فوائد فيتامين أ للحامل
فوائد فيتامين أ للحامل
تكون احتياجات فيتامين أ خلال فترة الحمل أعلى بشكلٍ بسيطٍ من الوضع الطبيعيّ؛ حيث تحتاج النساء الحوامل بين عمر 19 و50 عاماً إلى 770 ميكروغراماً من فيتامين أ، وهو من المغذيات الأساسيّة للأم الحامل وجنينها، كما أنّه ضروريٌ لتطور وظائف الجسم، ويؤثر في العديد من أعضاء الجنين، وعلى الهيكل العظمي له، كما أنّه يُعزز من صحة البصر ، ووظائف الجهاز المناعي، ومن نمو القلب، والكلى، والعينين، والعظام، والجهاز التنفسي، والجهاز الدوراني، والجهاز العصبي المركزي لدى الأجنّة، بالإضافة إلى أنه يساهم في تقليل خطر الإصابة بالعدوى، وتحسين استقلاب الدهون، كما يُعدُّ فيتامين أ من المواد الغذائية الأساسية للنساء اللواتي على وشك الولادة؛ لأنه يساعد على إصلاح الأنسجة بعد الولادة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ من المحتمل فعاليّة فيتامين أ في زيادة القدرة على الرؤية في الإضاءة المنخفضة، حيث إنّ تناول فيتامين أ خلال فترة الحمل من قِبل النساء المُصابات بسوءٍ في التغذية يقلل من العشى الليلي (بالإنجليزيّة: Night blindness) بنسبة 37%، كما تبيّن أيضاً أنّ تناول فيتامين أ من قِبلهنِّ أثناء الحمل وبعد الولادة يقلل من خطر الإصابة بالإسهال بعد الولادة، ومن خطر الوفاة بنسبة 40%.
لقراءة المزيد حول الفوائد العامة لفيتامين أ يمكن الرجوع لمقال ما فوائد فيتامين A .
نقص فيتامين أ لدى الحامل
هناك بعض المجموعات الي لا تستطيع الحصول على كمية كافية من فيتامين أ، مثل النساء الحوامل والمرضعات في البلدان الفقيرة النامية، وخاصّةً خلال الثُلث الثالث من الحمل، أي من الشهر الـ7 إلى 9، وذلك بسبب تسارع نموّ الجنين، والزيادة الفسيولوجية في حجم الدم خلال هذه الفترة، وفي ما يأتي ذكر بعض الأعراض التي قد تحدث نتيجةً لنقصه خلال الحمل:
- جَفاف المُلتحمة: من الأعراض الأكثر شيوعاً لنقص فيتامين أ عند النساء الحوامل والأطفال حالة طبية للعين تدعى بجَفاف المُلتحمة (بالإنجليزيّة: Xerophthalmia)، وهي عدم القدرة على الرؤية في الإضاءة الخافتة، وتصبح القرنيّة في حالات النقص المتقدمة ضبابيّة، ويمكن أن تتسبب في حدوث تآكل، مما قد يؤدي إلى تلين القرنية (بالإنجليزية: Keratomalacia).
- مشاكل وأمراض قد تصيب الأطفال: قد يزيد نقص فيتامين أ من خطر الإصابة بالأمراض لدى الأطفال، أو الموت بسبب العدوى، كعدوى الحصبة والإسهال، وتكون آثار نقص فيتامين أ أكثر حدة كلما كان المريض أصغر سناً، فقد يتجاوز معدل الوفيات 50% عند الأطفال المصابين بنقص فيتامين أ في المراحل المُتقدمة.
- تقّرن الجلد: (بالإنجليزية: Keratinization)؛ حيث إنّ نقص فيتامين أ قد يسبب تقرناً في الجلد، والأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي ، والجهاز الهضمي، والمسالك البولية، مما يؤدي إلى جفاف الجلد، وعدوى الجهاز التنفسي، وضعفٍ في جهاز المناعة، وغيرها من الأعراض.
ولقراءة المزيد من المعلومات حول نقص فيتامين أ بشكلٍ عام يمكن الرجوع لمقال ما هي أعراض نقص فيتامين أ .
زيادة فيتامين أ لدى الحامل
تسبّب كميّات فيتامين أ الزائدة مجموعةً من الأعراض التي تظهر على المُصاب، ومنها: احمرار وتهيج الجلد، وارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة، والتغييرات في الرؤية، والغثيان، والدوخة، والصداع النصفي، وآلام العظام، والغيبوبة ، وتلف الكبد، ومن المهمّ خلال فترة الحمل ألّا يتمّ تناول جرعةٍ زائدةٍ من فيتامين أ، فكما ذكرنا سابقاً قد تسبّب الكميّات الكبيرة منه حدوث تشوهاتٍ وعيوبٍ خلقيّةٍ للجنين، وتسمماً في الكبد نتيجة لتراكم فيتامين أ، كما يمكن أن يتسبب بالإجهاض ، ويجب ألّا تتجاوز الكميّات المُستهلكة 2800 ميكروغرامٍ من فيتامين أ للحامل من عمر 14-18 عاماً، و3000 ميكروغرامٍ من 19-50 عاماً في اليوم، ومن العيوب الخَلقية التي يمكن أن تصيب الجنين نتيجةً لزيادة مستوياته خلال الحمل ما يأتي:
- التهاب الدماغ (بالإنجليزيّة: Encephalitis).
- صغر حجم الرأس (بالإنجليزية: Microcephaly).
- تشوه أو اختلال وظيفي في الغدة الزعتريّة (بالإنجليزيّة: Thymus).
- تشوه قحفي وجهي (بالإنجليزية: Craniofacial abnormality)؛ ومن أشهرها الشفة الأرنبيّة.
- تشوهات القلب والأوعية الدموية؛ ومن أشهرها انقلاب وضع الأوعية الدموية الكبيرة (بالإنجليزية: Transposition of the great vessels).
هل يمكن للحامل استخدام مكمّلات فيتامين أ
يُفضَّل تجنّب المُكمّلات الغذائيّة لفيتامين أ خلال فترة الحمل، أو للنساء اللاتي تتوقعن الحمل، إذ يمكن الحصول على ما يكفي منه عند تناول نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ جيّد، كما أنّ بعض فيتامينات ما قبل الولادة (بالانجليزية: Prenatal vitamins) تحتوي على كميّةٍ كافيةٍ من فيتامين أ، وعلى الرغم من أنّه مهمٌ لتطوّر الجنين بشكل سليم، إلا أنّ الجرعات الزائدة من فيتامين أ تكون ضارّة؛ وذلك لأنّ الجسم يخزن الكميات الزائدة في الكبد، مما قد يؤدي إلى تلف الكبد، وحدوث عيوب خَلقية لدى الأجنة.
كما يجب على النساء الحوامل الابتعاد عن أدوية علاج حبّ الشباب التي تحتوي على أيٍّ من مركبات فيتامين أ، مثل: مركب الريتينول، والتريتينوين أو حمض الريتينوئيك؛ الذي يُستخدم لعلاج الأمراض الجلديّة، بالإضافة إلى ضرورة تجنّب أيّ مكمّلٍ غذائيٍّ يحتوي على هذا الفيتامين، إضافةً إلى التحقّق من المُلصقات على الأدوية أو أيّ مادّةٍ قبل استخدامها.
فيتامينات أخرى مفيدة للحامل
تُعدُّ الخطّةُ الغذائيّةُ المتوازنة من أهمّ الأمور التي يمكن أن تُقدّمها الأمّ للمحافظة على صحّة طفلها، ويُفضّل اتّباع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ قبل وخلال الحمل، والتشجيع المستمر للأم على ذلك، كما يُنصح بقراءة الملصق الخاص بالمكملات الغذائية المُتناولة أثناء الحمل، للتأكد من أنّ المكونات والكميات فيها لا تتجاوز الاحتياجات اليومية، ومن الجدير بالذكر أنّ فيتامينات ما قبل الولادة الكاملة (بالإنجليزيّة: Complete prenatal vitamin) تحتوي على جميع المواد الغذائية، وبالتالي فإنّ تناول مُكمّلاتٍ إضافيّة قد يزيد من الجرعة اليوميّة المُوصى بها، ولذا يجب استشارة الطبيب دائماً قبل تناول أيّ مكملٍ أو دواء، ومن الفيتامينات المفيدة خلال الحمل ما يأتي:
- حمض الفوليك: حيث إنّه يُعدُّ من أهمّ الفيتامينات التي يجب البدء بتناولها قبل الحمل وحتى الأسبوع الـ12 من الحمل، بمقدار 400 ميكروغرامٍ في اليوم؛ حيث يساعد حمض الفوليك على الحدِّ من العيوب الخَلقية التي قد تصيب الجنين، والمعروفة بعيوب الأنبوب العصبي (بالإنجليزيّة: Neural tube defects)؛ مثل تشقّق العمود الفقري (بالإنجليزيّة: Spina bifida)، وتحتوي بعض الأطعمة بشكلٍ طبيعيّ على الفولات -كالخضراوات الورقية الخضراء- وهو الشكل الطبيعي لهذا الفيتامين، أمّا حمض الفوليك فهو الشكل الصناعيّ له، وهو يُضاف إلى بعض الأطعمة المختلفة؛ كحبوب الإفطار المدعمة، ومن الجدير بالذكر أنّ حصول الأم الحامل على الكميات الكافية من الفولات من الطعام يُعدُّ صعباً، ولذا يجب تناول مكملات حمض الفوليك.
- فيتامين د: هو من الفيتامينات الذائبة في الدهون، ويُعدُّ مهماً لعمل جهاز المناعة، وصحة العظام، وانقسام الخلايا، حيث يرتبط نقص فيتامين د خلال فترة الحمل بزيادة خطر الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية: Preeclampsia)، وسكري الحمل ، واحتمالية الولادة القيصرية، والولادة المبكرة، حيث إنّ الكمية الحاليّة المُوصى بها من فيتامين د خلال فترة الحمل هي 600 وحدة دولية يومياً، ويجب التحدث مع الطبيب حول إجراء فحص فيتامين د، وتناول المكملات المناسبة.
- حمض البانتوثينيك: (بالإنجليزيّة: Pantothenic acid)، وهو المعروف بفيتامين ب5، ويدخل في الجهاز الدوراني وعمليات الأيض داخل الجسم، وتبلغ الكمية اليوميّة المُوصى بها للشخص العادي من 4 إلى 7 مليغرامات منه، ويمكن الحصول على حمض البانتوثنيك من؛ اللحوم بما في ذلك الدجاج، ولحم البقر، والبطاطا، والحبوب الكاملة، والبروكلي، وصفار البيض.
- الرايبوفلافين: (بالإنجليزية: Riboflavin) أو فيتامين ب2، ويُعدّ مُهمّاً لتطوير خلايا الدم، والجلد، وبطانة الجهاز الهضمي للأم والطفل، وقد يساهم أيضاً في تقليل خطر الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الأطعمة تحتوي على الرايبوفلافين، بما في ذلك الحبوب المدعمة، والحليب الخالي من الدسم، والبيض، واللوز، والسبانخ، والبروكلي، والدجاج، والسلمون، ولحم البقر، وتحتاج الحامل إلى 1.4 مليغرام يومياً من فيتامين ب2، ولا يوجد حدٌ أعلى موصى به للرايبوفلافين، ولكنّ الجرعات العالية منه قد تُحوّل لون البول إلى البرتقالي.
- الثيامين: (بالإنجليزيّة: Thiamine) أو ما يُعرف بفيتامين ب1، ويعدُّ مُهمّاً لعمليّات الأيض، وتطوّر الدماغ، والجهاز العصبيّ، والقلب، وتحتاج الحامل إلى كميات أعلى من فيتامين ب1؛ حيث تبلغ الكمية المُوصى بتناولها للحامل 1.4 مليغرام.
- فيتامين ب12: ويسمى أيضاً بالكوبالامين (بالإنجليزية: Cobalamin)، ويساهم هذا الفيتامين في الحفاظ على الجهاز العصبي، وتشمل الكميّة الموصى بتناولها يومياً منه خلال فترة الحمل تقريباً 2.6 ميكروغرام، ويمكن الحصول على فيتامين ب12 من الحليب، والدواجن، والأسماك، وقد يساهم تناول مُكمّلات فيتامين ب12 مع حمض الفوليك، في التقليل من خطر إصابة الجنين بعيوب الأنبوب العصبيّ، والعيوب التي تؤثر في العمود الفقريّ والجهاز العصبيّ المركزي.
- فيتامين ب6: الذي يعرف بالبيريدوكسين (بالإنجليزيّة: Pyridoxine)، وهو مهمٌ في العديد من العمليات الأيضيّة، وفي تطوّر وعمل الجهاز العصبيّ، من خلال المساهمة في التركيب الحيويّ للناقلات العصبيّة، ويوجد فيتامين ب6 في العديد من الأطعمة؛ كالأسماك، واللحوم، والدواجن، والخضروات النشويّة، والفواكه غير الحمضيّة، وتجدر الإشارة إلى أنّ نقص فيتامين ب6 وحده يُعدُّ غير شائع، ويحدث في الغالب مع نقص فيتامينات ب الأخرى.
- فيتامين ج: يوجد هذا الفيتامين في العديد من الفواكه والخضراوات؛ كالبرتقال، والفراولة، والليمون، والمانجا، والطماطم، والكيوي، والفلفل الحلو، وغيرها، ويعزز فيتامين ج من التئام الجروح، ومن نمو الأسنان والعظام، إضافة إلى تحسين العمليّات الأيضيّة المختلفة، ويُوصى بتناول ما لا يقل عن 85 مليغراماً يومياً من مصادره المختلفة.
لمحة عامة حول فيتامين أ
يُعدّ فيتامين أ من الفيتامينات الذائبة في الدهون، والتي يحتاجها الجسم للعديد من الوظائف؛ كالمحافظة على الرؤية، وتعزيز صحة الجهاز المناعي ، كما أنّه أساسيٌّ للنموّ والتطوّر، والمحافظة على صحّة الجلد، وله شكلان؛ الأول هو الريتينول (بالإنجليزيّة: Retinol)؛ وهو الشكل النشط من فيتامين أ، ويوجد في المصادر الحيوانيّة، مثل: كبد الحيوانات، والحليب كامل الدسم ، وبعض الأطعمة المُدعّمة، أمّا الثاني فهو يعود للكاروتينات (بالإنجليزيّة: Carotenoids)، وهي أصباغ داكنة اللون توجد في الأغذية النباتيّة، ويمكن أن تتحوّل إلى شكلٍ نشطٍ من فيتامين أ، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك أكثر من 500 نوعٍ من الكاروتينات، ويُعّد البيتا كاروتين من أهمها، وهو من مضادّات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة.