قصائد شعرية جميلة
قصيدة بكيْتُ على الشّبابِ
- قصيدة "بكيت على الشباب" لأبي العتاهية:
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
- فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ
فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ
- نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً
- كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً
- فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ
قصيدة إلى أمي
- قصيدة "إلى أمي" لمحمود درويش:
أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوماً على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني، إذا عدت يوماً
وشاحًا لهدبك
وغطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلهًا
إلهًا أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقوداً بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت، فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع...
لعشّ انتظارك!
قصيدة قال السماء كئيبة وتجهما
- قصيدة "قال السماء كئيبة وتجهما" لإيليا أبو ماضي:
قالَ: السماءُ كئيبةٌ وتجهما
- قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهم في السما
قال: الصبا ولّى فقلت له: ابتـسمْ
- لن يُرجعَ الأسفُ الصبا المتصرما
قال: التي كانت سمائي في الهوى
- صارَتْ لنفسي في الغرامِ جــهنّما
خانت عـهودي بعدما ملكـتها
- قلبي فكيف أطيق أن أتبســما
قلـــت: ابتسم واطرب فلو قارنتها
- لقضيت عـمرك كله متألما
قال: الـتجارة في صراع هائل
- مثل المسافر كاد يقتله الـظما
أو غادة مسلولة محتاجة
- لدم وتنفث كلما لهثت دما
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
- وشفائها فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرماً وتبيت في
- وجل كأنك أنت صرت المجرما؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم
- أَأُسرُّ والأعداءُ حولي في الحمى؟
قلت: ابتسم لم يطلبوك بذمهم
- لو لم تكن منهم أجلّ وأعظما
قال: المواسم قد بدت أعلامها
- وتعرضت لي في الملابس والدمى
وعليّ للأحبابِ فرضٌ لازمٌ
- لكن كفّي ليس تملك درهماً
قلت: ابتسم يكفيك أنك لم تزل
- حيًّا ولست من الأحبة معدما
قال: الليالي جرعتني علقما
- قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنّماً
- طرح الكآبة جانباً وترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهماً
- أم أنت تخسر بالبشاشة مغنماً؟
يا صاح، لا خطر على شفتيك أن
- تتثلما، والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى
- متلاطمٌ ولذا نحب الأنجما
قال: البشاشة ليس تسعد كائناً
- يأتي إلى الدنيا ويذهب مُرغماً
قلت ابتسم مادامَ بينك والردى
- شبرٌ فإنك بعدُ لنْ تتبسّما
قصيدة أعاتب دهراً
- قصيدة "أعاتب دهراً" لعنترة بن شداد:
أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ
- وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ
وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني
- وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ
خَدَمْتُ أُناساً وَاتَّخَذْتُ أقارباً
- لِعَوْنِي وَلَكِنْ أصْبَحُوا كالعَقارِبِ
يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبةٍ
- وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ
ولولا الهوى ما ذَلَّ مثلي لمثلهم
- ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ
ستذكرني قومي إذا الخيلُ أصبحتْ
- تجولُ بها الفرسانُ بينَ المضاربِ
فإنْ هُمْ نَسَوْني فالصَّوَارمُ والقَنا
- تذكرهمْ فعلي ووقعَ مضاربيِ
فيَا لَيْتَ أَنَّ الدَّهْرَ يُدني أَحبَّتي
- إليَّ كما يدني إليَّ مصائبي
ولَيْتَ خيالاً مِنكِ يا عبلَ طارقاً
- يرى فيضَ جفني بالدموعِ السواكبِ
سأَصْبِرُ حَتَّى تَطَّرِحْني عَواذِلي
- وحتى يضجَّ الصبرُ بين جوانبيِ
مقامكِ في جوِّ السماء مكانهُ
- وَباعِي قَصيرٌ عَنْ نوالِ الكَواكِبِ
قصيدة قارئة الفنجان
- قصيدة "قارئة الفنجان" لنزار قباني:
جَلَسَت والخوفُ بعينيها
تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي،
قد ماتَ شهيداً
من ماتَ على دينِ المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
ستُحِبُّ كثيراً وكثيراً..
وتموتُ كثيراً وكثيراً
وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحانَ المعبود
فمُها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتُها موسيقى وورود
لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
من حاولَ فكَّ ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً
في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبداً..
في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع..