فوائد الكركديه للسكر
فوائد الكركديه لمرضى السكري
يجدر التنبيه إلى أنّ من المهمّ لجميع المصابين بالسكري مراجعة أطبّائهم بشكلٍ دوريّ، والالتزام بالأدوية الموصوفة لهم من قبل الأطباء، بالإضافة إلى استشارة أخصائيّ التغذيّة لتجهيز نظامٍ غذائيٍّ مناسبٍ لاحتياجات المريض، فليس هناك طعام واحد يساعد وحده على التحكم بالسكري، وإنّما يجب إجراء التغيير في نمط الحياة بشكلٍ عام بما يتوافق وحالة المريض.
وهناك بعض الأدلة العلمية الأوليّة وغير المؤكدة التي تشير إلى أنّ الكركديه قد يكون مفيداً لمرضى السكري، فقد أُجريت بعض الأبحاث على الحيوانات التي بينت إمكانية مساهمة شاي الكركديه على التحكم بشكلٍ أفضل في مستويات السكر في الدم لدى المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني ، ومنها: الدراسة التي نشرتها مجلة Pharmacognosy Research عام 2013، حيث أُشير فيها إلى أنّ إعطاء الفئران المُصابة بمرض السكري من النوع الثاني لمستخلص الكركديه بجرعة كيلوغرامٍ واحدٍ لكلّ كيلوغرامٍ من وزنها يومياً يساهم في خفض مستويات الجلوكوز في الدم لديها.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ الكركديه قد يكون مفيداً في التخفيف من بعض التأثيرات الجانبية التي ترتبط بالإصابة بمرض السكري، ومنها: التأثير في مستويات دهون الدم لدى مريض السكري؛ حيث يعاني مرضى السكري من ارتفاع مستويات الكوليسترول الضارّ مُقارنةً بمستويات الكوليسترول النافع في الدم، ممّا يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبيّة والسكتات الدماغية . وقد أشارت إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة The Journal of Alternative and Complementary Medicine عام 2009 إلى أنّ استهلاك شاي الكركديه من قِبل مرضى السكري مدة 30 يوماً أدّى إلى زيادةٍ ملحوظة في مستويات الكوليسترول النافع، بالإضافة إلى انخفاضٍ ملحوظ في مستويات كُلٍّ من الكوليسترول الضارّ، والكوليسترول الكُليّ، والدهون الثلاثية في الدم.
وكما ذُكر سابقاً؛ يجدر الانتباه إلى أنّ استهلاك الكركديه يمكن أن يُقلل مستويات السكر في الدم، وبالتالي فإنّه قد يتداخل مع الأدوية الموصوفة لمرض السكري -والمذكورة أدناه في فقرة التداخلات الدوائيّة مع الكركديه-، وعليه فإنّه يتوجب على مريض السُكري مراجعة مقدم الرعاية الصِحيّة؛ لاستشارته، والتأكد من مدى أمان استخدام الكركديه في حالة المريض، وتعديل جرعات الأدوية بما يتناسب وحالته، لقراءة المزيد حول ذلك يمكنك الرجوع إلى فقرة محاذير استخدام الكركديه الموجودة أدناه.
أضرار الكركديه لمرضى السكر
درجة أمان الكركديه
يُعدّ الكركديه غالباً آمناً لمعظم الأشخاص عند استهلاكه بالكميات الموجودة في الطعام، ومن المحتمل أمان استهلاكه بكميّاتٍ دوائيّة؛ كتلك الموجودة في الزيوت أو المستخلصات، أمّا خلال فترة الحمل فمن المحتمل عدم أمان استهلاك الحامل للكركديه بجرعاتٍ دوائيّةٍ كبيرة، كما يجدر الانتباه إلى أنّه قد يُسبب بعض الآثار الجانبية لبعض الأشخاص، كالإصابة باضطراباتٍ مؤقتة أو آلامٍ في المعدة، أو صداعاً ، أو رنيناً في الأذنين، أو اهتزازاً، أو غازاتٍ، أو إمساكاً ، أو غثياناً، أو شعوراً بألمٍ عند التبوّل.
محاذير استخدام الكركيده
قد يؤدي استهلاك الكركديه من قِبل بعض الحالات الصِحية المذكورة آتياً إلى إصابتها بعددٍ من الآثار الجانبية المُحتملة، ولذلك يجب الحذر عند استهلاكه للمصابين بهذ الحالات، ونذكر منها ما يأتي:
- المصابون بمرض السكري: فكما ذُكر سابقاً؛ إنّ استهلاك الكركديه قد يؤثر في مستويات السُكر في الدم، وبالتالي قد تكون هناك حاجةٌ لتعديل الخطة العلاجيّة المُتبّعة من قبل مقدم الرعاية الصحية للسيطرة على مستويات السكر لدى مرضى السكري الذين يتناولون الكركديه.
- المصابون بانخفاض ضغط الدم: حيث يمكن لتناول الكركديه أن يُقلّل ضغط الدم، ممّا قد يُسبب انخفاضاً شديداً في مستوياته لدى الأشخاص الذين يعانون أصلاً من انخفاضٍ في ضغط الدم.
- الأشخاص الذين سيجرون عملية جراحية: حيث يمكن لاستهلاك الكركديه أن يؤثر في مستويات سكر الدم، ممّا قد يتداخل مع القدرة على السيطرة على مستويات السكر في الدم خلال الجراحة وبعدها؛ لذلك يُنصح الأشخاص الذين سيخضعون لجراحة تجنّب استهلاك الكركديه مدّةً لا تقلّ عن أسبوعين من الموعد المُقرر للجراحة.
التداخلات الدوائية مع الكركديه
قد يتعارض استهلاك الكركديه مع بعض الأدوية، ويُذكر بعضها آتياً:
- الأدوية المُضادة للسكري: كما ذُكِر سابقاً، فإنَّه يجب استشارة الطبيب قبل تناول الكركديه، حيث إنّه من الممكن أن يقلل من مستويات السكر في الدم، وقد يتفاعل مع الأدوية الخافضة لسكر الدم، مُسبباً بذلك انخفاضاً شديداً في مستويات سكر الدم، ممّا قد يَستدعي الحاجة لتغيير جُرعة أدوية السكري تحت إشراف الطبيب، وفيما يأتي بعض الأدوية المستخدمة لمرض السكري، والتي قد تتعارض مع استهلاك الكركديه:
- غليمبريد (بالإنجليزية: Glimepiride).
- غليبنكلاميد (بالإنجليزية: Glyburide).
- الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin).
- ميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin).
- بيوغليتازون (بالإنجليزية: Pioglitazone)
- روسيغليتازون (بالإنجليزية: Rosiglitazone)
- كلوربروباميد (بالإنجليزية:Chlorpropamide).
- غليبيزيد (بالإنجليزية: Glipizide).
- تولبوتاميد (بالإنجليزية: Tolbutamide).
- الأدوية الخافظة لضغط الدم: فكما ذُكر سابقاً؛ يمكن لاستهلاك الكركديه أن يُقلّل من ضغط الدم ، وبتالي فإنّ استهلاكه بالإضافة إلى هذه الأدوية قد يُسبب انخفاضاً شديداً في مستوياته، ممّا قد يَستدعي الحاجة لتغيير جُرعة أدوية ضغط الدم تحت إشراف مقدم الرعاية الصحية، وتوضح النقاط الآتية بعضاً من الأدوية المُستخدمة لخفض ضغط الدم:
- نيفيديبين (بالإنجليزية: Nifedipine).
- فيرباميل (بالإنجليزية: Verapamil).
- ديلتيازيم (بالإنجليزية: Diltiazem).
- فيلوديبين (بالإنجليزية: Plendil).
- أميلوديبين (بالإنجليزية: Amlodipine).
- الأسيتامينوفين: (بالإنجليزية: Acetaminophen)؛ إذ إنّ تناول مشروب الكركديه إضافةً إلى هذا الدواء قد يُسرع من عملية تخلص الجسم منه، وبتالي يُنصح بإستشارة مُقدم الرعاية الصحية، ومن الجدير بالذكر أنّه ما زال هنالك حاجة إلى المزيد من المعلومات الموثوقة لتأكيد هذا التأثير.
الفوائد العامة للكركديه
يُعدّ شاي الكركديه غنيّاً بمضادات الأكسدة القويّة التي تُساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض من خلال مقاومتها لتراكم الجذور الحرة التي تُسبب التلف لخلايا الجسم المختلفة، كما أشارت إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران ونشرتها مجلة Drug and Chemical Toxicology عام 2011 إلى أنّ استهلاك الفئران لمُستخلص الكركديه قد زاد من عدد الإنزيمات المضادة للأكسدة، بالإضافة إلى إنّه قلل من الآثار الضارة الناجمة عن الجذور الحرة بنسبةٍ قد تصل إلى 92٪.
ومن الجدير بالذكر أنّ الكركديه يحتوي أيضاً على العديد من المُركبات الكيميائيّة المُفيدة، ومنها: حمض الأسكوربيك؛ أو ما يُعرَف بفيتامين ج ، والبيتا كاروتين، والبيتا سيتوستيرول (بالإنجليزية: Beta-Sitosterol)؛ وهو ستيرول نباتي له تأثيرٌ مُحتمل في التقليل من الكوليسترول، بالإضافة إلى حمض الستريك، وألياف البكتين القابلة للذوبان، بالإضافة إلى مركبات البوليفينول، والتي تمتلك خصائص قوية مضادّّةً للأكسدة، ومنها: الكيرسيتين (بالإنجليزية: Quercetin)، والفلافونويدات؛ كالأنثوسيانين (بالإنجليزية: Anthocyanins) والأنثوسيانيدين (بالإنجليزية: Anthocyanidins).
أعشاب أخرى مفيدة للسكري
يُعدّ السُكري حالةً مرضيّةً دائمةً تؤثر في مُستويات السكر في الدم، وإفراز هرمون الإنسولين في الجسم على مدى الحياة، ولذلك فإنّ علاجها يكون مرتبطاً بشكلٍ أساسيٍّ بتغيير نمط حياة مريض السكري، وقد تتطلّب في بعض الأحيان الالتزام بالأدوية الموصوفة، ويجدر الانتباه إلى أنّ تناول الأعشاب ومكملاتها لن يعالج هذا المرض؛ ولكن يمكن لدمج بعض الأعشاب مع العلاج الموصوف من قِبل الطبيب أن يُساهم في التخفيف من الأعراض، والتقليل من المُضاعفات المرتبطة به، ومع ذلك يتوجب على المريض استشارة مقدم الرعاية الصحيّة الخاصّ به للتأكد من مدى أمان استهلاك هذه الأعشاب مع أدوية السكري، وتوضح النقاط الآتية بعضاً من الأعشاب التي يمكن استخدامها من قِبل مرضى السكري:
- القرفة: تُعدّ القرفة شائعة الاستخدام من قِبل مرضى السكري؛ إذ يمكن لتناولها أن يضيف نكهةً حلوةً للطعام دون إضافة السكر، كما أنّها توفر العديد من الفوائد الصحيّة، ومنها ما تشير إليه إحدى الدراسات التي نشرتها مجلّة علم وتكنولوجيا السكري عام 2010، إذ تبيّن خلال هذه الدراسة أنّ استهلاك الفئران للقرفة قد ساهم في التخفيف والوقاية من أعراض المُتلازمة الأيضية، ومرض السكري من النوع الثاني، والأمراض القلبيّة الوعائيّة. ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ معظم الدراسات التي أُجريت على القرفة لم تُجرَّب على البشر، ولذلك فإنّ هناك نقصاً في الأدلة التي تدعم تأثيرها، وآثارها الجانبيّة المُحتملة، ممّا يستدعي الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد مدى أمان استهلاكها وفعاليّتها.
- وللاطّلاع على المزيد من فوائد القرفة لمرضى السكر يمكنك قراءة مقال كيفية استخدام القرفة لمرضى السكر وفوائدها .
- الحلبة: قد تكون الحلبة مفيدةً للسيطرة على مستويات سكر الدم؛ حيث أشارت إحدى الدراسات الحديثة التي نشرتها مجلة Ayu journal عام 2017، وضمّت 60 شخصاً يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، وقد وُجد أنّ أولئك الذين أضافوا 10 غراماتٍ من بذور الحلبة منقوعةً في الماء إلى نظامهم الغذائيّ اليوميّ مدّة 6 أشهر مع الالتزام بحميةٍ غذائيّة وممارسة النشاط البدنيّ انخفضت لديهم مستويات السكر الصومي (بالإنجليزية: Fasting blood glucose) بشكلٍ ملحوظ في الشهر الخامس من التجربة، كما انخفضت مستويات السكر التراكمي (HbA1C) بشكلٍ ملحوظ خلال الشهر السادس من التجربة مقارنةً بأولئك الذين لم يأخذوا بذور الحلبة، ويجدر الذكر هنا أنّ النظام الغذائيّ والنشاط البدنيّ مهمّان للأشخاص المصابين بالسكري، ولا يجب الاعتماد على بذور الحلبة وحدها للتحكم بالسكري، بل يجب الالتزام بتعليمات الطبيب، واستشارته دائماً قبل إضافة أيّ نوعٍ من الأعشاب إلى النظام الغذائيّ.
- وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الحلبة للسكري يمكنك قراءة مقال فوائد الحلبة لمرض السكر .
- الزنجبيل: اقترحت مراجعةٌ وتحليلٌ إحصائيٌّ نشرتها مجلة Journal of Ethnic Foods عام 2015، وضمّت 5 دراساتٍ أنّ استهلاك مُكمّلات جذور الزنجبيل من قِبل مرضى السكري من النوع الثاني قد ساهم في التقليل من السكر التراكمي والسكر الصومي، وعلى الرغم من هذه النتائج إلا أنّ مرضى السكري يُنصحون باستشارة مقدّم الرعاية الصحيّة لتعديل جرعة الأدوية في حال الرغبة باستهلاك مكملات الزنجبيل؛ وذلك لأنّ الزنجبيل قد يتداخل مع بعض أدوية السكري.
وللاطّلاع على المزيد من الأعشاب وفوائدها لمرضى السكري يمكنك قراءة مقال كيف أخفض السّكر بالأعشاب .
لمحة عامة حول الكركديه
الكركديه (بالإنجليزية: Roselle) هو مشروبٌ عشبيُّ يُؤخَذ من كُؤُوسُ أزْهار نبات الكركديه (الاسم العلمي: Hibiscus Sabdariffa) التي تفصل بين ساق النبات وزهرته. وهناك عدة أجزاء أخرى صالحة للاستهلاك من نبات الكركديه؛ كأزهاره، وأوراقه، وبذوره، وزيته، ويمكن الحصول على الكركديه بعدّة أشكال، ومنها: أكياس الشاي، وبتلات الأزهار المُنفصلة، بالإضافة إلى أنّه يوجد على شكل مُستخلصاتٍ سائلة، أو كبسولات.
وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول الكركديه وفوائده يمكنك قراءة مقال ما هو الكركديه .