فضل قراءة سورة الكافرون قبل النوم
فضل قراءة سورة الكافرون قبل النوم
ذكر عن فضل سورة الكافرون في عدّة أحاديث من السنّة النبوية المطهّرة، فعن فروة بن نوفل - رضي الله عنه-: (أنَّهُ أتَى النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أقولُهُ إذا أوَيتُ إلى فِراشي، فقالَ: اقرأ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ)، ففي الحديث قراءة سورة الكافرون قبل النوم فهي تسلّم صاحبها من الشرك بالله -عز وجل-.
وكان ذلك لأنها تضمّنت على نفي عبادة المرء ما يعبده المشركون بالله -تبارك وتعالى- بأجزل وأبلغ العبارات وبتأكيد على ذلك، وكانت رد على من أراد من الكفار أن يعبد محمد -صلى الله عليه وسلم- آلهتهم حين من الزمن ويعبدون هم الله -عز وجل- حيناً آخر.
وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم- يصلي الوتر فيقرأ سورة الكافرون إضافة للأعلى والإخلاص، فعن عبد الرحمن بن أبزى -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ يوترُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ويقولُ بعدما يسلِّمُ: سُبحانَ الملِكِ القدُّوس ثلاثَ مرَّاتٍ، يرفَعُ بِها صوتَهُ).
تفسير سورة الكافرون
سورة الكافرون هي من السور المكيّة وتأتي في ترتيب المصحف بعد سورة التكوير وعدد آيات السورة ست آيات فهي من قصار السور، وفي السورة ممايزة بين الكفر وبين الإسلام وإقرار توحيد العبادة لله -عز وجل- وبيان مواضع الشرك.
وتبدأ السورة بطلب الله -عز وجل- من رسوله -صلى الله عليه وسلم- القول لمن طلبوا من الرسول الكريم عبادة آلهتم سنة وأن يعبدوا هم إلهك سنة ثانية: يا أيها الكافرون بالله -عز وجل-، أنا لا أعبد في أي وقت وحين ما تعبدون من دون الله -عز وجل- من الأصنام والأوثان، وقل لهم أنكم أنتم لستم عابدون ما أعبده أنا وهو الله -عز وجل-.
ولا أنا عابد في المستقبل ما عبدتم أنتم من الأصنام فيما مضى، ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبده أنا الآن وهو الله -عز وجل-، وفي نهاية السورة يكمل الله -عز وجل- الطلب من نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن يخاطب الكفار بالقول، لكم دينكم الَّذي اخترعتموه أنتم لأنفسكم، وأنا لي ديني الَّذي أنزله الله -عز وجل- عليّ وهو الإسلام والتوحيد له -تعالى-.
سبب نزول السورة
سبب نزول سورة الكافرون هو أن الكفار من قريش قد طلبوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقوموا هم بعبادة الله -سبحانه وتعالى- ويقبلوا ما جاء به محمد، ولكن اشترطوا في مقابل ذلك أن يشاركهم -عليه الصلاة والسلام- في عبادة آلهتهم بعض من الوقت هو أيضا، قيل أنهم طلبوا أن يعبدوا الله -عز وجل- عام ويعبد- عليه السلام- آلهتهم عام، فنزلت السورة.