فوائد الكركديه الساخن للضغط
هل الكركديه الساخن مُفيد للضغط
للكركديه فوائد عديدة وحقيقة يشيع بين البعض أنّ هناك اختلافاً بين تأثير تناول الكركديه البارد والساخن في ضغط الدم، حيث ينتشر لدى البعض معتقد أنّ شرب مشروب الكركديه البارد يساهم في خفض ضغط الدم بشكلٍ طبيعي ومؤقت، وخاصةً في حال حدوث ارتفاعٍ فيه، وفي الحقيقة؛ فقد وجدت الدراسات أنّ الكركديه يساهم في خفض ضغط الدم سواء كان بارداً أم ساخناً، ولكن قد يكون شرب الكركديه البارد أفضل من شرب الكركديه المغليّ لخفض ضغط الدم، إلّا أنّ الاختلاف بين تأثيرهما غير مؤكد، وما زالت هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدراسات لتأكيده، وفي الآتي ذكرٌ لبعض الدراسات التي أشارت إلى ذلك:
- دراسة حول تأثير الكركديه الساخن في ضغط الدم: وجدت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلّة The Journal of Nutrition عام 2010 أنّ تناول ما يُعادل 236.6 مليلتراً من مغلي الكركديه 3 مرات يومياً ولمدّة 6 أسابيع خفض من ضغط الدم لدى الأشخاص الأكثر عُرضةً للإصابة بارتفاع ضغط الدم، والأشخاص الذين يُعانون من ارتفاعٍ خفيف فيه، وخاصةً ضغط الدم الانقباضي.
- دراسة حول تأثير الكركديه البارد في ضغط الدم: وجدت دراسة واحدة نُشرت في مجلّة International Journal of Academic Scientific Research عام 2017 أنّ شرب الكركديه البارد ساهم في خفض ضغط الدم الانقباضي (بالإنجليزيّة: Systolic blood pressure) بشكلٍ سريع، كما أنّه خفض من مُعدّل ضغط الدم بشكلٍ ملحوظ بعد 30 دقيقة دون حدوث أيّ تغيرات في مُعدّل نبض القلب أو ظهور أيّة أعراض جانبية لدى الإناث البالغات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الدراسة قد قارنت بين شرب مشروب الكركديه البارد والمغليّ في ضغط الدم، ووجدت أنّ الكركديه البارد يخفض من ضغط الدم بشكلٍ ملحوظ، أكثر من الكركديه المغليّ، وخاصةً ضغط الدم الانقباضي لدى الإناث البالغات اللاتي لا يُعانين من مشاكل في ضغط الدم، حيث يظهر هذا التأثير خلال مدة أقصاها 15 دقيقة، ولكن ما زالت هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج، ومعرفة طبيعة المواد المسؤولة عن فائدة خفض ضغط الدم.
وعلى الرغم من أنّ شرب الكركديه قد يساهم في خفض ضغط الدم، إلّا أنّه لا يُنصح بتناوله من قِبَل الأشخاص الذين يستخدمون دواء الهيدروكلوروثيازيد (بالإنجليزيّة: Hydrochlorothiazide)؛ وهو نوع من الأدوية المُدرّة للبول التي تُستخدم في حالات ضغط الدم المرتفع؛ وذلك بسبب احتمالية حدوث تداخل مع تأثير الدواء داخل الجسم، كما يجدر التنبيه إلى أنّه يمكن للكركديه أن يخفض من ضغط الدم، ممّا قد يؤدي إلى حدوث انخفاضٍ كبير فيه لدى الأشخاص الذين يُعانون من انخفاض ضغط الدم. لمعرفة المزيد حول أدوية ضغط الدم التي قد تتداخل مع الكركديه يمكنك قراءة فقرة "التداخلات الدوائية مع الكركديه" والموجودة أدناه.
وللاطّلاع على المزيد من فوائد الكركديه يمكنك قراءة مقال ما هو الكركديه .
أضرار الكركديه للضغط
درجة أمان الكركديه
بشكلٍ عام يُعدّ الكركديه غالباً آمناً لدى مُعظم الأشخاص عند تناوله بكميات قليلة، ومن المحتمل أمان تناوله بكميّاتٍ كبيرةٍ -كالموجودة في مستخلصاته أو مكملاته الغذائيّة- بالشكل المناسب، ويُعدّ حدوث أعراض جانبيّة نتيجة استهلاكه أمراً نادراً، ويمكن أن تتضمّن هذه الأعراض الألم أو الاضطراب بشكلٍ مؤقتٍ في المعدة، أو الإمساك، أو الغازات، أو الغثيان، أو الألم عند التبوُّل، أو الصداع، أو الطنين في الأذنين، أمّا بالنسبة للنساء خلال فترتي الحمل و الرضاعة الطبيعية فإنّه يُحتمل عدم أمان استهلاك الكركديه بكميّات كبيرة كالموجودة في مستخلصات الكركديه.
محاذير استخدام الكركديه
فيما يأتي ذكرٌ لبعض الحالات التي يجب الحذر فها عند تناول الكركديه:
- ضغط الدم المنخفض: كما ذُكر سابقاً فإنّه يمكن للكركديه أن يخفض من ضغط الدم، ممّا قد يؤدي إلى حدوث انخفاضٍ كبيرٍ فيه لدى الأشخاص الذين يُعانون من ضغط الدم المنخفض.
- مرض السكري: يمكن لاستخدام الكركديه أن يُقلّل من مستويات السكر في الدم، ولذلك يُنصح باستشارة الطبيب للتأكد من ما إذا كانت جرعة أدوية السكري بحاجة إلى تعديل أم لا.
- العمليات الجراحية: يمكن للكركديه أن يؤثر في مستويات السكر في الدم، ممّا يؤدي إلى صعوبة السيطرة على مستويات السكر في الدم أثناء العملية الجراحية وبعدها، ولذلك يجب التوقف عن استخدام الكركديه قبل أسبوعين على الأقلّ من موعد العملية الجراحية المُحدد.
التداخلات الدوائية مع الكركديه
فيما يأتي ذكرٌ لبعض الأدوية التي يمكن للكركديه أن يتداخل مع تأثيرها داخل الجسم:
- أدوية ارتفاع ضغط الدم: يمكن للكركديه أن يخفض من ضغط الدم، ولذلك يمكن لتناوله مع أدوية خفض ضغط الدم المرتفع أن يُسبّب انخفاضاً كبيراً فيه، ولذلك يجب عدم تناول كميات كبيرة من الكركديه في حال كان الشخص يستخدم أدوية لخفض ضغط الدم المرتفع، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: النيفيديبين (بالإنجليزيّة: Nifedipine)، والفيراباميل (بالإنجليزيّة: Verapamil)، والديلتيازيم (بالإنجليزيّة: Diltiazem)، وغيرها من الأدوية.
- أدوية السكري: يمكن لتناول الكركديه أن يُسبّب انخفاضاً في مستويات السكر في الدم، ولذلك يمكن لتناوله مع أدوية السكري أن يُسبّب انخفاضاً كبيراً في مستويات السكر في الدم، ولذلك يجب مراقبة مستويات سكر الدم بشكلٍ مستمر، إضافةً إلى استشارة الطبيب والتأكد من أنّه ليست هناك حاجة إلى تغيير جرعات أدوية السكري؛ ومن الأمثلة على هذه الأدوية: الغليمبريد (بالإنجليزيّة: Glimepiride)، والغليبوريد (بالإنجليزيّة: Glyburide)، و الميتفورمين (بالإنجليزيّة: Metformin)، وغيرها من الأدوية.
- الكلوروكين: (بالإنجليزيّة: Chloroquine)، وهو دواء يُستخدم لل ملاريا ، ويمكن لشرب مغلي الكركديه أن يُقلّل من كمية الكلوروكين التي يمكن للجسم امتصاصها واستخدامها، ممّا قد يؤدي إلى التقليل من تأثيره داخل الجسم، ولذلك يجب تجنُّب شرب مغلي الكركديه مع دواء الكلوروكين في نفس الوقت.
- الأسيتامينوفين: (بالإنجليزيّة: Acetaminophen)، وهو دواء مُسكّن للألم، ويمكن لتناول مشروب الكركديه قبل تناول الأسيتامينوفين أن يزيد من سرعة الجسم في التخلُّص من هذا الدواء، ولكن ما زالت هناك حاجة إلى المزيد من المعلومات للتأكد من صحّة ذلك.
لمحة عامة حول الكركديه
ينتمي الكركديه (الاسم العلميّ: Hibiscus sabdariffa L.) إلى الفصيلة الخبازية (الاسم العلميّ: Malvaceae)، والذي تعود أصوله إلى وسط أفريقيا وغربها، ولكنّه ينمو أيضاً في العديد من المناطق الاستوائية، وهو من الأعشاب الحولية التي يصل طولها إلى 1.5 متر أو أكثر، وهو يتميّز بإنتاجه لأزهار حمراء اللون، وتُعدّ بعض أجزاء نبات الكركديه قابلة للأكل؛ مثل: البذور، والأوراق، والأزهار، حيث يمكن تناول كأس الزهرة أو المحيط الخارجي من أوراقها (بالإنجليزيّة: Calyx) طازجاً من خلال إضافته إلى السلطات، أو مطبوخاً، أو يمكن استخدامه لإضافة النكهة إلى الكعك، كما أنّه يُستخدم في صنع حلوى الجيلي، والشوربات، والصلصات، وغيرها، إضافةً إلى تحضير مغلي الكركديه الشائع وتحليته ب السكر .
هل من الآمن استخدام الأعشاب لمرضى الضغط
بشكلٍ عام؛ فإنّ من أهمّ الأمور التي يُنصح بها لخفض ضغط الدم عند من يعانون ارتفاعه هو تغيير نمط الحياة، واستخدام الأدوية التي يصفها الطبيب للتقليل من ضغط الدم المرتفع، ولكن قد يرغب بعض الأشخاص باستخدام الأعشاب لخفض ضغط الدم، سواءً كانت بشكلها الكامل، أم على شكل مكمّلات، وفي هذه الحالة فإنّ من المهمّ جداً استشارة الطبيب أولاً، وتجدر الإشارة إلى أنّه في الوقت الحالي لا يُنصح باستخدام الأعشاب بشكلٍ منتظم من قِبَل مرضى ضغط الدم المرتفع؛ حيث إنّه يمكن لبعض الأعشاب، وخاصةً في حال استخدامها بكميات كبيرة أن تُسبّب بعض الآثار الجانبية غير المرغوب بها، أو تتداخل مع تأثير الأدوية الأخرى، كما يجدر التنبيه إلى ضرورة عدم التوقف عن استخدام أدوية ضغط الدم المرتفع دون استشارة الطبيب.
وبالإضافة إلى ذلك يمكن لاتّباع نظام غذائي صحي غنيٍّ بالحبوب الكاملة، و الخضراوات ، والفواكه، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، وقليلٍ بالدهون المُشبعة والكوليسترول أن يخفض من ضغط الدم المرتفع لدى الأشخاص الذين يُعانون من ارتفاعٍ فيه، وهناك حميةٌ خاصّةٌ لمرضى الضغط تُسمّى: الطرق الغذائيّة لوقف ارتفاع ضغط الدم أو حمية داش (بالإنجليزيّة: Dietary Approaches to Stop Hypertension)، وتُعرف اختصاراً بـ (DASH diet).