فضل قيام الليل والتهجد
فضل قيام الليل والتهجد
يوجد لقيام الليل والتهجد فضائل عديدة، ولا تقتصر هذه الفضائل على الأجر العظيم للمسلم في الآخرة؛ وإنما تتجاوزها لتشمل دنيا المسلم وحياته اليومية، وتجدر الإشارة إلى أن التهجد يطلق على صلاة قيام الليل بعد نوم، لذا فإن لفظ قيام الليل أشمل وأعم، ومن فضائل قيام الليل والتهجد الفضائل الآتية:
قيام الليل سبب لمحبة الله لعبده
يعد قيام الليل والتهجد سبب من أسباب محبة الله -تبارك وتعالى- لعباده، ولو اقتصرت فضائل قيام الليل والتهجد على هذه الفضيلة لكانت من نعم الله تعالى العظيمة؛ فلا شيء أعظم من أن ينظر الله -عز وجل- نظره رضا ومحبة إلى عبده، فكيف لو اجتمعت هذه الفضيلة مع غيرها من الفضائل الأخرى.
وقد جاء في الحديث الصحيح: (عجِب ربُّنا مِن رجُلينِ: رجلٍ ثار عن وِطائِه ولحافِه مِن بينِ حِبِّه وأهلِه إلى صلاتِه فيقولُ اللهُ جلَّ وعلا لملائكتِه: انظُروا إلى عبدي ثار عن فراشِه ووِطائِه مِن بينِ حِبِّه وأهلِه إلى صلاتِه رغبةً فيما عندي وشفقةً ممَّا عندي).
مدح الله تعالى لقائمي الليل
مدح الله -سبحانه وتعالى- عباده القائمين في الليل وأثنى عليهم، وجمعهم مع عباده الأبرار؛ حيث قال الله -تعالى- في سورة الفرقان: (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)، لذا فمن قام الليل وواظب عليه ينال فضل مدح الله -تبارك وتعالى- له ولفعله المبارك.
قيام الليل من علامات المتقين
يعد قيام الليل علامة من علامات عباد الله المتقين؛ حيث جاء قيام الليل والمواظبة عليه في معرض ذكر صفات عباد الله المتقين؛ يقول الله -تبارك وتعالى-: (كَانُواْ قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).
وقد علق الإمام الحسن البصري على ذلك قائلاً إن عباد الله المتقين كانوا لا ينامون من الليل إلا الوقت القليل، وكانوا يطيلون الركوع والسجود ويختمون قيامهم بالاستغفار، مقتدين في ذلك برسولهم -صلى الله عليه وسلم-.
مناجاة الله تعالى في الليل
فضلت صلاة قيام الليل والتهجد على غيرها من صلوات النافلة؛ حيث روى الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه-: (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).
وسبب تفضيلها هو شرفها وشرف وقتها المبارك؛ حيث إن الله -سبحانه وتعالى- يتنزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا كما جاء في الحديث الصحيح: (إنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حتَّى إذا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ، نَزَلَ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ؟ هلْ مِن تائِبٍ؟ هلْ مِن سائِلٍ؟ هلْ مِن داعٍ؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ)، وبقيام المسلم لليل يستطيع مناجاة ربه في هذ الوقت المبارك ودعاءه وطلب خيريّ الدنيا والآخرة منه -تبارك وتعالى-.
قيام الليل سبب لدخول الجنة
يعد قيام الليل من أهم العبادات التي تكفر الذنوب وتمحو السيئات وتكثر الحسنات وترفع الدرجات، ولذلك فإن قيام الليل والتهجد سبب من أسباب دخول العبد إلى الجنة؛ حيث جاء في الحديث الصحيح: (أَيُّها الناسُ أَفْشُوا السلامَ، وأَطْعِمُوا الطعامَ، وصَلُّوا والناسُ نِيَامٌ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلَامٍ).