فوائد عشبة الشيبة
عشبة الشيبة
تُعرف عشبة الشيبة (الاسم العلميّ: Artemisia absinthium) أيضاً بالأفسنتين، أو الأبسَنت، أو الدمْسيسة، أو الشيح الرّومي، أو الخُترُق، أو شيح ابن سينا، أو شجرة مريم، أو شيبة العجوز، أو الشُوَيلاء، ونذكر فيما يأتي بعض الفوائد التي توفرها هذه العشبة:
فوائد عشبة الشيبة حسب درجة الفعالية
لا توجد أدلة كافية على فعاليتها (Insufficient Evidence)
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الفوائد غير مؤكدة وبحاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها:
- تحسين الأعراض لدى المُصابين بمرض كرون: (بالإنجليزيّة: Crohn's disease)؛ وهو أحد أمراض الأمعاء الالتهابيّة (بالإنجليزيّة: Inflammatory bowel disease) التي تُسبّب التهاباً في الجهاز الهضميّ، ممّا يؤدي إلى الشعور بآلامٍ في المعدة، وإسهالٍ شديد، وضعفٍ عام، وفقدانٍ في الوزن، وسوء التغذية، وقد لوحظ في دراسةٍ نُشرت في مجلّة Phytomedicine عام 2007 أنّ تناول عشبة الشيبة مدّة 8 أسابيع قد ساعد على اختفاءٍ شبه كاملٍ لأعراض مرض كرون لدى 65% من الأشخاص الذين استخدموها.
- تحسين حالة المُصابين باعتلال الكلية بالجلوبولين المناعي أ: (بالإنجليزيّة: IgA nephropathy)، والمعروف أيضاً بمرض بيرغر (بالإنجليزيّة: Berger's disease)؛ وهو مرضٌ يصيب الكلى عند تراكم رواسب الجلوبيولين المناعي أ فيها، ممّا يتسبّب بالتهابٍ يؤدي إلى ضرر أنسجة الكلى، وقد تكون عشبة الشيبة بديلاً جيداً للسيطرة على مرض البيلة البروتينية (بالإنجليزيّة: Proteinuria) لدى مرضى اعتلال الكلية بالجلوبولين المناعي أ، وذلك وفقاً لدراسةٍ نُشرت في مجلّة American journal of kidney diseases عام 2010، لكن وعلى الرغم من ذلك يُحذَر الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى يُحذّرون من استهلاك عشبة الشيبة، فقد تسبب لهم بعض الأضرار، ولذلك يجب عليهم استشارة الطبيب قبل البدء باستخدامها، يمكنك قراءة المزيد حول ذلك في فقرة "محاذير استخدام عشبة الشيبة".
- المساعدة على الهضم: يؤدي شُرب 100 مليلترٍ من الماء إلى إحداث تأثير ضاغط أثناء هضم الطعام في المعدة؛ وذلك بسبب زيادة الانقباض العضليّ القلبيّ، وقد لوحظ أنّ إضافة مذاقٍ مرّ؛ مثل عشبة الشيبة إلى الماء قد أدّى إلى إحداث ضغطٍ إضافيٍّ بسبب زيادة مقاومة الأوعية الدموية المُحيطة، دون التأثير في ضغط الدم بعد الأكل.
- فوائدٌ أُخرى: يشيع استخدام عشبة الشيبة للعديد من الحالات الأخرى، ولكن ليست هناك دراساتٌ كافيةٌ تؤكد فعالية عشبة الشيبة في هذه الحالات، ونذكر من هذه الحالات ما يأتي:
- التخفيف من الاضطرابات في المرارة .
- زيادة التعرُّق.
- التخفيف من آلام لدغ الحشرات.
- تحسين حالات المصابين بفقدان الشهية .
- تحسين حالات الأشخاص الذين يعانون من فقدان الرغبة الجنسية.
- التخفيف من التشنُّجات.
دراسات حول فوائد عشبة الشيبة
أشارت بعض الدراسات العلمية إلى أنّ عشبة الشيبة قد توفر بعض الفوائد الصحية، ولكنّ هذه الدراسات غير مؤكدة، وما زالت هناك حاجةٌ لدراساتٍ أخرى لتأكيد تأثير هذه العشبة، ونذكر من هذه الدراسات ما يأتي:
- أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Journal of Helminthology عام 2017 إلى أنّ عشبة الشيبة قد تساعد على مكافحة نوعٍ من الديدان تُسمّى الشريطية القزمة (بالإنجليزية: Hymenolepis nana)، وما تُسبّبه من شللٍ، أو موتٍ، أو تغيُّراتٍ في تكوين الجسم؛ مثل تراكم الدهون ، وتدمير القناة الكلوية والبويضات داخل الرحم، ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات باستخدام مُستخلصاتٍ مختلفة، ومواد مختلفة، وبتراكيز مختلفة.
- بيّنت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Journal of the Science of Food and Agriculture عام 2005 أنّ عشبة الشيبة تمتلك نشاطاً مُضاداً للاكسدة بسبب مُحتواها المرتفع من المركّبات الفينولية (بالإنجليزيّة: Phenolic compounds)، والفلافونويدات (بالإنجليزية: Flavonoids)، وتجدر الإشارة إلى أنّ مضادات الأكسدة هي مركباتٌ تُنشّط عمليّة منح ذرات الهيدروجين لموادّ ضارّةً تُسمّى الجذور الحرّة، ممّا يوقف نشاطها.
- أشارت دراسةٌ مخبريّةٌ نُشرت في مجلّة Journal of Chemistry عام 2015 إلى أنّ زيت عشبة الشيبة العطري يمتلك نشاطاً مُضاداً للميكروبات والجراثيم.
- بيّنت دراسةٌ أوليّةٌ وصغيرة نُشرت في مجلّة Clinical Rheumatology عام 2015 أنّ عشبة الشيبة قد تُقلّل من الالتهابات والشعور بالألم عند استخدامها مدّة 12 أسبوعاً.
- أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Journal of Ethnopharmacology عام 2010 إلى احتمالية مساهمة عشبة الشيبة في الحفاظ على صحة الأعصاب، إضافةً إلى أنّها قد تساعد على التخفيف من السكتة الدماغية .
- أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Journal of Ethnopharmacology عام 2010، والتي أُجريت على الفئران إلى احتمالية مساهمة مُستخلص عشبة الشيبة في الحفاظ على صحة الكبد؛ بسبب أنشطتها المناعية، والمُضادة للأكسدة، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ إلى المزيد من الأدلة لمعرفة تأثير هذه العشبة في الكبد عند البشر.
أضرار عشبة الشيبة
درجة أمان عشبة الشيبة
تُعدّ عشبة الشيبة غالباً آمنة عند تناولها عن طريق الفم بالكميات الموجودة في الطعام والشراب، بشرط عدم احتوائها على مركّب الثوجون (بالإنجليزيّة: Thujone) الذي يُمكن أن يسبّب حدوث النوبات، وخسارة العضلات، والفشل الكلوي، والأرق ، وصعوبات النوم، إضافةً إلى التقيؤ، وتقلُّصات المعدة، والدوخة، وتغيُّر في معدّل ضربات القلب ، واحتباسٍ في البول، والعطش، كما قد يتسبّب في بعض الأحيان بخدرٍ في الأرجل والأيدي، والشلل، والموت.
أمّا بالنسبة للحوامل فإنّ عشبة الشيبة تُعدّ غالباً غير آمنة عند تناولها بكمياتٍ أكبر من الموجوة في الطعام؛ وذلك لأنّها قد تحتوي على الثوجون كما ذكرنا سابقاً، والذي بدوره قد يؤثر في الرحم، ويُعرِّض الحمل للخطر، كما لا يُنصح باستخدامه موضعياً على الجلد، وذلك لعدم وجود معلومات كافية عن التأثير الذي قد يتركه، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنُّب تناول الشيبة من قِبَل المرأة المُرضع لحين معرفة المزيد من المعلومات حولها.
محاذير استخدام عشبة الشيبة
يوصى بالحذر عند استخدام عشبة الشيبة في الحالات الآتية:
- الذين يعانون من حساسية نبات الرجيد، وما يُشبهه من النباتات: (بالإنجليزيّة: Ragweed)، يُمكن لعشبة الشيبة أن تسبّب ردود فعلٍ تحسُّسية لدى الأشخاص الذين يُعانون من حساسيةٍ تجاه العائلة النجمية (بالإنجليزيّة: Asteraceae)، والتي تضمّ كلٍّ من نبات الرجيد، والأقحوان، ونبتة المخملية، ولذلك يُنصح باستشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء باستهلاك عشبة الشيبة.
- الذين يعانون من البُرفيرية: (بالإنجليزيّة: Porphyria)؛ وهي حالةٌ وراثية نادرة تحدث للدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الثوجون الموجود في زيت عشبة الشيبة قد يزيد من إنتاج موادٍ كيميائيةٍ يُطلق عليها اسم البورفيرينات (بالإنجليزيّة: Porphyrins)، والتي بدورها تؤثر سلباً في حالة الأشخاص الذين يُعانون من البُرفيرية.
- المصابون باضطرابات الكلى: إنّ تناول زيت عشبة الشيبة قد يؤدي إلى الفشل الكلوي لدى اِخاص الذين يعانون أصلاً من مشاكل في الكلى، ولذلك يُنصح باستشارة الطبيب قبل البدء باستخدامه.
- الذين يعانون من النوبات: بما في ذلك الصرع ، إذ يُمكن للثوجون الموجود في عشبة الشيبة أن يتسبّب بالنوبات، كما أنّه قد يزيد من فرص حدوثها لدى الأشخاص الُمعرّضين لها.
التداخلات الدوائية مع عشبة الشيبة
قد يتداخل تناول عشبة الشيبة مع الأدوية المُستخدمة في علاج النوبات؛ مثل: الفينوباربيتال (بالإنجليزيّة: Phenobarbital)، والبريميدون (بالإنجليزيّة: Primidone)، وحمض الفالبرويك (بالإنجيزيّة: Valproic acid)، وغيرها، حيث تؤثر هذه الأدوية في المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، وهذا ما يُمكن لعشبة الشيبة فعله أيضاً، ممّا قد يُقلّل من فعالية هذه الأدوية.
الجرعات التي يمكن استهلاكها من عشبة الشيبة
تجدر الإشارة إلى عدم وجود إرشادات مُحددة للجرعات التي يُمكن استهلاكها من عشبة الشيبة في الوقت الحالي، وبشكلٍ عام؛ فإنّ من الضروري اتّباع الإرشادات المكتوبة على المنتجات التجاريّة من العشبة والموجودة في الأسواق، كما يجب استشارة مقدّم الرعاية الصحية قبل البدء باستخدامها، وخاصّةً أنّ آثارها الجانبية طويلة المدى، وجرعاتها الصحيحة غير معروفة حتى هذه اللحظة كما ذكرنا سابقاً.
لمحة عامة حول عشبة الشيبة
عشبة الشيبة (الاسم العلمي: Artemisia absinthium) هي نباتٌ مُعمّرٌ شبه خشبيّ، وينمو على شكل كُتلٍ، ويُشبه في مظهره ورائحته نبات الميرمية، ويعود موطنه الأصلي إلى أجزاءٍ من أوروبا وآسيا، وتنتمي عشبة الشيبة إلى الفصيلة النجمية، وتتميّز بأوراقها الخضراء الزيتونية المُغطاة بشُعيراتٍ رماديةٍ ناعمة، وعادةً ما يتم الحصول عليها من أماكن رمي النفايات المفتوحة، ومناطق الرعي الجائر، ولكنّها موجودةٌ أيضاً على الطرقات والمراعي.
وعادةً ما يتم تجفيف أوراق، وسيقان، وأزهار عشبة الشيبة لصنع الشاي ، إضافةً إلى توفّره على شكل مزيجٍ عُشبي، أو مكمّلاتٍ غذائية، كما يُمكن شراؤه مُجفّفاً، أو على شكل كبسولات، أو مُستخصات، أو صبغات، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذه المنتجات غير خاضعة للرقابة من قِبَل إدارة الغذاء والدواء، ولذلك يجب التحقُّق من الملصقات الموضوعة على عُلب هذه المنتجات، والتأكد من أنّها خاليةٌ من الملوّثات والمكوّنات الخفيّة.