قراءة في رواية حكايات الموتى
قراءة في رواية حكايات الموتى
رواية حكايات الموتى هي رواية للكاتب تامر إبراهيم، تتألف من مجموعة من القصص المرعبة والمثيرة، المقدمة بأفكار مختلفة وجديدة، وحبكات لا يمكن التنبؤ بها، كل قصة فيها تحمل حكاية غير مألوفة.
فقصة مسابقة العصر التي تستحق خوضها إذا كان المتسابق يستطيع دفع الثمن وأسطورة الأنكو، وقصة "نحن" وما يمارسونه من طقوس محرمة وسط القبور، والعشرون دقيقة الأخيرة التي تحكي عن قطار يشق طريقه في الثلوج ويسابق الزمن ليأخذ القارئ في رحلة مثيرة من أجل الحياة.
وقصة ذو المعطف الأخضر والأطفال ذوي الحظ العثر الذين كتب لهم رؤيته، وغيرها من الحكايات الشيقة والمثيرة، وهذه الرواية تحتوي على مجموعة مكونة من 10 قصص تتنوع بين الرعب النفسي والرعب العضوي، وهذه القصص هي كما يأتي:
- مسابقة العصر.
- الآن أفهم.
- تلك الشجرة.
- زوجتي.
- يقولون إنه.
- نحن.
- ليلة واحدة.
- العشرون دقيقة الأخيرة.
- دي أو دي.
- في المقهى.
نبذة عن كاتب رواية حكايات الموتى
كتب هذه الرواية واحد من أفضل كتاب الرعب في الوطن العربي، وهو الدكتور والأديب المصري تامر إبراهيم، الذي بدأ ظهوره حينما كتب أكثر من عدد في سلسلة سلة روايات، ثم اشترك مع الكاتبين تامر فتحي وتامر أحمد في سلسلة ميجا.
وبدأ أول سلسلة منفردة له بعنوان عبر الزمن، ثم اشترك في سلسلة فيروس، وشارك في قوس قزح وموسوعة الظلام وعشاق الأدرينالين مع دكتور أحمد خالد توفيق وغيرها.
آراء نقدية في رواية حكايات الموتى
قال دكتور أحمد خالد توفيق عن رواية حكايات الموتى: (أفكار كثيرة طازجة، وحبكات لا يمكن التنبؤ بها، دعك من صفة تروق لي كثيرًا وهي الجرعة الأدبية العالية، لا يمكن أن تقارن هذه القصص بالأسلوب الخبري المسطح لكتاب رعب كثيرين، بهذا احتفظ بسحر الرعب وإثارته، لكنه كذلك أعطى القارئ سحر الأدب وتعبيرات يتوقف عندها كثيرًا).
وبالفعل يشيد القراء بالقصص في رواية حكايات الموتى ويقولوا أنها حكايات مبتكرة وجريئة تخرج عن إطار الأفكار المعتادة المملة في أدب الرعب، لأن الكاتب هنا يمزج بين الدموية و الخيال العلمي بطريقة مذهلة تنم عن احترافه، كما أنه يستخدم أسلوبه الخاص في السرد ، البعيد كل البعد عن الطريقة الخبرية المملة التي يشتهر بها أدب الرعب الكلاسيكي.
بل يعتمد الكاتب العديد من تقنيات السرد المتنوعة، التي يبعد بها القارئ عن الملل، فمرة يستخدم تقنية السرد الفيلمي، ومرة الأسلوب الخبري ، ومرة الحكاية الذاتية، مما يضفي الكثير من المتعة على الرواية.
ومن جانب آخر يهتم الكاتب بشخصيات القصص جدًا، كونه ملم بفهم واسع للنفس البشرية، لذا يضع كل شخصية في مكانها الصحيح ببراعة، وقد نجح في وصف ما يدور في عقل كل شخصية كأنه هي تمامًا، لذا يجعل القارئ يرغب في قراءة الرواية في يوم واحد فقط بكل تحمس وشوق دون أن يصيبه الملل لحظة واحدة.
اقتباسات من رواية حكايات الموتى
في رواية حكايات الموتى لا يمتعنا الكاتب بالحكايات فقط، لكنه يمتعنا بنصوص وعبارات تؤثر في النفس بقوة، وتصيب القلب مباشرة، وتترك أثرها حتى بعد الانتهاء من الرواية، ومن أهم الاقتباسات المميزة التي ذكرت في الرواية -على سبيل المثال لا الحصر- ما يأتي:
- أنت تعرف ذلك الشعور، حين يسير كل شيء وفقا لما تريد وحين تحصل على ما تبغيه وتحقق ما تصبوا إليه، هذا لا يحدث على أرض الواقع إلا في حالة واحدة فقط، لو كانت كارثة موشكة على الحدوث قريبًا.
- هدوء ما قبل العاصفة كما يسمونه، لا تتجاهل هذا الإحساس أبدًا لو شعرت به، فالحياة لا تمنح إلا لتأخذ، ولا ترضى عنك إلا لتثور فجأة، وحين تفعل، ترد لك الصاع بألف.
- في الداخل كان الظلام في انتظاري يبادلني النظرات، وكانت هناك تلك الرائحة التي تميز بيوت الفقراء عن سواها، رائحة مزيج عجيب من رائحة الثوم ومساحيق الغسيل والغبار والتعاسة.
- كما يحدث في كل مكان، بدأت الزوبعة، هدأت الزوبعة، نسي الكل الزوبعة، وهذه هي المصيبة.
- الكل يحفظ كالببغاء، بينما انقرض التفكير إلا عند القلة ورهبان التبت.
- هيا لنعترف معًا، نحن نحب أسوأ ما يمكن حدوثه للآخرين على ألا نتعرض نحن له.
- قليلة هي الأشياء التي تثير اهتمامي.