فوائد البكتيريا النافعة
فوائد البكتيريا النافعة
يُعدّ تواجد البكتيريا النافعة (Probiotics) أمرًا أساسيًّا وضروريًّا لصحّة الجسم، واختلال نسبها لدى البعض قد يكون سببًا في حدوث العديد من المُشكلات الصحيّة والأمراض؛ مثل ضعف الجهاز المناعيّ، والعدوى الفطريّة، والطفح الجلديّ، والإسهال أو الإمساك، وزيادة الوزن؛ إذ إنّ نشاطها الأيضي يؤثّر في الشهيّة للطعام والشعور بالشبع، كما وتساعد البكتيريا النافعة على امتصاص العناصر الغذائيّة، بفضل دورها في المساعدة على هضم الجُزيئات المُعقّدة الموجودة في اللحوم والخُضار؛ كالسيليلوز النباتيّ.
وفيما يأتي بعض الدراسات العلميّة التي توضّح أهميّة البكتيريا النافعة وفوائدها بالتفصيل:
التخفيف من الإسهال المرتبط بتناول المضادات الحيوية
إذ نشرت في عام 2012م مُراجعة منهجيّة وتحليل شمولي لنتائج دراسات ومراجعات منشورة إلكترونيًا، وكان ملخّص هذه الدراسات أنّ "المُعينات الحيوية أو البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) تُساهم في تخفيف الإسهال الناجم عن استعمال المُضادّات الحيويّة، ولكن ثمّة ضرورة لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة أصناف البكتيريا النافعة الأعلى فعالية، وأنواع المُضادّات الحيويّة المستخدمة وفيها يستجيب الفرد للبكتيريا النافعة ودورها في تخفيف الإسهال".
المساهمة في خفض مستويات الكوليسترول
وهو ما تناولته دراسة تحليل شمولي منشورة في مجلّة (European Journal of Clinical Nutrition) عام 2000م، إذ بحثت في الدراسات التي تضمّنت نتائجها مبدأ المُقارنة على المدى القصير، وبيّنت "دور اللبن المُتخمّر -الغنيّ بالبكتيريا النافعة- في تقليل الكوليسترول الكُليّ بنسبة 4%، وتقليل البروتينات الدّهنيّة مُنخفضة الكثافة (LDL) بنسبة 5% أيضًا، ورغم ذلك ما نزال بحاجة لمزيد من الأبحاث لمعرفة تأثير البكتيريا النافعة طويل الأمد على مستويات الدّهون في الدم".
احتمالية المساعدة على تحسين مستويات ضغط الدم
أمّا عن دور البكتيريا النافعة في السيطرة على ضغط الدم، فقد تضمّنته مُراجعة منهجيّة وتحليل شمولي لتجارب عشوائية خاضعة للرقابة نشرت في مجلّة (American Heart Association Journals) عام 2014م، وبحثت في نتائج 9 دراسات مُختارة بدقّة وعناية، وبيّنت أنّ استهلاك البكتيريا النافعة قد يُحسّن نوعًا ما من ضغط الدم، ويكون تأثيرها أكثر وضوحًا عليه في كلّ من الحالات الآتية:
- استهلاك البكتيريا النافعة لمدّة 8 أسابيع مُتواصلة أو أكثر.
- استهلاك أصناف مُتعدّدة من البكتيريا النافعة، وعدم حصر الاستهلاك بنوع واحد.
- استهلاك مقدار 100 مليار وحدة من البكتيريا النافعة (CFU) أو أكثر.
- ارتفاع ضغط الدم الأساسيّ للأفراد.
تقليل خطر الإصابة بالإكزيما لدى الرضع
كما أنّ للبكتيريا النافعة دورًا في تقليل مخاطر إصابة الأطفال الرضّع بالأكزيما، ممّن يُحتمل إصابتهم بها، وهو ما أشارت إليه دراسة سريريّة منشورة في مجلّة (Atopic Dermatitis & Skin Disease) عام 2012، حيث أتمّ الدراسة 205 ثنائيًّا من الأمّهات وأطفالهنّ، وذلك بتزويد الأمهات بأنواع مُعيّنة من البكتيريا النافعة بدءًا من الشهر 7 من الحمل، وحتّى 2 شهر من بعد الولادة، وذلك بالتزامن مع متابعة أطفالهنّ حتى عُمر 24 شهرًا، وكانت النتائج تُفيد "بدور البكتيريا النافعة في منع إصابة الأطفال بالأكزيما، ممّن أمهاتهم يعانين من الحساسية".
التحسين من حالة المصابين بمتلازمة القولون العصبي
وقد تُساهم البكتيريا النافعة في التخفيف من الأعراض المُصاحبة لمُتلازمة القولون العصبيّ، رغم أنّ درجة النفع أو نوع البكتيريا النافعة الأفضل لهذه المُشكلة غير مُحدّد بعد، وذلك حسب ما أشارت إليه مُراجعة بحثيّة منشورة عام 2010 في مجلّة (BMJ Publishing Group)، والتي استندت لنتائج 19 دراسة سابقة، تضمّنت 1650 مُشاركًا يعاني من مشكلة القولون العصبي.
احتمالية التحسين من حالة المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية
كما قد تُخفّف أنواع معيّنة من البكتيريا النافعة (البروبيوتيك) من أعراض الإصابة ببعض أمراض الأمعاء الالتهابيّة وتُساعد في علاجها؛ كحالات التهاب القولون التقرّحيّ، أو أنها تُقلّل من أعراض بعض المشكلات المرتبطة بأمراض الأمعاء الالتهابية؛ كالتهاب الأقنية الصفراويّة، والتهاب الجيبة، وقد ظهرت هذه الفعالية عند استخدام أنواع معينة من البكتيريا النافعة، إلا أنّ آلية عملها بالضبط غير معروفة تمامًا، وتتطلّب المزيد من البحث والدراسة، حسب ما أفادت به مُراجعة بحثيّة منشورة في مجلّة (BioMed Research International) عام 2015م، والتي نظرت في نتائج 60 دراسة سابقة.
التحسين من المشاكل الصحية المرتبطة بالجهاز العصبي
إذ بيّنت دراسة سريريّة منشورة في مجلّة (Nutritional Neuroscience) عام 2015م دور البكتيريا النافعة في تحسين مؤشّرات الصحّة العقليّة والعصبيّة لدى 70 عاملًا في مجال كيمياء النفط بعد 6 أسابيع من استعمال البكتيريا النافعة الموجودة في اللبن أو كبسولات البروبيوتيك التي تحتوي أصنافًا متنوّعة منها.
التقليل من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي
حيث لوحظ أنّ البكتيريا النافعة تُقلّل من احتماليّة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسيّ العلويّ الحادّة، وتُقلّل من فترة المرض للأفراد المُصابين بأحدها، كما أنّها تُقلّل الحاجة لاستعمال المُضادّات الحيويّة أو الحاجة للتغيّب عن المدرسة، وذلك حسب ما أفادت به مُراجعة بحثيّة لـ13 دراسة سابقة، ونُشرت في (Cochrane Database of Systematic Reviews) عام 2015م.
المساعدة على إنقاص الوزن
وهو ما أشارت إليه دراسة سريريّة منشورة في مجلّة (British Journal of Nutrition) عام 2013، إذْ إنّ استهلاك البكتيريا النافعة من نوع العصيّات اللبنيّة الرامنوساس (Lactobacillus rhamnosus) على مدار 24 أسبوعًا متواصلًا ساهم في مُساعدة مجموعة من النساء والرجال الذين يعانون السمنة على إنقاص أوزانهم وتثبيتها بعد ذلك.
فوائد البكتيريا النافعة حسب نوعها
على خلاف البكتيريا المُسبّبة للأمراض؛ تُساعد البكتيريا النافعة على مُحاربة البكتيريا المُمرضة والحفاظ على صحّة الجسم، و تتعدد أنواع هذه البكتيريا الجيّدة وأهميتها، ومن أهم الأنواع وأبرزها البيفيدوبكتيريا ، والبكتيريا العصيّة اللبنيّة، وفيما يأتي توضيح لكلّ منهما على حدة:
البيفيدوبكتيريا
البيفيدوبكتيريا (Bifidobacteria)؛ هي البكتيريا التي عادًة ما تكون موجودة في المُكمّلات الغذائيّة وفي أصناف الطعام، والتي ربما تحقّق الفوائد الآتية:
- تقليل نموّ البكتيريا الضّارة في الأمعاء.
- المُساعدة على هضم سكر اللاكتوز؛ لتسهيل الاستفادة منه واستعماله في الجسم.
- دعم الجهاز المناعيّ.
البكتيريا العصية اللبنية
تشتهر بكتيريا العصية اللبنية (Lactobacilli) بتواجدها في الألبان والأطعمة المُخمّرة، ويُشار إلى أنَّها قد تكون من أكثر أنواع البكتيريا النافعة شيوعًا، والتي قد تُفيد بالآتي:
- تُساعد الأفراد ممَّن يُعانون من سوء هضم اللاكتوز على هضم مُشتقات الحليب.
- تُساعد في علاج الإسهال.
كما وتعدّ خميرة البولاردي (Saccharomyces boulardii) من أنواع الخمائر النافعة التي عادًة ما تتواجد في منتجات البروبيوتيك مع أنواع البكتيريا النافعة الأخرى، والتي قد تلعب دورًا في علاج الإسهال وتخفيف بعض المُشكلات الهضميّة الأُخرى.
نصائح لتعزيز البكتيريا النافعة في الأمعاء
يمكن للنصائح الآتية أن تساهم في تعزيز مستويات البكتيريا النافعة في الأمعاء:
- التنويع في أصناف الأطعمة المتناولة: وذلك لضمان تزويد الجسم بكافة العناصر الغذائية التي تساعد على نموّ البكتيريا النافعة في الأمعاء بأنواعها المختلفة، فكل نوع من البكتيريا النافعة يحتاج صنف غذائي معين يعتمد عليه لينمو ويقوم بوظائفه في الجسم.
- تناول الأغذية الغنيّة بالبكتيريا النافعة: ومن هذه الأصناف الغذائية:
- الحليب الرائب، واللبن.
- العصائر الطبيعيّة.
- رقائق الذرة.
- الكفير أو الفطر الهنديّ.
- المُنتجات الغنيّة بالصويا.
- مخلل الكيمتشي.
- تناوُل الأغذية الغنيّة بالبريبيوتك: (Prebiotic) وهي أطعمة غنيّة بالألياف غير القابلة للهضم، والتي تُعدّ من الأغذية المُحبّبة للبكتيريا النافعة، ومن الأطعمة الغنية بالبريبيوتيك:
- أوراق الهندباء.
- الخرشوف القدسيّ.
- الخضروات النيّئة؛ كالبصل، والثوم، والهليون، والكراث.
- الفاصوليا.
- الموز.
- الشوفان الكامل.
- استخدام المكملات الغذائية للبكتيريا النافعة بعد استشارة الطبيب: إذ تتوافر أصنافًا عديدة من المُكمّلات الغذائيّة التي تحتوي على أنواع مُختلفة وتراكيز مُتنوّعة من البكتيريا النافعة، ولكن يُوصى دائمًا باستشارة الطبيب قبل استعمال أيٍّ منها؛ للتأكّد من استعمال النوع الأفضل لحالة الفرد.
- الحرص على شرب كميات كافية من السوائل: إذ يعدّ الماء والسوائل من العوامل المُساعدة على موازنة أعداد البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتحسين وظائف بطانة غشاء الأمعاء المُخاطيّ أيضًا.
- ممارسة التمارين الرياضية: التي تُحسّن من نمو أنواع مختلفة من البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهو ما يُساهم في تعزيز صحّة الفرد، وتقليل فرصة الإصابة بالأمراض المُختلفة.
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول مصادر البكتيريا النافعة في الطعام يمكنك قراءة مقال أين توجد البكتيريا النافعة في الطعام
ملخص
ثمّة العديد من الفوائد المُرتبطة بتزويد الجسم بالبكتيريا النافعة والحفاظ على بقاءها بكميات جيّدة فيه، إلا أنّ عديدًا من هذه الفوائد ما زال قيد الدراسة والبحث، ولذلك يُوصى دائمًا بإعلام الطبيب قبل استعمال أيّة مُكمّلات غذائيّة تحتوي على البكتيريا النافعة أو الانتظام بتناول صنف من الأغذية الغنيّة بهذه البكتيريا؛ وذلك لضمان الاستفادة منها قدر الإمكان مع ضمان الاستعمال الآمن دون ضرر.