سورة التوبة.
القصة باختصار
يروي المفسرون أن ثعلبة بن أبي حاطب طلب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يدعو الله -سبحانه وتعالى- له أن يرزقه مالاً، فزجره النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبيَّن له أن قليلاً من المال يؤدي شكره خير من كثير لا يستطيع شكره، فكان رده أن حلف بالله -عز وجل- لئن آتاه مالاً ليؤتين كل ذي حق حقه، فدعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستجاب له الله -سبحانه وتعالى-، ورزقه أغناماً.
فنمت تلك الأغنام حتى ضاقت عليه طرقات المدينة المنورة، فأخذها بجوار المدينة بها، وظل يشهد الصلاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين، ثم يخرج إليها، ثم نمت أكثر حتى تعذرت عليه مراعي المدينة، فابتعد إلى خارجها أكثر، فلم يكن يستطيع إلا أن يشهد الجمعة فقط، ثم يخرج إليها، وترك صلاة الجماعة ، ثم نمت أكثر فابتعد بها عن حدود المدينة، فترك الجمعة والجماعة.
ثم أنزل الله -سبحانه وتعالى- على رسوله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها)،فوظّف على جمع الصدقات رجلين، وأعطاهما كتاب ليعرضاه على المسلمين ليدفعوا بموجبه الزكاة المترتبة عليهم، فلما أتيا ثعلبة، طلب منهما أن يذهبا إلى الناس، فإذا فرغا فليمرا به، فلما عادا وطلبا منه زكاته قال: "ما هذه إلا أخت الجزية!" فتركاه، فأنزل الله -سبحانه وتعالى- فيه الآيات.
مرت الأيام ثم جاء ثعلبة بالصدقة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فرفض أن يقبلها؛ لأن الله -عز وجل- منعه من أخذها، فأخذ يحثو التراب على رأسه، فلما توفي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، جاء بصدقته إلى أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- فلم يقبلها، وكذلك فعل عمر -رضي الله عنه- في خلافته فلم يقبلها، وتوفي ثعلبة في زمن عثمان -رضي الله عنه-.
مدى صحة هذه القصة
ضعَّف أهل العلم ولا سيما علماء الحديث هذه القصة وقد ذكر القرطبي أن ثعلبة صحابي أنصاري شهد غزوة بدر وممن شهد الله -سبحانه وتعالى- له ورسوله -صلى الله عليه وسلم-بالإيمان حسب آيات أول الممتحنة، وكذلك قال بعدم صحة الرواية ابن حزم في المحلى، وقال عنها الحافظ العراقي أن سندها ضعيف، وقال عنها الألباني أنها رواية ضعيفة جداً.