أشباه المفاعيل
تعريف أشباه المفاعيل
أشباه المفاعيل هي مجموعة من الكلمات المُعربة، التي يكون محلّها من الإعراب النصب، وقد شُبّهت بالمفاعيل لذلك السّبب، ومن هنا يتضح الفرق بينها وبين المفاعيل.
فالمفاعيل ما كان أصليًّا معروفًا في العربيّة ب اسم المفعول ؛ مثل: المفعول به، والمفعول المُطلق، ونحوهما، بينما هنا تشبه هذه الكلمات المفاعيل في بعض الخصائص الإعرابية؛ ولذلك أُطلق عليها أشباه المفاعيل بسبب ذلك الشبه.
ما هي أشباه المفاعيل وإعرابها
إنّ المنادى والتمييز والحال والمستثنى بإلّا هي من المنصوبات، ولذلك شبّهت بالمفاعيل، ولكلّ من هذه المنصوبات خصائصه الإعرابية، وهي كالآتي:
المنادى
هو اسمٌ منصوبٌ يقع بعد أحد أحرف النداء، وذلك على نحو: يا رجلَ، وإنّ أحرف النّداء، هي: "أي، يا، أيا، أ، آ، هيا، وا" فجميع هذه الأحرف إذا سبقت الاسم كان الاسم الذي بعدها منادى.
وللمنادى خمسة أنواع، اثنان منها مبنيّان في محل نصب، وثلاثة أنواع منها منصوبة على الندّاء، وهذه الأنواع هي كما يأتي:
- المنادى المبني: ويقسم قسمين:
- منادى مفرد علم: وذلك إذا وقع بعد أداة النّداء اسمٌ علم، ويكون هذا النوع مبنيٌّ على الضّم في محل نصب على النّداء، وذلك على نحو: يا زيدُ، ويا شامُ، ويا دمشقُ، ويا ربابُ، فإنّ كل من "زيد، وشام، ودمشق، ورباب" منادى مفرد علم مبني على الضّم في محل نصب على النّداء.
- منادى نكرة مقصودة: وهنا يكون المنادى مبنيٌّ على الضّم أو على ما يرفع به الاسم، كالألف والنون للمثنّى والواو والنون لجمع المذكّر السالم، وذلك على نحو: يا رجلُ، ويا طالبان، ويا مدرِّسون، فإعراب الأمثلة الثلاثة هو:
- رجل: منادى نكرة مقصودة مبني على الضّم في محل نصب على النّداء.
- طالبان: منادى نكرة مقصودة مبني على الألف في محل نصب على النداء.
- مدرّسون: منادى نكرة مقصودة مبني على الواو في محل نصب على النداء.
- المنادى المعرب: وينقسم ثلاثة أقسام:
- منادى مضاف: وهو المنادى الذي يأتي بعده مضاف إليه، وذلك على نحو: يا رجلَ الدّارِ، رجل: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- منادى شبيه بالمضاف: وهو المنادى المشتق العامل فيما بعده، وذلك على نحو: يا قارئًا درسًا، قارئًا: منادى شبيه بالمضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- منادى نكرة غير مقصودة: وذلك عندما ينادى الاسم النكرة، ذلك على نحو: يا غافلًا انتبه، غافلًا: منادى نكرة غير مقصودة منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
الحال
اسمٌ نكرة منصوب يُذكر في الجملة ليبين هيئة اسم معرفة سبقه يُدعى صاحب الحال، وذلك على نحو: دخل الطفلُ ضاحكًا، فكلمة "ضاحكًا" اسمٌ نكرة بيّن حالة صاحب الحال "الطفل"، وينقسم الحال إلى ثلاثة أقسام، وهي كالآتي:
- الحال المفرد
وهنا يكون الحال اسمًا ظاهرًا، وذلك على نحو: عاد الجندي من الحرب ظافرًا، ظافرًا: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- الحال الجملة
وذلك عندما تأتي الحال جملة عائدة على اسم معرفة، وذلك على نحو: رأيتُ العصفور يغرّد، فكلمة "يغرّد" هي جملة فعليّة في محل نصب حال للعصفور.
- الحال شبه الجملة
وذلك عندما تقع شبه الجملة بعد اسم جامد معرفة، فتتعلّق شبه الجملة بحال محذوفة، وذلك على نحو: رأيتُ العصفور فوقَ الشجرة، فشبه الجملة "فوق الشجرة" يتعلّق الظّرف فيها بحال محذوفة من العصفور.
التمييز
اسمٌ نكرة منصوب، يُذكر في الجملة ليفسّر اسمًا مبهمًا سبقه، وهنا يكون تمييز ذات، أو ليفسّر جملةً مبهمةً سبقته، وهنا يسمّى تمييز نسبة، وذلك على نحو: اشتريتُ لترًا حليبًا، وطابتْ دمشقُ مسكنًا، وتفصيله كما يأتي:
- تمييز الذّات
يكون مفسّرًا لاسم مبهم سبقه، ويأتي تمييز الذّات بعد "العدد، ما يدلّ على المقدار، كل اسم مبهم"، ومن ذلك: اشتريتُ عشرين قلمًا، فكلمة "قلمًا" تُعرب: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- تمييز النسبة
وهو الذي يكون مفسّرًا لنسبة الجملة، وذلك على نحو: طابَ الرجلُ خلقًا، فإنّ كلمة "خلقًا" قد فسّرت سبب نسبة الطيب إلى الرجل، فكلمة "خلقًا" تُعرب: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
المستثنى
هو اسمٌ منصوب يُذكر بعد إلّا فيخرج عن حكم ما قبلها، أو يُذكر بعد إحدى أدوات الاستثناء، وذلك على نحو: جاء الطلّاب إلى المدرسة إلّا طالبًا، ولإعراب الاسم بعد إلّا ثلاث أحوال، وذلك بحسب نوع الاستثناء:
- الاستثناء التّام المثبت
وذلك عندما تكون جميع الأركان موجودة في الاستثناء "المستثنى منه والأداة والمستثنى بإلّا" ويكون غير منفي، وذلك على نحو: جاء الطلّاب إلّا زيدًا، ففي هذه الحالة يُعرب ما بد إلّا مستثنى بإلّا منصوب، زيدًا: مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- الاستثناء التام المنفي
هذا النوع عندما يكون الاستثناء تامّا مسبوقًا بنفي، وفي هذه الحالة يجوز إعراب إلّا أداة استثناء وما بعدا مستثنى بإلّا، ويجوز إعرابها أداة حصر وما بعدها بدل من المستثنى منه، وذلك على نحو:
- ما جاءَ الطلّابُ إلّا طالبًا: هنا "إلا" أداة استثناء، و"طالبًا" مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- ما جاء الطّلابُ إلّا طالبٌ: هنا "إلّا" أداة حصر، و"طالب" بدل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
وهو الذي حذف منه المستثنى منه وسبق بنفي، هنا تعرب إلا أداة حصر والاسم الذي بعدا بحسب موقعه من الإعراب، وذلك على نحو: ما جاء إلّا طالبٌ، "إلا" أداة حصر، "طالب" فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
أمثلة على أشباه المفاعيل
فيما يأتي أمثلة متنوعة على أشباه المفاعيل:
- قال عَدي بن الرعلاء: إنّما الميّت من يعيشً كئيبًا ** كاسفًا بالُهُ قليلَ الرجاء
"كئيبًا، كاسفًا، قليل": حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- قال تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}.
شيبًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- قال تعالى: {مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ}.
قليل: بدل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
- ينجح التلاميذ إلّا الكسول.
الكسول: مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
- قال الأحوص الأنصاري: سلام الله يا مطرُ عليها ** وليس عليك يا مطرُ السّلامُ
مطر: منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على النداء.
تدريبات على أشباه المفاعيل
فيما يأتي تدريبات متنوعة على أشباه المفاعيل:
حدد أشباه المفاعيل في الجمل التالية
في الجمل الآتية هنالك مجموعة من أشباه المفاعيل جِدها وحدّد نوعها:
- زرعتُ الحديقةَ أزهارًا.
- يا صاعدَ الجبلِ انتبه.
- قرأ الطلّاب الدّرس إلّا طالبًا.
- دخل المعلّم إلى الصف مستبشرًا.
أعرب أشباه المفاعيل في الجمل التالية
في الجمل الآتية هنالك عدد من أشباه المفاعيل، جِدها وأعرِبها:
- يا أحمدُ أغلق الباب.
- لم يكتب الوظيفة إلّا طالبٌ.
- أكل الطفل الحلوى وهو سعيدٌ.