في أي شهر أعرف أني حامل بتوأم
في أي شهر أعرف أني حامل بتوأم
إنّ أبكر وقت للكشف عن الحمل بتوأم هو الشهر الثالث والرابع، وتحديدًا خلال الفترة الممتدة ما بين الأسبوع العاشر إلى الرابع عشر من الحمل ، وفي حالات قليلة يمكن رؤية التوائم خلال الفحص في وقت أبكر من ذلك، ولكنّ هذا الاحتمال ضعيف، فقد يظهر جنين واحد فقط ولا يظهر الآخر في هذه الفترة المبكرة من الحمل، إذ تخضع الحامل للفحص باستخدام تقنية التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) أو ما يعرف بالسونار لمتابعة أشهر الحمل، حيث تستخدم هذه التقنية أمواجاً صوتيةً ذات تردد عالٍ لغاية رسم صورة للأعضاء، والأنسجة، والأوعية الدموية، وتُعدّ هذه التقنية الوسيلة المؤكدة الوحيدة التي يُمكن من خلالها الكشف عن الحمل بتوأم، ولكن يُشار إلى أنّه في حال الحمل بأكثر من جنينين؛ فقد يكون من الصعب معرفة عدد الأجنة باستخدام الموجات فوق الصوتية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التصوير بالموجات فوق الصوتية يمكن أن يتمّ إمّا عن طريق البطن، وإمّا عن طريق الفحص المهبليّ، وفي الغالب يُفضل الأطباء اختيار الفحص البطنيّ إلا في المراحل المبكرة جدّا من الحمل؛ فعندئذ يكون الفحص المهبليّ أكثر وضوحًا.
طرق أخرى للكشف عن الحمل بالتوأم
يمكن استخدام طرق أخرى للكشف عن الحمل بالتوأم، ومن هذه الطرق ما يأتي:
تخطيط نبضات القلب الدوبلري
يمكن استخدام تقنية دوبلر (بالإنجليزية: Doppler system) بهدف تضخيم نبضات قلب الجنين وسماعها بوضوح أكثر، وذلك من خلال استخدام موجات صوت غير مؤذية، فإذا سمع الطبيب أكثر من نبض واحد باستخدام تخطيط دوبلر، فقد يُشير ذلك إلى وجود أكثر من جنين واحد، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يمكن اعتبار تخطيط دوبلر وسيلة مؤكدة لإثبات الحمل بالتوأم أو نفيه، فقد يكون النبض الثاني ناجمًا عن نبضات الجنين (الوحيد) ولكن من زاوية أخرى، وقد يتساءل البعض فيما إن كان نبض الأم الحامل قد يتداخل مع نبض الجنين فيُحدث لبسًا في ذلك، والجواب هو أنّ معدل نبضات قلب الجنين يختلف عن معدل نبضات قلب أمه، حيث يبلغ معدل نبضات الجنين ضعف معدل نبضات الأم، ولكن قد يُحدث نبض الأم نوعًا من الضوضاء يُصعّب على الطبيب تمييز الحمل بتوأم بالاعتماد على نبضات القلب. وعادة ما تكون نتيجة تخطيط نبضات القلب الدوبلري واضحة في أواخر الثلث الأول من الحمل، والذي يشمل الفترة المتراوحة ما بين اليوم الأول لآخر دورة شهرية وحتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل.
فحص البول والدم لمعرفة الحمل بتوأم
يُعدّ اختبار الحمل بواسطة فحص البول الوسيلة المعتادة للكشف عن الحمل، ويمكن أن يعطي فكرة عن احتمالية الحمل بتوأم، فإذا أُجري قبل غياب الدورة الشهرية ببضعة أيام، وكانت النتيجة إيجابية بظهور خط واضح غامق؛ فقد يُشير ذلك إلى الحمل بتوأم، ولكن لا يُمكن الاعتماد على هذا الفحص لتأكيد الحمل بتوأم؛ فقد يكون الخط غامقًا لأنّ كمية الماء التي شربتها الحامل خلال هذه الفترة كانت قليلة، ممّا جعل تركيز هرمون الحمل في البول أكثر، وبالتالي بدا الخط أكثر وضوحًا وقتامةً، وفي هذا السياق قد يتبادر إلى الذهن فيما إن كان فحص هرمون الحمل عن طريق الدم يُساعد في الكشف عن حمل التوائم، حيث يثعنى هذا الفحص بقياس مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (بالإنجليزية: (Human chorionic gonadotropin (hCG)، المعروف بهرمون الحمل، في الدم، حيث يفرز هذا الهرمون في بول ودم الحامل بعد عشر أيام من حدوث الحمل.
تشير مستويات هرمون الحمل المرتفعة في الدم إلى إثبات وجود الحمل، وهو يرتفع بصورة أكبر عند الحمل بالتوأم، ومع ذلك لا يمكن اعتماده كوسيلة لإثبات الحمل بتوأم لعدة أسباب، منها: احتمالية ارتفاع مستوياته لأسباب أخرى لا علاقة لها بعدد الأجنة، كحالات الحمل العنقودي (بالإنجليزية: Molar pregnancy)، وكذلك لا يمكن الاعتماد على نتائجه لأنّه لا يُعدّ من الفحوصات الروتينية للحامل، فهو يُجرى في حالات خاصة، كحالات النساء اللواتي خضعن للعلاج بهدف تعزيز فرص الحمل، ومن ناحية أخرى لا يمكن اعتماد قيمة ثابتة لهذا الهرمون لاعتبار أنّ القيم التي تزيد عليها مرتفعة، بمعنى أنّ مستوى هرمون الحمل يختلف من امرأة إلى أخرى، ولذلك يُعتمد مدى للقيم الطبيعية لهذا الهرمون بحسب عمر الحمل، فعلى سبيل المثال يُعدّ مستوى الهرمون طبيعياً في الأسبوع الخامس من الحمل إذا كان تركيزه بين 18-7340 ملي وحدة دولية/ مليلتر، وبالإضافة إلى جميع الأسباب المذكورة يُشار إلى أنّ نتائج فحص الدم تُقيّم بناء على عمر الحمل، والذي قد يكون غير دقيق من الأصل، نظرًا لاحتمالية الخطأ في حساب يوم الإباضة أو آخر دورة شهرية قبل الحمل. ونتيجة لكل الأسباب التي ذُكرت، لا يُعدّ تحليل الهرمون في الدم من الطرق المعتدة للكشف عن الحمل بتوأم.
اختبار ألفا فيتو بروتين
قد يُجرى اختبار ألفا فيتو بروتين (بالإنجليزية: Alpha fetoprotein)، واختصارًا AFP، في الثلث الثاني من الحمل، أي في الفترة الممتدة من الشهر الرابع وحتى انتهاء الشهر السادس، حيث يرصد هذا الاختبار مستوى أحد البروتينات المفرزة من كبد الجنين في دم الأم، والذي يسمى ألفا فيتو، وقد تشير مستوياته المرتفعة إلى وجود الحمل بالتوأم.